لم يكن عام 2014، عاديا في اليمن، بل كان ثقيل الوطأة، ضخم الإرث، وربما تظل آثاره حاضرة لأعوام في البد الذي يضربه الفقر والتطاحن السياسي. وبعد سنوات من الآن، سيتذكر اليمنيون أن هذا العام، لم يشهد فقط سقوط العشرات من القتلى مثل الأعوام التي سبقته، بل سجّل “سقوط” الدولة، وصعود ما بات يعرف ب”حكم الميلشيا”، وفق المراقبين. في عام 2014 م اُختتم مؤتمر الحوار الوطني الذي خرج بمصلحات براقة تؤسس للدولة المدنية وللعدالة والمساواة والحرية وتعد برفع المظالم عن الناس واعادة الحقوق ، وبدأ ابناء الشعب اليمني يحلم في الفترة المتبقية لتحول هذه المخرجات النظرية الى واقع ملموس في ارض الواقع ينتظرون اول مخرجات هذا المؤتمر المتمثل في الدستور الذي سيضع هذه المخرجات في وثيقة دستورية تقوم على اساسة الدولة القادمة الدولة المدنية دولة العدالة والمساواة والحرية قيام الجمهورية الثانية الاكثر تطورا . لم يستمر الحلم كثيرا حتى استيقظ الشعب اليمني في اواخر سبتمبر وقبل ان يحتفل الشعب كلعادة كل عام بإيقاد شعلة ثورة 26 سبتمبر الشعلة رقم 52 تلك الثورة التي نقلت هذا الشعب من دولة كهنوتيه عزلته عن العالم والحياة الى دولة حققت له جزء من طموحاته واخرجته الى العالم والحياة ، ليجد نفسه خارج اطار الكون وليجد نفسه بلادولة ، وقبل أن يرى دستور الدولة المطور الذي سيصحح اخطاء ما بعد سبتمبر 1962، واكتوبر1963م واخطاء ما بعد مايو 1990 م وجد نفسه يبحث عن دولته التي كان يحلم ان تتطور وتحقق كل طموحاته لعله يحافظ عليها لكنه وجدها تتهاوى لتحل محلها المليشيات التي تحمل شعارات الموت والعودة الى عصور الخلاقة وغيرها من الشعارات التي تحمل افكار هي من المستحيلات أو من المعجزات التي لا يمكنن ان تتحقق. في عام 2014 م بدأ هذا العام بحلم كبير للشعب اليمني حلم التحول الى دولة الاحلام واختتمه باختفاء هذا الحلم ليجد نفسه بلا دولة تحميه وتحافظ على ادنى ما يمكن ان تحافظ عليه في هذا الوطن لعله يعي انه لايزال لديه دولة ، بل وجد نفسه يعيش في وطن تتقاتل فيه المليشيات التي لا يعرف لماذا تتقاتل وعلى ماذا تتصارع مليشيات تحمل شعارات لا يعي ما ذا تعني هذه الشعارات غير انها شعارات كلما استطاع ان يفهم منها انها شعارات تدعوه الى الموت لكن من اجل ماذا فذلك مالم يفهمه ولن يفهمه. Agrie_yem@ yahoo.com