اود التنويه في البدء بان بث كلمة صالح على قناة اليمن اليوم جاء بعد شائعات عن هربه وبعد ان اقرت القمة العربية دعم العملية العسكرية ضده, حيث يلاحظ من الكلمة انها تخاطب القمة العربية قبل بدئها " أتحدث معكم واتمنى لانعقاد مؤتمركم التوفيق والسداد والنجاح وان تعمل هذه القمة على وقف الضربات العسكرية على الجمهورية اليمنية". اين هي المراوغة والخداع في كلمة صالح؟ في العام 2011م تبنى المؤتمر الشعبي العام وأنا كنت على رأس القيادة بصنع مبادرة ذهبنا بها إلى الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وتبنوها. لكن هادي لم يعرف أن يدير دفة الحكم.. تحالف مع حركة الاخوان المسلمين.. وتحالف مع اللقاء المشترك.. وتحالف مع الكثير من القوى السياسية. وأتمنى على الأشقاء أن لايكابروا وأن لايراهنوا على جواد خاسر، لقد راهنوا على هذا الجواد 4 سنوات والآن يراهنون عليه ولم يوصلهم إلى طريق. من هذا المقطع نلاحظ اعترافه بان المؤتمر هو من اعد المبادرة الخليجية بكل بنودها وما فعلته دول الخليج لا يتعدى موافقتها على تبنيها حرصا على اليمن والشعب اليمني, لكن صالح واتباعه تنكروا لهذه المبادرة التي صاغوها بانفسهم واعتبروها تدخلا في الشان الداخلي ورفضوا مخرجاتها واعلنوا صراحة موتها وموت مسودة الدستور الجديد عندما اعلنوا الحرب الثانية على الجنوب. في هذا المقطع يهاجم صالح الرئيس الشرعي المنتخب ويقول عنه بانه لا يعرف كيف يدير الحكم لتحالفه مع الكثير من القوى السياسية واصفا اياه بالجواد الخاسر ويتمنى على الاشقاء ان لا يراهنوا عليه بعد ان راهنوا عليه اربع سنوات ولم يوصلهم الى طريق. هنا نكتشف المراوغة فمن ناحية يغازل الخليج ويهاجمهم بانهم راهنوا على جواد خاسر, ومن ناحية اخرى يرفض شرعية هادي دون ان يقدم البديل تاركا البلاد للفراغ وهو جاهز لملئه, فهو الجواد الرابح. في المقاطع الاخرى يطالب صالح الاشقاء التدخل على الفور للأخذ بأيدي كل اليمنيين إلى طاولة المفاوضات لاستكمال المفاوضات واستكمال الحوار وهو الحل الأمثل للمشكلة, لكن لاحظوا قوله الاتي " قودونا إلى طاولة الحوار والحكم صناديق الاقتراع وسنكون معكم إلى طاولة الحوار ونحتكم لصناديق الاقتراع". قودونا الى طاولة الحوار وسيكون الحكم بيننا صناديق الاقتراع, هل يستطيع احد ان يفهم هذه القفزة من الحوار الى الاقتراع مباشرة؟ هو نفسه يوضحها في كلمته بالقول "نحن نقبل بأي رئيس يطلع من أي مكون سياسي". خلصنا لا مخرجات ولا دستور ولا تنفيذ حوار وانتخاب رئيس مباشرة وانتهى كل شيئ, لا بل يعدهم "ونحن نصوت مثلما صوتنا لهادي". لا هذا كثير مثلما صوتم لهادي العالم كله يعرفها, لم تتركوا له شيئا يحكم به ولم تتركوا الحكومة تقوم بمهامها ولم تبخلوا على الشعب بتدمير ممتلكاته من كهرباء ونفط وغيرها لم توقفوا الاغتيالات وشراء الذمم والتخريب. في الاخير يقول صالح بان الأزمة الموجودة في اليمن منذ 2011م هي صراع على السلطة، ونحن نقدر للسعودية احتضانها لأكثر من 1700 مليون مواطن يمني يعيشون في المملكة, لكنه يضع شرطا بين السطور "إذا أوقفت ضرباتها الجوية وساعدت على الحوار لينتقل الحوار إلى أي مكان آخر غير اليمن تحت رعاية الجامعة العربية أو الأممالمتحدة لحل المشكلة سلمياً". فكم من المغالطات هنا اذا لم توقف الضربات بعد كلمته وماذا لو لم تستطع اقناعه واتباعه ليس على نقل الحوار الى خارج اليمن بل على الحوار لنقل الحوار الى خارج اليمن دون قبول بما هو موجود اصلا أي نقل الحوار الى الرياض. فاذا اتفقوا على نقل الحوار فالهدف الذي وضعه صالح لذلك ليس تنفيذ المخرجات التي تم الاتفاق عليها, بل لحل المشكلة سلميا. واين هي المشكلة انها ازمة السلطة والجواد الخاسر فقط. ما رايكم؟ الم يكن من الاسهل عليه التوجيه بوقف الاعمال العسكرية ضد الجنوب واعلان التزامه بمخرجات الحوار الوطني والتعهد بالعمل على تنفيذها والاستعداد للانتقال الى الرياض لاستكمال ما تبقى من بنود الانتقال السلمي للسلطة. وحتى لا يكون كلامي مجرد نقد فقط, اقترح ترك الشطحات والقفز على الواقع واعلان وقف الحرب ضد الجنوب والانتقال بدون حوار الى الرياض لاستكمال تنفيذ ما تبقى من الانتقال السلمي, عندها ماذا يمكن ان يحصل؟ هل تستطيع السعودية مواصلة الضربات وتدمير ما تبقى؟ هل ستقوم السعودية باعتقالهم او رفض دخولهم الى اراضيها؟ جربوا واتركوا للشعب الحكم.