الكل يترقب انفجار الوضع في اليمن ، هكذا هي رؤية معظم المحللين السياسيين ورؤية كل من يقرأ ويتابع الاحداث الجارية في اليمن لكن في اعتقادي أن هذا الانفجار المخيف لن يحدث ، وان انفجار وطني آمن يحفظ هذا الوطن وهويته ودولته هو الذي سيحدث خلال الاسابيع القادمة . الحوثيون يخطون بخطى متسارعة للاستيلاء على السلطة وفرض الامر الواقع على الجميع لكن خطواتهم هذه تتعثر وتصطدم بحائط صلب غير مرئي ، الاعلان الذي قام به الحوثي واسماه اعلاناً دستوريا هو بمثابة انقلاب على الجمهورية اليمنية ، لإقامة دولته الجديدة وفق رؤيته التي لم يتمكن من اعلانها لأنها غير مقبولة حتى في صفوف ميليشياتهم ، مع انهم يعملون على فرضها على الواقع خطوة بخطوه وهي دولة الولاية ، أو اعادة دولة الامامة أي الانقلاب على ثورة 26سبتمبر1962م. لم بعد هناك في الساحة من قوة سياسية وشعبية يمكنها أن توقف هذا المشروع الامامي سوى حزب المؤتمر الشعبي العام ، هذا الحزب الذي يعتبر هو حزب الوطن بأيدولوجيته الوطنية ، التي يرتضيها ويقبل بها غالبية ابناء الشعب اليمني ، القوى الاخرى واهمها حزب الاصلاح لم يعد قادر على الوقوف أمام الحوثيين لأنه بأيدولوجيته الدينية الاقصائية قد حُرق شعبيا خلال السنوات الثلاث الماضية التي قاد فيها الوطن نتيجة انقلابه على شريكه وراعيه المؤتمر الشعبي العام في فبراير 2011م . الحوثي ايضاً بأيديولوجيته الدينية الاكثر اقصائية من ايديولوجية الاصلاح الدينية ، ايضاً حُرق شعبياً وجماهيرياً بأسرع من ما كان يتوقعه البعض وبقائه حالياً يعتمد على ميليشياته لكن الواقع ان قوة هذه الميليشيات هي قوة وهمية لأنها لم تواجه حتى الان أي قوة تتصدى لها ، وأن هناك قوة خفية تقف أمامهم وتعيق خطواتهم نحو اكمال مشروع القضاء على الجمهورية اليمنية واقامة دولتهم. سياسياً وجماهيرياً القوة التي تواجههم هو المؤتمر الشعبي العام ، والمؤتمر الشعبي العام بذكاء وحنكة وخبرة رئيسه الزعيم علي عبدالله صالح عفاش يدير اللعبة سياسيا بذكاء ، ويعرف أن قوة الحوثيين الم يعد لها أي ثقل في ارض الواقع وانه يمكن احراقها بكل سهولة واعادتهم الى نقطة الصفر التي بدأوا منها. الجماهير الشعبية بمختلف اطيافها وانتماءاتها ، اصبحت جاهزة للثورة على القادمين الجدد – "الذين يقولون انهم يقودون ثورة شعبية وهي في الحقيقة ثورة لا تعني جماهير الشعب اليمني وانما تعنيهم وحدهم كحركة شيفونية أسرية تتدعي الحق الالاهي أي حركة انقلابية مثل سابقتها التي قادها الاصلاح وفشلت "- تنتظر من المؤتمر الشعبي العام ، أن يعلن ساعة الصفر لتفجير القنبلة الجماهيرية ضد الحوثيين واعادتهم من حيث أتوا ، هل اقترب الوقت المناسب لتفجير قنبلة المؤتمر الشعبي العام ضد الحوثيين ،هذه القنبلة التي لن تسمح للوضع بالانفجار كما يتوقع البعض ، ساعة الصفر لتفجير هذه القنبلة سيحددها الزعيم على عبدالله صالح عفاش ، واعتقد أن ساعة الصفر هذه تقترب بشكل كبير إن لم يعي الحوثي وحركته أن الوضع لن يعود الى ما قبل 26 سبتمبر 1962م وان تفرده الذي يسعى له لحكم اليمن لن يتم وأن عليه ان يقبل ان يكون جزء من هذا الوطن وفق حجمه الحقيقي أو يعود من حيث أتى. [email protected]