يخوض هذه الايام بعض من الاعلاميين اليمنيين خلطا كبيراً في عملية المعلومات المتداولة بخصوص تصنيف المقاتليين الذي يساندون علي صالح وجماعة الحوثي وانتمائهم. ولمعرف ما يحدث وتوضيه اكثر للصورة الجاريه في المشهد اليمني بهذا الخصوص يجب ان تررجع الى اتفاق صالح وجماعة الحوثي قبل اسقاط صنعاء ووعده بتوظيف 80 الف من جماعة الحوثي في قطاعات الدولة اليمنية المدنية والعسكرية و لاحظنا عملية التمدد في خلال مدة ستة اشهر ابتداء من شهر سبتمر الماضي سرعة دمج اكثر من 45 الف عنصر من جماعة الحوثي داخل الجيش وإحلالهم بدلا عن الجنود الذين انقطعوا عن معسكراتهم في الوية الفرقه المدرعة الاولى وبعض الالوية الاخرى . فاستطاع الحوثيون بعد توقيع اتفاق السلم والشراكة في سبتمبر(أيلول) 2014م التي فرضوها بالقوة على الرئيس هاي من الحصول على مكافئة من صالح بعد دخول صنعاء تحت غطاء سياسي متمثل في اتفاق السلم والشراكة في سبتمبر فتم تعيين العديد من القادة الحوثيين في مؤسسات الجيش والأمن بقرارات من هادي واصبحوا جزء من أمن صنعاء والأمن السياسي ورئاسة الأركان ورؤساء الدوائر في وزارة الدفاع . ويكفينا ان نتسأل قليلا كيف تمكن علي صالح من اخترق عدد من الجبهات في الجنوب ولكن بالرجوع قليلا للوراء نجد ان التساؤل يصل بنا الى واقع يكشف لنا ان صالح نجح في هذا الاختراق بحكم سيطرته في الماضي على الجنوب . لو اخذنا مثال للمعارك المحتدمه في الجنوب برهنت على وجود شخصيات من الجنوب مازالو يحتفظون بالولاء لصالح وكانت عملية اقالة الرئيس هادي لمحافظ ابين ومحافظ لحج المجيدي بعد عملية انفضاح لسير المعارك في جبهة الجنوب في بدايتها وكيفية اختراقها يؤكد ذلك خصوصا ان الخيانة في جبهات القتال تسببت في وقوع وزير الدفاع محمود الصبيحي في الاسر بجانب رفيقه فيصل رجب . قبل اسبوع اصدر الرئيس هادي قرارا جمهوري بإحالة قائد اللواء 21 ميكا المدعو/ عوض محمد فريد العولقي للإقالة من منصبه للمحاكمة لتسهيله دخول صالح وجماعة الحوثي لمدينة عتق عاصمة محافظة شبوة بتواطئ من اللواء عوض محمد فريد العولقي قائد محور عتق واللواء 21 ميكا ولم يكتفي بهذا بل استضاف عدد من قيادت صالح والحوثيين وأقام مأدبة غداء ترحيبا بوصولهم لكن أحرار قبائل شبوه كان لهم رأي اخر . وقياسا لما يحصل من احداث واختراقات تحدث في كثير من الجبهات من تواطيء وتخاذل في جبهات القتال نجد ان ما وصلنا له اليوم في اليمن لا يدخل في معادلة حرب مناطقية كما يحاول ترويجه البعض ولكننا نصل الى واقع ان الحرب هي سياسية خالصه بين فئتين تريد ان تبقي على مصالحها وتسيطر على مقدرات ومصالح اليمنيين وتجعلهم عبيدا لها كما في السباق وفئة ثانية تريد التحرر والخلاص من استعباد واستبداد واذلال مراكز القوى التي داومت على عملها في مهمة الجلاد الذي يصب انواع الغضب والتلذذ بامتهان كرامة الشعب اليمني جنوبه وشماله . مشروع الدمار الشامل في اليمن تواصله تلك القوى التي ادمنت النهب والسلب منذ اكثر من نصف قرن فغيرت لباسها من الثوب الملكي الى الثوب الجمهوري في 62م لتزاول مهاراتها ووظيفته المفضله في استحضار وجلب وصناع أنواع التدمير والعبث فزرعت لنا القاعدة واستحدثت لنا نبته ايرانية لتزرع في الحديقه اليمنية اضافة لاعادة تشويه وعبث بالعقل اليمني اجتماعيا وسياسيا بما يتناسب ومصالحها، فأوجدت الفرقه بين الشمال والجنوب ونشرت الظلم بما يتناسب لديمومة مصالحها لإضعاف ونشر المرض في مشاعر ونفسيات اليمنيين وادخالهم في صراع داخلي على هويتهم الوطنية اليمنية ... والهدف واضح لا يحتاج الاسراف في التفكير و هو إستمرار مشروع الدمار الشامل في اليمن . من هنا يجب ان تواصل السعودية مشروعها العربي الخليجي لتحرير الشعب اليمني من عبودية امتدت اكثر من نصف قرن من العبودية والاستعباد لرغبات الهلاك والتدمير من شخصيات ومراكز قوى احتمت بالحزبية السياسية والايدلوجيات الانشطارية نحو مصالحها اينما كانت .
لم يعد يهتم اغلب اليمنيين الى مقدار الخسارة التي سيمنون بها جراء الحرب الدائرة بمقدار ما يريدون الخلاص من مشروع الدمار الشامل الذي اوجده صالح وحلفائه من جماعة الحوثي التي لا تجيد العيش الا في كهوف جبليه تمارس فيها طقوسها السياسية والاجتماعية وفقا لنظريات "السيد و العبيد" . نحن في اليمن وبمساعدة الجارة الكبرى في السعودية نخوض الجهاد الاصغر في اليمن في التخلص من صالح وحلفائه الحفاة في كهوف مران ولكن الجهاد الاكبر هو عملية ما بعد استئصال الحوثي الكبير" صالح "والحوثي الصغير" عبدالملك ". فالجهاد الأكبر هو مساعدة الخليج للشعب اليمني في إخراجه من من مستنقع الفقر والجهل ودعم نخبه الاجتماعية والسياسية الوطنيه لشكيل ثقل سياسي واجتماعي جديد بما يتلائم لتكوين ركائز ودعائم لمشروع في اليمن يخدم اليمن و الخليج في مواجهة الاخطار التي تهدد المنطقة برمتها. ولن اكون مبالغا ان مشروع الدعم الاقتصادي والسياسي ان تم سيحمل للمنطقة اول نواة حقيقية لمشروع اقليمي لتحرير الجزيرة والخليج من مشاريع ايران وحلفائها في السيطرة على المنطقة ودول الخليج . وعلينا التسليم بأن قضية القضاء على الحلم الفارسي في المنطقة وإعادة الامور الى نصابها لن يكون عبر مواقف سياسية من الأممالمتحدة ومجلس الأمن ولا حتى من الجامعة العربية ما لم يتم ترجمة تنمية اقتصادية تساعد على مواجهة اخطار الاطماع السياسية الفارسية. فعلى الجميع ان يكفر عن سيئاته في القصور الذي حصل والعمل على ردم الحفرة الاقتصادية لردم باقي الحفر السياسية والاجتماعية وذلك لن يكون الا بعد القضاء على رأس الافعى (علي صالح) التي جعلت من اليمنيين في إحتراق دائم بالصراعات والازمات الكارثيه لأكثر من ثلاثة عقود