يظهر من خلال الاستهانة بالناس والنطق الدائم بشعار الشعب يريد والثورة الشعبية , والمسيرة القرآنية ,, أننا بكتيريا لا ترى بالعين المجردة ( يعني مخلوقات غير مرئية ) , أو من السنافر التي ظل يبحث عنها شرشبيل كل حياته فلم يتمكن من جعلها طعاما له ولهره - مع الفارق فنحن طعام دائم - , أو أننا في حلم كبير من نوم عميق وكل ما يحدث كوابيس ليس إلا , أو أننا غير موجودين أصلا , هذا ما جعلني أسلي نفسي من كثرة الغبن والظلم . دائما باسم الشعب يُظلم الشعب نفسه ويهان ويقهر ,, الشعب يريد بناء يمن للجميع وليس بلدا لجماعة أو حزب أو منطقة أو فئة معينة , يكفي كذب مسربل بالنبوة المطهرة أو الدين المكرم ,, ولا علم لي متى سيغضب الشعب حقيقة من لصوص الأحلام . نعم تتنوع المسميات التي يتسللون بها إلى قمم التحكم والسيطرة ؛ لكنها تثمر الكره والبغض والانتقام بين أبناء البلد الواحد , وهذه المكاسب السلطوية يُحَسِّنون منها أنفسهم والكلاب التي تحميهم , وتكننهم بأصناف الرفاه والراحة . من ثمار الثورة الأولى ومكتسبات الثانية (الحوثية) الارتهان للخارج من أجل تحقيق مكاسب صغيرة , وهي جناية وخيانة لا يسامح عليها أحد ,, صحيح أن المذهب الزيدي تعرض للتشويه والإزاحة من مساجد عدة , لكنه لم يقصَ أبدا من الحكم , فأطول رئيس كان من الزيدية , وقبله لم تخرج مقاليد السيطرة منهم ,, لم يبق رجل - مهما كان منصبه صغيرا- يريد بناء الدولة إلا وحاربوه إن لم يقتلوه , وحاليا وليس أخيرا مسرحية ثورة القضاء على الفساد , التي سبقتها عوامل بررتها عند الناس , فقد شارك الإصلاح وبقية مكونات المشترك في تعميقها بالغباء والسذاجة , أما المؤتمر فكان يريد تكرار أحداث وحدة الشمال مع الجنوب من أجل جيوب الشمال ونسي أنه هذه المرة في الشمال . ومع هذا التخوف الحوثي على المذهب الزيدي فإن ارتهان الحوثي للخارج تحت غطاء الاستهداف والإقصاء غير مبرر , فالمذهب الزيدي من خلال دراستي له عند علماء الزيدية يمتلك حججا قوية أمام ما يسميه الناس الوهابية , وكانت هذه البراهين كافية في بقاء المذهب وتمدده . ومن مبررات الحوثي للارتهان الدعم السعودي لبغض مشايخ السلفية , وهذا من معالجة الخطأ بأعظم منه ولا يسوغ مطلقا عند وطني عاقل , فبرغم أني محسوب على جبهة الشافعية السنية إلا أنني لا أمانع من حكم الحوثي لليمن بأي صورة ؛ لكن هناك مشكلة حقيقية وهي : أن الحوثي يريد بناء فكره على أنقاض غيرهم وهو ما يصطدم مع الناس مما يؤسس ولو على المدى البعيد في غرس براكين نقمة ستعود يوما بالتحارب والتقاتل , وهذا واضح من خلال تهجير سلفي دماج الذين يعيشون تحت حكم الحوثي أصلا , ومن خلال استهداف مدارس السنة حتى ولو كانت محسوبة على الإصلاح , وجامعة الإيمان ونهبها بتلك الصورة يعمق فروقات العيش الواحد , وغيرها من بيوتات كانت قد خرجت عن التسطح للمذهب الحاكم مثل القشيبي وعلي محسن , ويطول الكلام في هذه التراكيب المتشابكة والخلطات المتنوعة لنزعة الحوثي وكثير من الزيدية ومنهم صالح ؛ نحو تفخيخ قواعد الحياة اليمنية الهشة في الأساس . قد يقول البعض يحسن بنا - ولا جدال - البعد عن تريد كثير من الألفاظ التي تعمق وتجذر خراب الانسجام والتشارك , لكن يقول الكبار : لا يمكن دفنها لأنها موجودة ومفعلة , وهي من المداخل التي خدر بها الحوثي اليسار السياسي , وخوف بها الإصلاح وغيرَه حتى حيده في عدة مواقف منها دماج . براءة اليمني بأنواعه زيدي وشافعي , جنوبي وشمالي , جعلتنا نسلم وننقاد كثيرا لأناس مع الزمن يصنعون متفجرات دائمة ومنعرجات مستمرة , لا تعالج أبدا مشكلة أحد منهم بقدر ما تفخخها وتكبرهاوتصنع الثأرات ضدها ,,,,, ولأن الكلام يطول سنواصل في مقالات قادمة .