ينتظر العالم ويترقب بطولة كأس العالم لكرة القدم للاستمتاع بمشاهدة المباريات وتجتهد الحكومات في توفير الظروف الملائمة لشعوبها كي تشاهد هذه البطولة التي تقام كل اربع سنوات بينما نحن في اليمن نكد ونتعب حتى نتابع هذا الحدث الكروي العالمي فإذا توفر جهاز نقل المباريات غابت الكهرباء وإذا توفر الماطور انعدم البترول وهكذا يظل الناس هنا في كد وعناء للحصول على ابسط حقوقهم. وينسحب الأمر ذاته على وسائل الإعلام اليمنية وخاصة القنوات الفضائية التي تظل دوماً غائبة عن هذا الحدث العالمي فلاتكاد تسمع اي شيء في هذه القنوات سوى بعض الأخبار وهذا يعود إلى قصور كبير في فهم قياداتها عن أهمية الرياضة في حياة الشعوب وغياب الرؤية لديهم حول كيفية الاستفادة من هذه البطولة فهم يخافون من دفع مبالغ لشراء الحقوق حتى ولو ملخصات للمباريات وكيفية الاستفادة منها في جذب الإعلانات والرعاية من شركات القطاع العام والخاص كما تفعل قنوات كثيرة بحيث تقدم المتعة للجماهير الرياضية وتستفيد هي مادياً.
لو ان مسئولي قنواتنا الفضائية يكلفون أنفسهم متابعة بعض القنوات الرياضية والقنوات المنوعة حتى التي تقدم برامج متميزة عن كأس العالم والبطولات الأخرى لكانوا على الأقل استحوا على انفسهم وكلفوا كوادرهم بتقديم مقترحات لبرامج تواكب بطولة كأس العالم ولو فكروا بطريقة صحيحة فستكون مكاسب مثل هذه البرامج كبيرة جداً فيمكنهم شراء ملخصات للبطولة وإعداد برامج خاصة بها واستقطاب محللين رياضيين جيدين وإقامة مسابقات في هذه البرامج وأنا متأكد أنها ستحصل على عائدات كبيرة من الاعلانات تفوق مادفعته قيمة هذه الملخصات
اقترح على الأخ وزير الإعلام الذي بدأ عمله بزيارة للمؤسسات الصحفية والإعلامية والقنوات الرسمية ووجههم بضرورة البحث عن تمويل ورعاية لبرامج مختلفة وهذه خطوة جيدة اتمنى ان يكملها بتوجيه القنوات الفضائية بالاهتمام بالبرامج الرياضية وأنا أراهن على ان الفوائد والعائدات ستفوق التوقعات وربما يتم تحويل معظم البرامج إلى الرياضة كما اتمنى على الوزير أن يبحث موضوع إطلاق قناة رياضية يمنية متخصصة وليس كما تم في الماضي مع قناة سبأ التي تحولت فيما بعد إلى قناة عامة وغابت عنها الرياضة تماماً .
أنا على ثقة ان مشروع إطلاق قناة رياضية لو نجح سيمثل نقطة ضوء في تاريخ من سيتخذه وينفذه ويخرج به إلى النور باعتبار ان وجود قناة رياضية متخصصة في اليمن لاشك سيسهم في الارتقاء بالحركة الرياضية وتطويرها وهذا الأمر بين يدي الوزير الإعلامي المخضرم نصر طه مصطفى.