الوضع الكارثي الذي تشهده اليمن ، والذي يقودها اليه تحالف هادي والحوثي والذي يمكن أن يؤدي الى القضاء على ثلاثة انجازات تاريخية تحققت في تاريخ اليمن الحديث بضربة واحدة تتمثل في ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر، وتحقيق الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م هذا التحالف الخفي والخبيث يعطي الرئيس السابق فرصة تاريخية ثانية تعوضه عن الفرصة التاريخية الاولى التي اضاعها في عام 2006م عندما تراجع عن التخلي عن السلطة وهو في قمة مجده وأعاد ترشيح نفسه مرة اخرى .. تلك الفرصة التي كانت ستضعه في كرسي العرش للتاريخ اليمني الحديث وتضعه الى جانب جورج واشنطن وغيره من الزعماء الذين ارسوا نموذج التبادل السلمي للسلطة . اليوم الرئيس السابق صالح لايزال يمثل رقم صعب في معادلة الوضع الحالي الخطير والذي قد يقضي على اهم انجازاته وهو في السلطة وهي الوحدة اليمنية وكذا انجازات رفاقه المتمثلة في ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر والتي شارك فيها في بداية مشوار حياته.. هذه الانجازات الوطنية التاريخية يبدو واضحاً ان هناك تحالف خفي بين الرئيس هادي والحركة الحوثية للقضاء على تلك الانجازات ، يمكننا ان نسمي هذا التحالف الخفي باسم مختصر " الحركة الهادوثية " والتي تعمل على اعادة الحكم الكهنوتي الى صنعاء لحكم الشمال وكذا اعادة الجنوب الى هيمنة القوى الاستعمارية الخارجية وفق دعوات من كلفه الرئيس هادي للقيام بأعمال وزير الخارجية والذى دعا للتدخل الخارجي لحماية شرعية هادي من حركة الحوثي التي يصفها الرئيس هادي بانها تحتل العاصمة صنعاء وهو الذي قام بتسليمها العاصمة صنعاء وبقية المدن في شمال الوطن . الرئيس السابق صالح لايزال يمثل الرقم الصعب بترأسه لأكبر قوة سياسية لها التأثير الكبير على الجماهير في كل ارجاء الوطن ولايزال له تأثيره داخل اهم مؤسسات الدولة التي يحاول هادي والحوثي القضاء عليها لاستكمال مخططهما ، اذا تمكن الرئيس صالح من التقاط هذه الفرصة والقضاء على هذا المخطط والحفاظ على المكتسبات التاريخية لهذا الشعب وبعدها يعلن اعتزاله للعمل السياسي فأنه بذلك يكون قد استطاع تعويض تلك الفرصة التاريخية التي اضاعها في عام 2006م بفرصة اثمن من تلك الفرصة لأنه بذلك يكون قد تمكن من الحفاظ على المكتسبات التاريخية لهذا الشعب وهو خارج السلطة ، وعندها سيتوج بتاج التاريخ المعاصر لليمن الذي لا يمكن ان ينافسه عليه احد ، ولا اعتقد ان هذا الامر يغيب عن الرئيس صالح الذي يشتهر بالذكاء الحاد. لكن الرئيس السابق صالح يحتاج لتحقيق ذلك الى القيام بضربة مزدوجة في آن واحد أو بشكل متتابع في كل من صنعاءوعدن تقضي على الحركة الحوثية التي تحاول اعادة الحكم الكهنوتي في صنعاء ، وعلى هادي الذي يعمل من عدن الى تقسيم اليمن أي القضاء على انجاز 22 مايو عام 1990م وفي نفس الوقت اعادة الهيمنة الاستعمارية على الجنوب من خلال دعوته للتدخل الخارجي تحت عباءة حماية شرعيته التي اهدرها بنفسه من خلال تسليمه صنعاء - تحت غطاء ممارسته لشرعيته- للحركة الحوثية .. هذه الضربة المزدوجة ستعمل على تلجيم كل من يعارض صالح وستعمل على تحقيق التفاف جماهيري كبير حوله لم يحدث مثله من قبل .. نامل ان يحدث ذلك وهو ما اشار اليه الرئيس السابق صالح خلال كلمته التي القاها امام اعضاء المؤتمر الشعبي العام الذين التقاهم من محافظة تعز. [email protected]