استغرب علي مجلس النواب الذي لازال يصر بأنه يملك شرعيه دستورية. أين كان مجلس النواب عندما اقتحمت ميليشيات الحوثي دار الرئاسة رمز سيادة الوطن؟ لماذا لم تصدر علي الأقل بيان بذلك الخصوص؟ إذا كان عبدربه منصور قد أخطاء عندما صمت قبل دخول الحوثيين عمران, فأين كان مجلس النواب ولماذا لم يلزم وزير الدفاع علي مواجهة هذا الاجتياح؟ لماذا لم يعقد حتى جلسه طارئة عندما كانت القبائل تحاصر صنعاء ؟ لماذا لم يقم بالاجتماع لاتخاذ قرارات منذ 21 سبتمبر تاريخ اجتياح العاصمة وحتى الآن؟ لماذا صمت دهرا و سينطق كفرا أذا قبل الانعقاد لإصدار قرار سوء بالقبول أو الرفض لاستقالة هادي؟ كيف سيصوت أعضاء البرلمان اليمني علي استقالة الرئيس (أيا كان القرار) تحت فوهات بنادق الحوثيين المحاصرين للمجلس وقاعاته كافة بينما المادة (69) من الدستور اليمني والتي تنص أن حراسة مجلس النواب يجب أن يتم اختيارها من قبل المجلس أو يوافق عليها رئيس المجلس؟ ومن هم حراسه الآن؟ على أبواب المجلس ميليشيا مسلحة اقتحمت كافة المرافق السيادية لهذا الوطن تحت نيرانها أسلحتها, ألا إذا كان الراعي موافق على اقتحام مجلس النواب؟ لذا فأنه آن الأوان لأعضاء البرلمان وكافة الكتل الحزبية وكتل المحافظات إثبات وطنيتهم و ولائهم للوطن قبل الحزب أو الأشخاص, آن الأوان أن يقوموا بدورا تاريخيا يخطون فيه أسمائهم بماء الذهب علي صفحات التاريخ اليمني عندما يعلقون إعمالهم بالمجلس ويكون هذا التعليق مسببا لحدوث انقلاب على السلطة التنفيذية في الجمهورية. ليست المشكلة في قبول أو رفض استقالة هادي وإنما فيما سينتج عنه هذا القرار من تبعات فهو سيمدد لتواجد ميليشيات مسلحة تحاصر الرئيس في حالة رفض الاستقالة وتملي عليه قراراته تحت تهديد بالسلاح, أو تشرعن لرئيس مجلس النواب أن يكون الديكور القادم لهذه الميليشيا المسلحة و التي يجرم القانون والدستور أنشأها أصلا. علي مجلس النواب الإعلان بشكل صريح أن اليمن تعرضت لانقلاب مسلح ودموي, وان يرفض ممارسة أي عمل أو إصدار أي قرار تحت سلطة هذا الانقلاب ليسقط القشة علي ظهر الانقلابين لتكون قاسمه لهم, وان ينقل القرار للشعب لينتفض على الانقلابيين و يستعيد وطنه الذي سلب بالكامل بعد اجتياح تلك الميليشيا الحوثية الخارجة عن القانون على رمز السيادة الوطنية و هو القصر الجمهوري, ومحاصرة رئيس الجمهورية وكافة الوزراء و وضعهم تحت الإقامة الجبرية. رسالتي لأعضاء مجلس النواب باسم المواطنين وباسم منظمات المجتمع المدني وباسم اؤلئك الشباب والشابات الذين انتفضوا على هذه الميليشيا في كافة المحافظة التي يحتلونها وتم الاعتداء عليهم . لم يتبقى ألا أنتم في موقع يخولكم لاتخاذ هذا القرار التاريخي كونكم تتمتعون بكامل حريتكم خلاف السلطة التنفيذية المستقيلة والمحاصرة, وأذكركم أن المواطن الذي أنتخبكم لم يكن في صعده وإنما كان في تلك المحافظات التي أحتلها أو يسعى لاحتلالها الحوثيين وانتم تعلمون جيداً مدى رفض المواطن لتلك الميليشيا العنصرية الطائفية وان هذا المواطن هو الذي سينتخبكم عندما تترشحون خلال الفترة القريبة القادمة فلا أعتقد أنه سيعاود انتخابكم نظراً لطول فترة تمثيلكم وكذا الإحداث الهامة التي حدثت خلال هذه الفترة و التي لم يصدر منكم قرارات وطنية بحجم هذه الأحداث تنتصر للشعب, أن الأوان أن تدخلوا التاريخ المشرع أبوابه أمامكم, و أن تمثلوا المواطنين الذين انتخبوكم وتصدروا ذلك القرار الذي يحمي الوطن و المحافظات من ذلك التوغل المسلح للميليشيا الحوثية الطائفية قرار تعليق أعمالكم بسبب حدوث انقلاب مسلح ودموي.