خمسة عقود مرت أو يزيد ، على قيام ثورة ال26 من سبتمبر، ولم نستطيع تطبيق أهداف هذه الثورة . لانزال نعيش القتل والدمار.. دواليك!!. عاماً بعد عام ، واليمنيون يحلمون بدولة المواطنة المتساوية ، ولا أمل في ذلك! باستثناء فترة نهاية السبعينات ، التي لم تدم طويلاَ لهم ، إذ اغتيلت أحلامهم في عام 77م ، بفعل اغتصاب السلطة بعد مقتل طيب الذكر الشهيد إبراهيم الحمدي! من قبل عصابة لاتزال تنتهج القتل بحق أبناء السعيدة . خلال الثلاثة العقود الماضية، أوغل « المركز المقدّس » في تصدير الجهل والأمية ، في مقابل مكينة إعلامية مهولة ، اوكلت لها تلميع نظام حكم البلاد، فوحوّلها في مخيلته إلى جنة ، و« أن لولاه ما كان لليمنيين أن يعيشون هذا النعيم ». وفي الحقيقة ، فشل النظام السابق في تطبيق نظام مروري كمثال بسيط على سوء إدارته للبلاد ،لتغدو جغرافيتنا اليمنية مكتظة بالقبور ، لا يتوفر فيها مشفىً نموذجيً يعوِّض اليمنيين عذابات الترحال إلى مستشفيات الخارج ! هذه هي اليمن في عهد المخلوع ، علي عبد الله صالح : خوف وجوع وأمية !!. والشخص لايزال يزعم بقزازة مفرطة ، بأنه أتاح التداول السلمي للسلطة ! ولم نرَ سوى حاكماً مستبداً يتداول قتل الشعب!. وبتعبير "نبيل قاسم " فخطابات ما يطلق على نفسه زعيماً، بمثابة القتل الجماعي للشعب! . فهل تجاوزنا هذا القتل أم لا؟. تحالف القتلة مع "صالح" أو العكس، لإجهاض ثورة ال11 من فبراير السلمية ، بثورة مضادة ، دُشنت بإمكانيات دولة ، وخيرات شعب ، حلم أخيراً بالخروج بالبلد عبر خارطة طريق« مخرجات الحوار الوطني » ولم يفلح .. يا إلهي ! لقد تكالبت «مراكز المنفعة واللصوصية» ، فوقفت في وجه هذا التغيير ، لأن في مخرجات الحوار وتطبيقها تطبيقاً حرفياً، سيفقدها بكل تأكيد مصالحها، وهذا الاعتقاد صار من المسلّمات ، لدى كل عاقل وحر وشريف في هذا الوطن الخراب!!. قبل أن يجتاح الحوثي ، مدينة عمران ، ظل الرئيس عبدربه منصور هادي، يطالب مراكز قوى حزبية وعسكرية وقبلية بتسليم اسلحتها للدولة ، والبدء في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني! لكن لم يجد ما يلبي طموحات الشعب في بناء يمن جديد ، حتى جاء اليوم الذي اجتاح الحوثي عدداً من المدن والمعسكرات ، وعلى رأسها الفرقة الأولى مدرع المنحلة ، والتي كنا نتمنى من الجنرال الأحمر تسليمها للدولة ، ذلك كان أشرف له من أن تبتلعها مليشيا الحوثي كرهاً. في المقابل ،وقفت مراكز قوى أخرى ، لتنتهج نفس الدور، بتمسكها بمختلف الأسلحة ، وأبت أن تسلمها للدولة، وما نعيشه اليوم من دمار وحروب طاحنة ، يتحمل مسؤوليتها كل هؤلاء القتلة ، الذين أوصلونا إلى هذا النفق الدامي !. ما نتمناه اليوم وغداً ، من كل شريف في بلد أنهكته الصراعات الخروج به إلى بر يحفظ للإنسان اليمني ، وحدته الوطنية وكرامته وحريته وثروته . فلا يمكن لليمني أن يقبل بحزب بعد اليوم يدّعي البطولات الزائفة ، وتقديم صكوك التضحيات لنفسه بنفسه ! فالكل هنا ، سيدافع وسيناضل لتقديم الغالي والرخيص من أجل إعادة بناء اليمن القادم والأجمل ! فلا مجال لحزب أو جماعة ، تدّعى انقاذها اليمن ، كما أنه لا يمكن أن يقبل اليمنيون بأن يمُنّ أحداً عليهم ، فالجميع - شمالاً وجنوباً ، شرقاً وغرباً - سيشارك دون استثناء ، في انفاذ الوطن الحبيب. ولن يقبلون مرة أخرى على أي كائن أو جماعات أن تقدم نفسها أبطالاً حصريين!.