مجرمي شارلي ايبدو او احدهم على الأقل تدرب في اليمن والتقى بأنور العولقي حسب مصادر استخباراتية مؤكدة ، ولكن هل بمقدورنا توظيف العملية بما يخدم أمن واستقرار بلدنا . إن الاعلام الغربي بما فيه الفرنسي مثلا يصور الحرب بين انصار الله والمتطرفين بانها حرب بين الحوثيين ورجال القبائل ، والمؤسف انها النظرة الغالبة لبعض الإعلام الحزبي المحلي كما بعض الإعلام العربي المشايع ، صحيح ان الغرب يدينون العمليات الارهابية سواء التي تستهدف انصار الله او غيرهم ، لكنهم في احسن الاحوال يصورون القبائل متحالفة مع الارهاب فالمتطرف قبيلي مُعتدى عليه ،طبعا ليس من اجل عيون القبائل . فلا يعنيهم ان يكون اليمن او أي قطر عربي آخر نظيف من الارهاب والتطرف والمفخخات ، ولا يتألمون لمشاهد الدماء والاشلاء اذا ما كانت على تراب آخر غير ترابهم ، بل ويباركونها لا سيما اذا ما كان نظام البلد لا ينسجم مع سياساتهم ، لكن ان يمارس مُتطرف الارهاب في أوطانهم وعلى ترابهم وله علاقة بالجماعات الارهابية في بلد ما فسيقيمون الدنيا ولا يقعدونها وسيتدخلون عسكريا ويسلط اعلامهم الضوء على مخاطر هذه الجماعات وعلى هذا الاساس تدخلوا في العراقوسوريا وليبيا بعد ان سلحوا ودربوا ومولوا هذه الجماعات ، فما يخيفهم هو عودة مواطنيهم المتطرفين الذين مارسوا التطرف في بلد آخر ليمارسوه في بلدانهم ، بعبارة اخرى إذا كانوا بمأمن من التطرف فهو حلال ونضال ومقاومة والمتطرف معارض او قبيلي معتدى عليه او مقاوم شريف يدافع عن حريته ،لا سيما اذا ما كان في وطن لا ينسجم نظامه في توجهاته وسياساته مع رغباتهم ومصالحهم ، اما حين يمسهم بسوء فالأمر مختلف والحكاية غير. وما حدث في الامس في باريس يجعلنا نتساءل كيف بمكن حكومتنا الموقرة توظيف واستغلال العملية في التأثير على الموقف الغربي وبالأخص الفرنسي لا سيما وان منفذي هجوم باريس على علاقة بالقاعدة في اليمن ، الا يمكن افهامهم بان المتطرفين ليسوا قبائل ، وانهم يشوهون ويزيفون في اعلامهم الواقع وأن ذلك لغير صالحهم . الا يمكن اقناعهم بخطورة الدور الذي تقوم به بعض دول الخليج في اليمن تمويلاً واعلاماً . الا يمكن القول ان تدخلكم السافر في سورياوالعراق وليبيا يبرر استهدافكم . نتنياهو استغل العملية في فرنسا وساوى في حديثه بين الارهاب الذي استهدف شارلي ايبدو والذي يطلق الصواريخ من غزة او يصنع القنبلة النووية في ايران ، انه يحاول ان يكسب موقف غربي متصلب من الملف النووي ومن المقاومة الفلسطينية لصالحه .و لو كان منفذي العملية قد تدربوا في غزة او في لبنان او التقوا ببعض رجال الدين المتطرفين في أي من البلدين لسمعنا أشياء اخرى . لكن بتأكيد لا نمتلك مهارات الصهاينة ولا نستطيع توظيف عملية باريس التي تخصنا اكثر من غيرنا كون احد منفذيها على صلة بالقاعدة في اليمن . بل كيف سنوظف ما حدث في باريس ضد الارهاب والتطرف الذي يدمي قلوبنا وبشكل يومي وبعض القوى تستقوي به على خصومها ؟ على الجميع التصرف بمسؤولية مواطنين وحكومة وقوى سياسية فالكل متضرر من الارهاب ، واذا ما استمرت بعض القوى السياسية في التستر على الارهاب من اجل التشفي فسنخسر الوطن . فاذا تعاظم نفوذ القاعدة في اليمن فسيبرر للغرب التدخل عسكريا كما يفعلون في سورياوالعراق ، لسنا بحاجة اليوم الا الى توحد جميع القوى السياسية مع الحكومة لظرب مراكز واوكار الارهاب اين ما وجد .لكن اذا ما استمر البعض بتوظيفه في خصوماته السياسية فسيندم حين لا ينفع.الندم .