هاهو الوطن اليمني موطن كل العرب .. وناصر رسالة الاسلام ، وحامل راية الاسلام للعالم يتعرض لعدوان غاشم من قبل جيرانه الاعراب الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بانهم اشد كفراً ونفاقاً .. للإذلالة واهانته فتباً لهم من اعراب عقولهم خاوية يسكنها ويديرها الشيطان ( وللأسف أن هؤلاء الاعراب يدعون انهم حماة الاسلام ..!!! )، كما نجد بعضاً من احفاد هذا الوطن الذين حملوا راية العروبة والاسلام وتمكنوا من بناء الوطن العربي الكبير يشاركون الاعراب في هذا الغزو على وطن اجدادهم .. انها كارثة هوية وانتماء لامة ابنائها خلعوا هويتهم واستبدلوها بهوية تهدم ولا تبني هوية تفرق ولا توحد ، ولذلك نجهم اليوم يهدمون اوطانهم بأيديهم ، ويتحالفون ليهدموا الوطن الام وطن الايمان والحكمة. لكن أم الكوارث أن هذا الوطن الام .. يظم بعضاً من ابناءه الذين يقطنون سهوله وجباله ومدنه يباركون هذا العدوان ويدعون لاستمراره ليقوم بتهديم بنية هذا الوطن وقتل ابنائه .. اليوم نجد شريحة واسعة من الذين يقولون انهم ابناء هذا الوطن يقفون مع هذا العدوان ويباركونه ويزغردون له .. أي يزغردون للذل والاهانة لوطنهم وشعبهم وانفسهم تباً لهم من بشر يقومون بنكران فضل هذا الوطن عليهم ويجازونه جزاً سيئاً.. بل ان من عملوا بإمعان على استقدام هذا العدوان هم من ابناءه ومن نفس الفصيلة السياسية التي تهلل وتزغرد لهذا العدوان فصيلة من أبناءه عملوا على استقدام العدوان وفصيلة تهلل وتزغرد له.. وكلا الفصيلين يلبسان نفس العباءة السياسية عباءة الدين وان اختلف لون العباءة من بيضاء الى سوداء . نعم انهم من ابناء هذا الوطن لكنهم لا يحملون هويته .. لقد استبدلوا هوية هذا الوطن بهوية اخرى .. أو بهويات اخرى متعددة ومختلفة .. هوية دين سياستهم هذه الهوية التي تجعلهم يدافعون عن أن اوطان اخرى ويمارسون العهر السياسي ضد وطنهم لانهم لم يتمكنوا من الحاقه بهويتهم الدينية أو بالأخرى بعمالتهم التي يصبغونها بصبغة الهوية الدينية السياسية .. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين . هذه هي كارثة الوطن العربي الذي قسم الى اوطان .. ولان يتم اعادة تقسيم هذه الاوطان الى اوطان أخرى وفقاً لهوية دين السياسة ، التي تقمصوها بدلا عن الهوية الوطنية .. تلك الهوية الوطنية الجامعة التي تجعل من كل ابناء الوطن يدافعون عن وطنهم مهما اختلفوا سياسيا وديناً هذه الهوية الجامعة خلعوها واستبدلوها بهوية دين سياستهم التي قضت على مفهوم الوطن من عقولهم.. انها كارثة الاسلام السياسي الذي يعيد تمزق وطننا الكبير المزق اصلا .. ليعيدوا تمزيقه الى اوطان اشد تمزقاً .. هكذا الهوية الوطنية تجمع وتوحد ابناء الوطن والواحد مهما اختلفت مذاهبهم واديانهم ، بينما هوية دين السياسة تمزق الاوطان وتنشر الفتنة فيها والقتل والدمار وان كانوا جميعا ينتموا لدين واحد.. وهذا ما نعيشه في هذه الحقبة التاريخية. تباً لهذه السياسة التي تمتطي عباءات دينية .. سياسة هدمت الاوطان وهدمت الدين الاسلامي الحنيف الذي كان اساساً لتوحيد هذه الامة ولعزها .. كما قال مؤسسها الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه " نحن امة اعزها الله بالإسلام .. فان ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله ".. ها نحن ايها الفاروق عُمر نذل كأمة بالإسلام .. ولكن ليس بالإسلام كدين ايها الفروق عُمر الذي قلت انه اعزنا فالإسلام كدين هو دين عزة في الدنيا والاخرة كما قلت ، وانما نذل بالإسلام كسياسة ، هذه السياسة التي لبست عباءات الدين الاسلامي وفق اختلافات فقهاه هي التي تحولنا اليوم الى اذل امه ، وليت ذلك وحسب بل تقود الى تمزيق هذا الدين وتحريفه الى اديان.. لكنها لن تفلح لان الله حافظ لدينه الخاتم مهما عملوا.. ولن يهزموا وطنا وهو أم الاوطان شعبه هو شعب الايمان والحكمة. [email protected]