يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي (ومن قول الرسول صلى الله عليه وسلم اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم) أخرجه ابن حبان والحاكم وصححه وأبو داود والترمذي أجدني أشلاء متناثرة وكلمات مبعثرة بين كومة من الزمن عل سياق رجل بسيط عم خيره الكبير والصغير والذكر والأنثى والجبل والسهل والقفار والصحاري انه رجل ينتسب إلى خباب بن الأرت في فن المهنة وحيث اللقب وهذا شرف ما بعده شرف ،، يسكن حيث يسكن البسطاء من الناس همه رضا ربه وحسن الجوار لمن حوله رجل بسيط لا يضاهيه أي مخلوق ..كان إنسان كريما وعزيزا يده تمدت إلى البشر بكل معروف كان يحب العزلة في زمن الفوضى ومراجعة النفس في مكان يأنس فيه بهدؤ المكان وفحيح الشجر وكان معه في التل كوخ كا كوخ المسيح عل تل اروشليم كان لا يهدأ ولا يطيب خاطره إلا عل تلك الكوخ الواقع عل (هوب الوريفة ) ليفيض لعالم الكون كم من السماحة والحنان والوحدة يشارك الناس في أتراحهم وأفراحهم وأحزانهم ,,كان اسمر الوجه ولكن قلبه ابيض الحنان والحب كقطعة ثوب ابيض كان في كل صباح يغدو من بيته مبكرا في سيارته كا طائر ينشر السلام والحب في الكون كان رجلا بين الرجال وبطلا بين الأبطال لقد رحلت أيها الأب الروحي لتلك القرية الصغيرة الذي ليس لها الحق إلا الانحناء أمام معروفك الذي صنعته فيه عل مر الزمن لقد رحلت يا صاحب بن علوان في صوفيته البهية الذي ترى ما لا ترون وتصنع من الخيال حقيقة ومن الحلم واقع يمشي عل الأرض و من البعيد قريبا جدا لقد رحلت أيها الإنسان الذي كان يسعي جاهدا في حصول قريته عل حياة كريمة من طريق وكهرباء وماء للناس ليسترحون من وعرة المسافة وشقاء الزمن لقد رحلت أيها الصوفي الذي كنت بجوارك يوما وكان في جوارنا طفلا معاق فاخذ يصيح وأخذت أنت تمتم بكلام لا افهمه فاستفاق الطفل من صياحه فقلت في نفسي ماذا حدث فقلت لي أنت أن الجن خافوا منكم لقد رحلت يا صديقي وأبي وأخي بكل ما تعني لصداقة و الأبوة والإخوة من كلمة لقد تركت فجوة في القرية لا يسدها إلا أنت فبذهابك يأتي الفراغ ومن بعدك يحل الظلام ومن دونك تسكن الوحشة فمن عصاميتك القاهرة للأعداء بنيت مجدا تليدا ورزقك الله من البينين عشرا فكنت نعم الأب ونعم المربي وبنيت جمهوريتك الخاصة وعمرت من العمر أربعة عقود وتزيد فسوف يذكرك الأجيال جيلا بعد جيل ,والأعداء من حولك ينظرون إليك ثم تأخذهم الحسرة في قلوبهم وتعمى عيونهم برحيلك يا صديقي أنهدم أعظم ركن في ارض الو ريف وتهدمت الصومعة والمئذنة معا,, برحيلك يا صديقي سوف يضيع عني ذلك الصوت الذي يهتف في كل وقت الله واكبر الله واكبر اشهد أن محمد رسول الله فتهتف معك الأطفال في البيوت معجبين بصوتك وتتمايل الأشجار مع صدى الصوت الملائكي الذي يدوى في تلك القرية الصغيرة ثم يرجع صوتك من الجبال من حولك لا كأنه يردد بعدك الآذان فسحقا للمكبر بعدك أن يقبل غيرك وتبا لتك الكوخ أن يسكنه سواك ومهما أسرفت في مدحك فلن أوفي بحق يا صديقي فأنت اكبر من الكلام وحبر القلم ولكن سأظل أصلي للرب عل أن يمنحك رضوانه ومغفرته ورضاه وداعا و داعا وداعا أيها الرفيق إلى جنات الخلد في مقعد صدق عند مليك مقتدر