من اغتال القيادي الاشتراكي جار الله عمر هو نفسه من اغتال الدكتور المتوكل وهو نفسه من اغتال القيادي الحوثي عبدالكريم الخيواني وقبله القياديان عبدالكريم جدبان وأحمد شرف الدين وهو نفسه من اغتال القياديان الاصلاحيان الدكتور فيصل المخلافي والأستاذ صادق منصور :الاغتيالات في اليمن أشبه بالمسلسل السعودي ( طاش ما طاش ) الأفكار مختلفة والحلقات منفصلة ولكن المخرج واحد والمنفذ واحد والممثلين هم أنفسهم يغيرون المكياج فقط وما إن ينتهي جزء من المسلسل حتى يظهر جزء أخر وها نحن ننتقل من مرحلة الى أخرى ومن جزء الى اخر بينما الاغتيالات هي نفسها لم تتغير منذ اغتيال الشهيد جار الله عمر في 2002م والى اليوم الاغتيالات لا تقوم بها سوى عصابات خصصت لممارسة هذا الفن من فنون الممارسة السياسية العفاشية والتي سماها ب " الرقص على رؤوس الثعابين " واستهداف الخصوم غير المسلحين من الكتاب والاكاديميين والصحفيين والسياسيين بالرصاص التي تفجر الرؤوس والقلوب لترسل رسالة مفادها أن اليمن بيئة غير ملائمة لعيش من لا يحمل السلاح وأن مشروع القوة هو وحده من يستطيع الاستمرار الشعب اليمني يعرف أن القاعدة في اليمن صنعها النظام العائلي ليستخدمها في الأوقات الحرجة إما للتخلص من خصومه أو لابتزاز الخارج وطلب المساعدة لمحاربتها , وكانت تتلقى السلاح والأموال من دار الرئاسة كما صرح بذلك أكثر من مسؤول وهذا ما بات معروفاً لدى الجميع بما فيهم دول الجوار والتي اكتشفت انها كانت ضحية للمكر والخداع طيلة الثلاثون عاماً الماضية وبات معروفاً ان القاعدة حينما تسارع لتبني أية عملية قتل أو تفجير انما هدفها التغطية على من قام بارتكاب الجريمة سياسة الاغتيالات في اليمن تمارس نف سياسة الاستعمار المعروفة ب "فرق تسد" يهدف من يقف ورائها الى إشعال فتنة أو حرب بين طرفين متخاصمين أو اثارة خلافات قديمة حتى يتخلص منهما معاً أو من أحدهما ليتفرغ هو لمواجهة الطرف الاخر كان اغتيال الشهيد جار الله عمر هدفه تفكيك اللقاء المشترك واغتيال جدبان والدكتور شرف الدين هدفه افشال مؤتمر الحوار واغتيال الدكتور فيصل المخلافي كان يهدف الى اشعال حرب بين قبائل شرعب وقبائل مأرب , واغتيال صادق منصور كان هدفه ادخال الفوضى الى مدينة السلام تعز فما الهدف اليوم من اغتيال الخيواني ؟ اذا أردنا أن نعرف من وراء الاغتيالات فلنبحث عن المستفيد منها ؟ أو قراءة صحيفة اليمن اليوم !! قد يقول البعض : لماذا هذا التعاطف مع الخيواني وهو احد قادة الحوثيين الذين قتلوا كثيراً من اليمنيين ؟ فنقول : مهما كان اختلافنا مع الخيواني أو غيره سواءً كان حوثياً أو غير حوثياً فإننا نرفض الاغتيالات والقتل وسفك الدماء من حيث المبدأ صحيح أن الخيواني ظهر منتشياً وهو يلتقط الصور التذكارية مع أصحابه على انقاض أحد المساجد ودور القرآن الكريم التي فجرتها مليشياتهم الحوثية ولكننا نعي جيداً أن من ساند المليشيات الحوثية في اجتياحها للمدن اليمنية وهدم المساجد والمدارس واقتحام البيوت وانتهاك الأعراض وكل أعمال النهب والسرقة هو نفسه من اغتال الخيواني اليوم وهدفه اليوم لا يختلف كثيراً عن هدفه بالأمس ومن أراد أن يواجه الحوثيين فان مليشياتهم موجودة في البيضاء وإب وذمار والحديدة وصنعاء وعمران فليحمل سلاحه ويذهب الى ساحات القتال أما من يطلق الرصاص على العزل ثم يفر هارباً فإنه جبان لا يجرؤ على المواجهة , ولسنا بحاجة الى الجبناء لتحرير اليمن من المليشيات