تطبيل اعلامي للحوثيين وتوريط سياسي وعسكري للحوثيين, الحوثيين يسقطون المحافظات الواحدة تلو الاخرى, الحوثيين يكافحون الفساد, الحوثيين يدخلون البيوت الحوثيين يهدمون المنازل. الحوثيين الحوثيين الحوثيين............ فما هم اولئك الحوثيين؟ الحوثيين وكانت تسميتهم السابقة (الشباب المسلم) بحسب معلوماتي البسيطة وقد تكون غير صحيحة, هم مجموعة طائفية تنتمي لمنطقة معينة ومذهب ديني محدد قام بتشكيلها في صعدة الرئيس السابق ودعمها ماديا ومعنويا لتكون ندا قويا للسلفيين من اتباع مقبل الوادعي الذين جعلوا مركزهم الرئيسي بكل وقاحة في عقر دار المذهب الزيدي. فافتعل النظام السابق علي محسن وغيره حروب صعدة للنصب على السعودية واميركا بوهم الحوثية وتبعيتهم لايران. مما لوحظ في تلك الحروب ان قادة الحوثيين في البرلمان اليمني الذين قيل بانهم رفعوا السلاح ضد الدولة ويريدوا اعادة الامامة الى اليمن ويتبعوا ايران, كانوا يعتبروا غائبين بعذر عن جلسات البرلمان وترسل اليهم مستحقاتهم المالية الى مكان تواجدهم (خيانة عظمى). اثناء حروب صعدة كان الحرس الجمهوري يعزز معسكراته باحدث الاسلحة في اليوم الاول لتسقط تلك المعسكرات والاسلحة الحديثة بقدرة قادر في ايدي الحوثيين في اليوم التالي, ففي كل تلك الحروب كان هناك قادة عسكريين يقودون المعارك ضد الحوثيين والان نراهم بقدرة قادر قادة عسكريين تابعين للحوثيين وفي (لجانه الثورية), وبعد (الثورة الحوثية) راينا كيف تساقطت المعسكرات بكل اسلحتها والمحافظات بكل اجهزتها دون مقاومة وبنفس سيناريو سقوط محافظة ابين بيد (القاعدة) في عهد الرئيس السابق. الان الحوثيين يرفضوا المشاركة في الحكومة لكنهم يفرضوا اتباعهم في المواقع التنفيذية والعسكرية والامنية, ويفرضوا مطالبهم وتنفذ دون نقاش, الان الحوثيين يوزعوا صكوك الوطنية والخيانة دون حساب, الان الحوثيين يجعلوا من خصوم الرئيس السابق حصرا مراكز الفساد التي يجب تشليحها ويغضوا البصر عن غيرهم. الحوثيين يرفعوا مبدا القبول بالاخر ويدوسوا الاخر ويهينوه دون أي اعتبار. الحوثيين يطالبوا بالمساواة للجميع ويزيحوا غيرهم يغيروا المحافظين والقادة العسكريين والصحفيين ووووووغيرهم. عند السؤال ما هم هؤلاء الحوثيين, يقول البعض انهم الهاشميين من آل البيت ويقول اخرون انهم اتباع المذهب الزيدي دون تمييز ويصر اخرين على انهم اتباع النظام السابق بثوب (ثوري جديد) يتناسب مع ضرورات المرحلة. عند السؤال كيف تم استبعادهم من المشاركة في السلطة, يجيب البعض بانهم موجودون في كل السلطات السابقة وقدموا خدمات جليلة للنظام السابق لا يمكن انكارها الا من جاحد, لكنهم يتحدثوا عن استبعادهم من السلطة بعد التوافق الوطني, أي انهم من النظام السابق ولم يتم استيعابهم في السلطات الانتقائية. لهذا كان كل همهم باسندوة واتباع باسندوة فقط رجالا ونساء. على سبيل المثال القائد العسكري الذي تم تعيينه نائبا لرئيس هيئة الاركان والده قائد عسكري برتبة لواء وتحمل مناصب قيادية كبرى في عهد الرئيس السابق دون ان يستبعده احد والاسماء التي يتم تداولها وتعيينها في مواقع قيادية الان لم ياتوا بها من ايران بل هم قادة موجودون من العهد السابق في الحرس وغيره, فلا يمكنهم ان يعينوا محافظا او قائدا عسكريا او غيره من الرعية لهذا تحدثوا في اتفاق السلم والشراكة عن الكفاءات التي لم يستطع غيرهم فرضها سابقا. اذا لماذا تم التعامل معهم في الحوار الوطني على انهم طرفا رئيسيا في مكانة ارفع واهم من كل الجنوب المذل وشعبه؟ بالرغم من انهم ليسوا حزبا سياسيا ولم يكونوا قوة عسكرية بل كان تمثيلهم محصورا في محافظة صعدة فقط (قضية صعده في الحوار الوطني هم من يمثلوها) قبل تسليمهم العاصمة والمحافظات المحيطة بها. يقول البعض ان ذلك يرجع الى عقدة النقص عند الاصلاح الذي اراد ان يامن انتقامهم, كما فعل مع حلفائه السابقين مضحيا بانصاره واتباعه من شباب الساحات ومتنازلا عن بنود مهمة في المبادرة الخليجية كان يمكنه ان يكسب منها الكثير. ما دفعني الى الكتابة في هذا المجال هو المحاورة التي عرضتها قناة السعيدة والتي يتحدث فيها محمد البخيتي عن اكتشاف الحوثيين للفساد في شركة النفط وفرضهم الحل البديل بتاجر من طرفهم بدون مناقصات مبررا ذلك بالشرعية (الثورية) لان الدولة غير موجودة وعند سؤاله عن الفساد في مؤسسات تتبع الرئيس السابق وابنائه واقاربه يرد البخيتي خلي عبد ربه يحاسبهم. هذا التناقض اوضح لي بان الحوثيين هم انفسهم النظام السابق او الثورة المضادة او غير ذلك من التسميات التي لا افهم معناها. لكن بصراحة وصدق وبكل حيادية انا اشهد للنظام السابق بانه قوي وذكي واستطاع ان يمتص الصدمة ويحولها لمصلحته ويكسب منها الكثير مستفيدا من ملفات حلفائه السابقين واخطائهم السابقة في عهده ومن ترددهم والخوف الذي تربوا عليه وتنازلاتهم المذلة والمهينة, وبصراحة وصدق ايضا اقول لو ان هذه الامكانات التي ظهر عليها العديد من كوادر النظام السابق في ادارتهم للعملية, تم الاستفادة منها في حينه ما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه. لكننا دوما نستبعد الكفاءات عند البناء ونستحضر المنافقين الذين يجيدوا الهدم ونزع العدادات. ومع ذلك نتمنى على الجميع ان يلتفتوا الى البناء الان ويستحضروا الكفاءات الماهرة في عملية البناء بغض النظر عن مذهبهم او منطقتهم او حزبهم.