تتسابق وسائل الإعلام المختلفة في دول العالم على تغطية مختلف المسابقات والبطولات الرياضية والاستفادة منها في جذب الإعلانات بل انها تتنافس فيما بينها للحصول على حقوق النقل لهذه البطولات لأنها تعي جيداً انها ستجني مبالغ طائلة من وراءها بينما إعلامنا غائب تماماً عن هذه الأمور ونظرته قاصرة جداً في هذا الجانب. اخر بطولة تابعناها كانت خليجي 22 التي جاءت وذهبت ولم نستفد منها أي شيئ ربما باستثناء إحدى الإذاعات المحلية التي نقلت البطولة واستفادت من ريع بعض الإعلانات فيما كانت القنوات التلفزيونية الرسمية كالأطرش في الزفة تكتفي بالنقل وبعض التحليل لكنها لم تحصل على أي فائدة تذكر جراء هذا النقل نظراً للقصور الكبير في الرؤية لدى المسئولين على هذا الإعلام في جانب الرياضة. اعتقد ان وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والخاصة في اليمن لديها نفس القصور في جانب الرياضة وتعتبرها مجرد لهو ولعب في حين أن العالم يتعامل مع الرياضة من منطلق أنها أصبحت اليوم عملاً استثمارياً لها اسهاماتها في اقتصاديات الكثير من الدول وان الاستثمار والتسويق الرياضي يلعب دوراً هاماً وحيوياً في تطوير الرياضة كما أنها تسهم في نفس الوقت في تطوير وسائل الإعلام ورفدها بالموارد المالية عبر الترويج والتسويق من خلال مواكبة البطولات والأحداث الرياضية المحلية والدولية. ولأن القنوات المحلية الموجودة حالياً غير قادرة على استيعاب متطلبات الواقع الرياضي في اليمن والعالم لهذا السبب أو ذاك لذا اصبح من الضروري إطلاق قناة فضائية رياضية متخصصة أسوة بدول كثير التي عملت على إنشاء مثل هذه القنوات المتخصصة في ظل ظروف لا تختلف كثيراً ظروفنا وهو ما يجعل وجود مثل هذه القناة أمراً يهم كافة الرياضيين والمتابعين والقطاع الخاص الذي بلا شك سيستفيد عبر الدعاية والإعلان والتسويق. أتمنى أن تتبنى وزارة الشباب والرياضة ووزارة الإعلام لقاء تشاوري لمسئولي المؤسسات الإعلامية الرسمية والحزبية والخاصة لدراسة موضوع تغطية البطولات بحيث تقدم أوراق عمل تتضمن دراسة الواقع الحالي وأين تقف وسائل الإعلام من الرياضة وما هو المطلوب منها وكذا أسس التسويق التلفزيوني وحقوق الدعاية والإعلان البطولات ونقل المباريات والمشكلات التي تواجه هذا الجانب والخروج برؤية جديدة لتطوير العمل والارتقاء بأداء المؤسسات الإعلامية في هذا الجانب وكيف يمكن ان يكون لنا قناة رياضية متخصصة وبرامج رياضية في كافة القنوات العامة سواء الرسمية أو الخاصة. اليمن اليوم