المنقذ من اﻻقتتال والدمار الشامل يا عقﻻء اليمن . التصالح والتسامح والصفح والغفران بين المسلمين، من مكارم الأخلاق التي مجّدها العرب في تراثهم، ودعت إليها الشريعة الإسلامية. قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِين) (آل عمران 134). ومن المبادئ الفقهية التي تشجع على العفو والتسامح ما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في فتح مكة : فقد اجتمع الناس يوم فتح مكة حول الرسول في المسجد الحرام حتى امتلأ وهم ينظرون ماذا سيصنع الرسول بهم وقد مكنه الله منهم فنظر إليهم ثم قال: لا اله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}... سورة الحجرات – آية 13.ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم.قال فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته (لا تثريب عليكم اليوم) أذهبوا فانتم الطلقاء.وبهذه الكلمات عفا النبي عليه الصلاة والسلام عن كل شيء وتناسى كل إساءة وتجاوز عن جرائم قريش الماضية كلها حتى لقد امتد عفوه فشمل من كان قد أهدر دماءهم عند دخول مكة وإن تعلقوا بأستار الكعبة . ورأت قريش تلك السماحة وذلك الكرم ففتحت للرسول قلوبها فكان هذا الفتح بلا شك أجل وأعظم من أن تصل إليه سيوف المسلمين فقد لانت أفئدة ما كانت لتلين ورقت القلوب القاسية والتفت حول الرسول فى إعجاب بالغ حين جلس للبيعة وبايعه الجميع وكانت اعظم صور العفو والتسامح التي مهدت لعملية التغيير والانتقال الى مجتمع العدل والحرية والمساواة في ظل الشريعة ودولة المدينة.ومن المبادئ التي أقرها الفقه الاسلامي :حرمة دم المسلم والمقيم في دار اﻻسﻻم اياً كانت ديانته. وان لا يهدر دم في الاسلام . افﻻ نقتدي برسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم امتثاﻻ ﻻمر الله تعالى ( ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة الحشر : 7]