قبل شهور ظهر إعلان في الصحف الرسمية بأن الأممالمتحدة تسعى إلى تدريب الشباب اليمني الفقراء الجامعيين الجدد على مهارات العمل والبحث عن فرص عمل لهم وتوظيفهم.وسموا هذا المشروع ( برنامج شباب قادر) !! كان هذا الإعلان بشرى سارة لآلاف الشباب والشابات فتدافعوا للالتحاق بالبرنامج، وتكبدت أسرهم عناء المواصلات وتوفير مستلزمات المظهر اللائق على أمل أن يتدرب الأبناء والبنات ويتوظفوا ويساعدوا أنفسهم وأسرهم فيما بعد ويتحولوا من شباب غير قادر إلى شباب قادر. طبعا كانت البداية جادة فلم يقبلوا إلا من اجتاز اختبارات القبول ، و(عشموا) الشباب بمستقبل زاهر إذا تعهدوا بالالتزام بالتدريب وبالحضور تحت أي ظرف لأن التدريب مجاني على حساب الأممالمتحدة. المهم : بدأ التدريب بمواصفات يمنية ، ثم بعد فترة بدأ القائمون على التدريب بفرض رسوم على الشباب لم تكن في الحسبان، ثم توالت الطلبات المادية مرات ومرات ؛ مرة باسم رسوم ومرة باسم مطبوعات ومرة باسم حفلات مناقشة المشاريع لمهاراتهم، ومرة باسم نزول ميداني ، وللأسف أن هذه الطلبات تفرض على الشباب والشابات مصحوبة بالتهديد (ادفعوا ما لم فلا شهادة ولا وظيفة ولا تدريب) . ولا يملك الشباب والشابات إلا سلق أولياء الأمور لتوفير الطلبات ، وأعرف أسرا تعاني الأمرين من أجل أن يكمل أبناؤها التدريب وتتوجه إلى الله في كل صلواتها أن ينتقم ممن لا يشعر بمعاناتهم. الغريب في الأمر والذي لا يتقبله الذوق اليمني هي الطلبات الأخيرة التي لم يحتملها الشباب -ولا سيما البنات- فقد أمروا الشباب والشابات بالنزول إلى الشركات والمؤسسات بأنفسهم للبحث عن وظائف، هكذا نزول عشوائي بدون إشراف من المشروع وبدون مواصلات ، فنزل بعض الشباب والشابات وأصيبوا بالإحباط فقد شعروا أنهم متسولون تحت التهديد ... وختم المشروع عملية التعذيب القسري بما يثير غيظ الأغنياء فما بلكم بالفقراء!! طلبوا من الشباب والشابات تحمل تكاليف المأكولات والمشروبات الخاصة بحفل التخرج القادم ؛ طبعا وكل طلب يتم تحت تهديد ( إذا لم تدفعوا لا شهادة ولا وظيفة ولا تدريب) . والمفاجعة الأقوى أنهم طلبوا من الشباب التعهد بتسليم 5% من مرتباتهم لمدة سنة إذا توظفوا للمؤسسة مما يعني أنهم حريصون على سد كل أبواب الأمل في وجوه الشباب!!. هذا ملخص ما سمعته من بعض أولياء أمور الشباب والشابات الذين التحقوا بالبرنامج ليكونوا قادرين فأصبحوا عاجزين بسبب طمع وفساد القائمين على المشروع . وإلى الأممالمتحدة أوجه ندائي باسم أكثر من مئتي شاب وشابة وهم من تم قبولهم في برنامج( شباب قادر) إذا كان الهدف من تأهيل الشباب وتمكينهم هو دفع تكاليف الدورة فلماذا لم تضعوا في الإعلان أو في التعهد ما يفيد هذا الأمر حتى يعمل أولياء الأمور حسابهم قبل أن يصرفوا قوت يومهم من أجل مواصلات أبنائهم إلى عندكم لفترة أكثر من ثلاثة أشهر؟!! ورسالة إلى القائمين على هذا المشروع اتقوا الله ولتعرفوا أن معظم من لديكم من الشباب والشابات لا يملكون حق الفطار الذي يسد جوعهم أثناء التدريب فكيف يستطيعون إشباع طمعكم؟!! ولماذا تضاعفون معاناتهم بأشكال الابتزاز التي تبدعونها كل يوم مع أن الأممالمتحدة تدفع لكم على كل طالب (1500) دولار؟!! اتقوا الله في أماناتكم!! أتمنى أن تصححوا مسار البرنامج وتلتزموا بما تحدثتم عنه في الإعلام، ولتعلموا أن ما تقومون به من ابتزاز يمثل خيانة للأمانة التي تحملتموها، وهدما لأهداف هذا المشروع، وإحباطا للمجتمع بكل فئاته، ولن تنجحوا أبدا لأن الظلم عاقبته وخيمة.