من منا لم يسمع بالمثل الشعبي الذي يقول " سمْحُوله يتْشًاقْر دخل يرقص " وهو مش عارف أن الرقص يحتاج الى تدريب وتأهيل طويل وخاصة لكي يجيد الرقص في اليمن بطولها وعرضها والتي تتعدد فيها فنون الرقص ، ومن يحب أن يرقص في اليمن بطولها وعرضها يحتاج الى سنوات لكي يتمكن من ذلك .. فما بالكم بأن رقصة الحكم في اليمن ليست على الارض بل على رؤوس الثعابين . السيد القادم من صعده التي لا تشتهر بأي من اشكال فن الرقص يبدوا أنه استعجل وحب ان يدخل حلبة الرقص مباشرة بدون أي تدريب ، ويرقص مع فرق الرقص الراقصة في اليمن لكنه من الحركة الاولى ظهر انه مبتدئ ويحتاج الى فترة زمنية طويلة لكي ينسجم مع فرقة الرقص ويتمكن من التناغم معها ويصبح كواحد من اعضائها. الاحداث المتسارعة في الايام الاخيرة .. توحي أنه يريد أن يرقص لوحده ويتخلص من فرقة الرقص التي لم ينسجم معها ويرقص بطريقته الخاصة التي لا تخضع لأي قوانين أو انظمة ولكنه نسي أن للرقص جمهوره الذي لا يمكن أن يقبل بالرقص المنفرد والخالي من قوانين وانظمة الرقص التي تمتع الجمهور وتجعله يستمر ويتابع رقصته ، مالم فان الجماهير ستنقض عليه وتخرجه من حلبة الرقص كما عملت مع غيره من قبل. السيد جاء الى صنعاء ومنها تمدد الى مدن أخرى وهو يحمل شعار القضاء على الفساد والمفسدين واذا بالفساد عنده يتمثل في محاصرة البنوك وابواب صرف الاموال سواء كانت تضخ للفساد أو للتنمية والبناء واذا بحصاره للفساد هو فساد من نوع جديد يزيد الشعب فقرا فوق الفقر الذي يعاني منه ويجعله يتمنى بقاء الفساد السابق بس يحافظ على مستوى معيشته ، أما القضاء على المفسدين فكما يبدوا أنه لم يجد في الوطن سوى شخصين مفسدين فقام بملاحقتهم والاستيلاء على ما تركوا من اموال وتحويلها الى حساباته كغنيمة غنمها من اثنان من الفاسدين وهنا ينطبق على الفاسدين الذين استولى على امولهما التي تمكن منها " سارق السرقان سرق " . السيد القابع في ضحيان منذ وصوله ابواب صنعاء يخرج الينا كل فترة عبر شاشة قنات مسيرته القرآنية ليقول لنا أنه يسعى الى بناء دولة العدالة ، الكل في هذا الوطن تواق الى العدالة التي يحلم بها ويعمل لأجلها والتي عبر عنها من خلال اهداف 26سبتمبر 1962م ويحلم باليوم الذي يجدها منفذة على ارض الواقع كامله غير منقوصة ، ولأجل ذلك ظل يقرئها كل يوم في كل الصحف ، فاذا بالسيد الذي شغلنا بدولة العدالة يستولي على أهم مؤسسات الصحافة ويخرج في اليوم الثاني الصحيفة الألى في الوطن صحيفة الثورة خالية من أهداف العدالة التي يحلم بها الشعب ، وكأنه يفصح عن العدالة التي ينادي بها وهي العدالة المفقودة الخاصة به في سقيفة بني ساعدة قبل 1425 عام العدالة التي تعيد له حقه الالهي كما يعتقد كسيد نصبته السماء على ابناء هذا الوطن ... وان ممارسات السيد على الارض تعكس أنه لا يعي ماهي العدالة التي يتوق اليها ابناء هذا الشعب.. وانما يعي العدالة التي يدعي انها تخصه. هذا الوطن والشعب تواق الى الحياة السعيدة الخالية من العداوة والبغضاء بين ابناء وطنه وتواق الى الانطلاق في الذرى يسفح الطيب يميناً وشمالاً لأبناء وطنه وللعالم فاذا بالسيد القادم من ضحيان يحمل اليه شعار الانطلاق في الذًرى ليسفح الموت يميناً وشمال لأبناء وطنه ولأمريكا واسرائيل التي لا يعلم معظم ابناء هذا الشعب اين هي هذه امريكا ، ولماذا يجب ان يصرخ لموتها كما يطالبه السيد ، وان كان يفهم اين هي اسرائيل لكنه يعرف ان من يسعى للقضاء على اسرائيل عليه الاتجاه شمالا وليس جنوباً.. وكان على شعار الموت الذي يحمله والقادم من طهران أن يمر الى اسرائيل عبر دمشق ولبنان والاردن ومصر وليس عبر صنعاء إن كان يستهدف فعلا اسرائيل. الخلاصة تقول ان السلوك الذي يقوم به السيد في الايام الاخيرة هو بمثابة اعلان لإفلاسه فمن يسعى لبناء دولة لا يقوم بالتعدي على مؤسساتها بهذه الصورة ولعل طريقة التعامل معه في محاولة تعديه على أهم مؤسسات هذا الوطن وهي قيادة مؤسسة الدفاع عن الوطن تعطيه صورة عن طريقة التعامل معه في المستقبل القريب في كل مؤسسات هذا الوطن.. إن لم يعي أنه يجب أن يكون واحداً من ابناء هذا الوطن وليس سيداً على هذا الوطن وأبنائه.. وانه تم السماح له ليتشاقر فقط ليعرف انه يمكنه الرقص أو يخلي فن الرقص لأهله ويحاول التعلم منهم ليكون واحد منهم وليس بدلاً عنهم. [email protected]