شخصنة المشكلة .. أي مشكلة كانت تقتضي احتمالين .. الاول حل المشكلة وهذا احتمال محدود على مشاكل صغيرة وضيقة .. والثاني تعقيد المشكلة وتحويلها الى مشكلة عصية على الحل ، وهذا الاحتمال هو الوارد في المشاكل المجتمعية التي لها ارتباطات سياسية واقتصادية واجتماعية ، وفي هذا الموضوع سنتطرق للمشكلة التي تعاني منها اليمن منذ 2011م ، وهل الرئيس السابق على عبد الله صالح عفاش هو المشكلة كما يصورمن خرجوا عليه في فبراير 2011م ولايزالون يعتبرونه هو المشكلة وان هذه المشكلة لا يمكن ان تحل الى برحيلة الى خارج الوطن ..!!؟؟ من خرج في فبراير 2011م خرجوا ضد مشكلة اسمها الفساد ، يطالبون برحيل الفساد ، وحصروا مشكلة الفساد وشخصوها في الرئيس على عبدالله صالح عفاش ، وقرنوا حل مشكلة الفساد برحيل الرئيس من السلطة ، رحل عفاش من السلطة ، لكن المشكلة تفاقمت ومع تفاقم هذه المشكلة عام بعد عام ظل عفاش هو سبب المشكلة ، وان رحيله الى خارج الوطن سيحل المشكلة ، وتبخرت الوعود التي قطعت في الساحات بان كل المشاكل ستحل برحيل عفاش من السلطة ، وكأنها أي الوعود هي غاز مسال فتح وتطاير في الفضاء ، وظل عفاش هو المشكلة حتى ان لقب عفاش الذي لم يكن ظاهر خلال فترة حكمه اصبح مشكلة ، وكان اللقب كان منجم من ذهب اضاع على الوطن اطنان من الذهب لان علي عبد الله صالح الم يظهره خلال فترة حكمه . مرت ثلاث سنوات خرج الحوثيون "انصار الله" ومن ناصرهم ضد نفس المشكلة الفساد مطالبين باجتثاثه ، وكذلك الامر شخصنة المشكلة ولكن بصورة اوسع وحصرت في عدد من الاشخاص بما فيهم رئيس واعضاء الحكومة . إن شخصنة المشكلة وحصر حلها برحيل شخص أو اشخاص انما هو حالة من عدم فهم المشكلة بصورة واضحة وفهم الية وطرق معالجتها ، ونوع من التهرب من تحمل المسئولية والقيام بمعالجة المشكلة وفق اسس علمية ومنطقية ، او حالة من العجز في التعاطي مع المشكلة ، فالأشخاص أياً كانوا هم جز من حل المشكلة فيما اذا تم التمكن من تشخيص المشكلة ومعالجتها وفق اليات واسس علمية وعملية . اذا في اعتقادي أن المشكلة تبدأ بفكرة فاسدة ينتج عنها نظام سياسي فاسد ينتج نظام اداري فاسد والمخرج النهائي لهذه السلسلة الناتجة عن الفكرة الفاسدة هو العبث والفساد بالمال العام والذي يفهمه المواطن بأنه الفساد الذي يفتك به ويطالب بالقضاء عليه. بعد عام 2011م أزداد الفساد استفحالا وتفاقم بصورة أكبر مما كان عليه قبل عام 2011م لان ما حصل في عام 2011م هو ازاحة فكرة فاسدة واحلال محلها فكرة أفسد منها ، وها هو سبتمبر 2014 م يأتي ليزيح فكرة فاسدة ويأتي بفكرة افسد منها ، والاخطر ان تجتمع اكثر من فكرة فاسدة لتشكل مجموعة من الافكار الفاسدة تدار بها البلد ( وهذا هو ما يلوح في الافق ) ، وفي اعتقادي ان مشكلة الفساد سوف تتفاقم اكثر مما كانت عليه قبل سبتمبر 2014م مثلما تفاقمت أكثر مما كانت عليه قبل فبراير2011م وأن السخط الشعبي ضد الفساد المضاف بعد سبتمبر 2014م سيكون قريباُ مالم يعي الجميع أن المشكلة ليست عفاش أو عدد من الاشخاص وان المشكلة فكرة سليمة تداربها البلد تقوم على اساس الحرية والعدالة والمساواة بين افراد المجتمع ، بعيدا عن الشيفونية أيا كان شكلها أو نوعها . [email protected]