جيش المدرسين !    مصرع مجندان للعدوان بتفجير عبوة ناسفة في ابين    وجهة نظر فيما يخص موقع واعي وحجب صفحات الخصوم    حضرموت بين تزوير الهوية وتعدد الولاءات    استشهاد جندي من الحزام الأمني وإصابة آخر في تفجير إرهابي بالوضيع    الانتقالي والالتحام بكفاءات وقدرات شعب الجنوب    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    خبير في الطقس: موجة اشد برودة خلال الأسبوع القادم    بعد صفعة المعادن النادرة.. ألمانيا تُعيد رسم سياستها التجارية مع الصين    في بطولة الشركات.. فريق وزارة الشباب والرياضة يحسم لقب كرة الطاولة واحتدام المنافسات في ألعاب البولينج والبلياردو والبادل    البرتغال تسقط أمام إيرلندا.. ورونالدو يُطرد    الحسم يتأجل للإياب.. تعادل الامارات مع العراق    اليوم الجمعة وغدا السبت مواجهتي نصف نهائي كأس العاصمة عدن    بطاقة حيدان الذكية ضمن المخطط الصهيوني للقضاء على البشرية باللقاحات    الدفاع والأركان العامة تنعيان اللواء الركن محمد عشيش    مهام عاجلة أمام المجلس الانتقالي وسط تحديات اللحظة السياسية    عدن تختنق بين غياب الدولة وتدفق المهاجرين.. والمواطن الجنوبي يدفع الثمن    الجيش الأميركي يقدم خطة لترامب لضرب فنزويلا ويعلن عملية "الرمح الجنوبي"    دول اسلامية زودت إسرائيل بالنفط خلال عدوانها على غزة    أوروبا تتجه لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا    حكام العرب وأقنعة السلطة    الرئيس المشاط يعزي في وفاة اللواء محمد عشيش    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    جمعيات المتقاعدين والمبعدين الجنوبيين تعود إلى الواجهة معلنة عن اعتصام في عدن    الملحق الافريقي المؤهل لمونديال 2026: نيجيريا تتخطى الغابون بعد التمديد وتصعد للنهائي    مبابي يقود فرنسا للتأهل لمونديال 2026 عقب تخطي اوكرانيا برباعية    الرئيس عون رعى المؤتمر الوطني "نحو استراتيجية وطنية للرياضة في لبنان"    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    مصادر: العليمي يوجه الشؤون القانونية باعتماد قرارات أصدرها الزُبيدي    هالاند يقود النرويج لاكتساح إستونيا ويقربها من التأهل لمونديال 2026    قراءة تحليلية لنص "فشل ولكن ليس للابد" ل"أحمد سيف حاشد"    الرياض.. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الطاقة في اليمن بقدرة 300 ميجاوات بدعم سعودي    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    صنعاء.. البنك المركزي يوجه المؤسسات المالية بشأن بطائق الهوية    جوم الإرهاب في زمن البث المباشر    أغلبها استقرت بمأرب.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 90 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على 5 محافظات ومرتفعات 4 محافظات أخرى    حضرموت.. مسلحو الهضبة يهاجمون قوات النخبة والمنطقة الثانية تصدر بيان    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدجاجة التي ستبيض فحما!
نشر في الخبر يوم 13 - 09 - 2014

المبالغة التي مارسها – ولازال – علي عبدالله صالح بالانتقام من خصومة على ذمة الثورة التي اطاحت به من الحكم افقدته السيطرة تماما على التفريق بين خصومه وبين الوطن ، الى درجة انه يتعامل مع المؤسسات العامة والخدمات والبنية التحتية بأنها الاصلاح واللواء علي محسن والشيخ حميد الاحمر وإخوانه ومن يتحالف معهم .
أنابيب النفط ، ابراج الكهرباء ، الطرقات العامة ، منتسبي الجيش والامن والمخابرات ، الرئاسة والرئيس، الحكومة واعضائها ، التعليم، الامن والاستقرار ، الشعب ، كل هؤلاء يتعامل معهم علي صالح وكأنهم تابعين للاصلاح واللواء واولاد الاحمر ، ولهذا مارس الانتقام بحق الوطن والخدمات والشعب من اجل الوصول الى خصومه السياسيين الذين ثاروا عليه " سلميا " واي اختراق للسلمية كان عبارة عن دفاع عن النفس لمواجهة غطرسته ومحاولته الفتك بكل من اعلن تأييده او انظمامه للثورة .
ونتيجة الهوس الذي سيطر على عقل علي صالح الذي افتقد للتقديرات الايجابية وافتقد معها للرشد السياسي والعسكري والاعلامي وتحول الى " ثور "هائج فاقد الاعصاب والعقل ، وهو مادفعه للتحالف مع جماعة ظل علي صالح يقنع الشعب لثلاثة عقود بخطر هذه الجماعة على الشعب والنظام والحياة بمختلف جوانبها وكان علي صالح حاملا لواء التحذير والتخويف من الفكر الرجعي والكهنوتية والظلامية وهو يقصد بهذا النظام الملكي الذي قضت عليه ثورة سبتمبر عام 1962، وحين ظهرت جماعة الشباب المؤمن واصحاب الشعار والصرخة واخيرا انصار الله الحوثية عام 2004 واعلنت التمرد على الدولة وسلطة علي عبدالله صالح الذي خاض مع هذه الجماعة ستة حروب اهلكت الاخضر واليابس وتسببت بنكبة انسانية واجتماعية ومعيشية لثلاث محافظات من محافظات الجمهورية اليمنية الذي كان علي صالح رئيسا لها .
الردة الوطنية :
لا زالت خطاباته النارية في كل حرب واثناء الاستراحة بين الحروب الست موجودة في ارشيف الاعلام اليمني وجهات اخرى ولازال الكثيرين يذكرونها ويذكرون مفردات خطاباته وانفراده بالهجوم على هذه الجماعة ( انصار الله الحوثيين) يشكل اكبر هجوم على الجماعة من اي خصم اخر حتى من الخصوم الحاليين لجماعة الحوثي الذي تطلق عليهم الدواعش والتكفيريين ، وبالمناسبة هؤلاء هم خصوم علي صالح الرئيسيين الذين تحولوا الى خصوم للجماعة بعد ان اصبحت علاقتها مع عدوها الاول "علي صالح " سمن على عسل كما يقولون .
علمنا علي صالح الرئيس السابق من خلال خطاباته الرنانة و الكثيرة ان جماعة الحوثي هي جماعة رجعية امامية كهنوتية شيعية اثنى عشرية موالية لايران تسعى للحكم بإعتباره حق الهي مغتصب ، وعلمنا انها تسعى للعودة باليمن الى عصور الجهل والتخلف والفقر والمرض والاستعباد وعودة سياسة الفوارق الطبقية بين ابناء المجتمع ، وعلمنا انها خطر ومؤامرة وكارثة وفرض علينا محاربتها وجهادها مهما كلف اليمن ومؤسساته العسكرية والامنية من تضحيات وشهداء واموال ، وحذر شعبه بمختلف فئاته وطبقاته وشرائحة من خطر التدخل والتوسع والتمدد الايراني الاثنى عشري الجعفري الفارسي واحلامهم بإستعادة امبراطورية الفرس المجوسية ودعى الشعب التمسك والحفاظ على مبادئ الدين الاسلامي الحنيف ومحاربة الافكار الضالة التي تعتمد على الخرافة والدجل والعبودية وووو ..
استوعب الشعب كلام المعلم وحفظ خطاباته ونصائحه حول خطر هذه الجماعة على البلاد والعباد ، وهناك من كان يعلم ان كل ماقاله المعلم هو لاجل منحه مشروعية ومبرر الفتك بهذه الجماعة التي حاولت " هز " كرسي عرشه ، والمعروف ان من يحاول الاقتراب من الكرسي يستخدم بحقه نصوص الشريعة واحكامها بإعتبارها الجانب المؤثر على الناس .
تناولت سابقا في عدة مقالات تحليلية علاقة جماعة الحوثي بالرئيس السابق علي صالح بعد ثورة الشباب الشعبية السلمية عام 2011 وكتبت حول هذه العلاقة من بداية مساعي اقامة تحالف بينها وبين علي صالح وذكرت ان كلا من علي صالح وجماعة الحوثي وجد في الاخر ضالته وغايته وان التحالف بينهما سيحقق اهداف كل منهما .
علي صالح هدفه الكبير الانتقام من ما يعتبرهم خصومه الذين وقفوا وراء عملية " خلعه " من السلطة ، وجماعة الحوثي لها اهداف وغايات سياسية وفكرية ومذهبية ، علي صالح يمتلك المال والسلاح والرجال والنفوذ داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والامنية والاستخبارية ويمتلك نفوذ داخل سلطات الدولة الثلاث " التشريعية والقضائية والتنفيذية " مدعوما بحصة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يعتبره – صالح – احد املاكه الخاصة واكثر من هذا امتلاك علي صالح ارث دولة ضل جاثما على كرسي السلطة عليها ل 33 عام وهذا يعني انه موجود في عمق مؤسساتها ويعرف بخباياها واسرارها ويعرف اماكن القوة والضعف ، اضافة الى ما قام به من نهب مخطط ومدروس للاموال والاسلحة والمعدات والاراضي والخدمات اللوجستية مثل السجلات والانظمة والوسائط المتعددة والكوادر البشرية من اجل بناء سلطة ونظام موازية للسلطة الرسمية بهدف ممارسة اعاقتها من ناحية وتحقيق هدف الانتقام من خصومه وتطبيقه على الواقع .
وجماعة الحوثي وهي الجماعة المظلومة بفعل سياسة البطش التي مارسها علي صالح بحقها وحق مؤسسيها وقياداتها واعضائها وانصارها ونال منها وحولها الى مجموعات متناثرة تختبئ في جبال وكهوف مديريات محافظة صعده وعمران والجوف وصنعاء وباقي المدن من خلال وجود اعضائها كأفراد لابحرؤن على ممارسة اي انشطة نتيجة الرقابة الامنية المشددة على انشطة الجماعة المصنفة من قبل علي صالح واجهزة سلطته كجماعة متمردة وخارجة على القانون ومحظور عليها ممارسة اي نشاط وقد كان السجن مصير اي شخص يمارس اي نشاط بتعلق بالجماعة بصورة مباشرة وغير مباشرة .
بعد " خلع " علي صالح من السلطة ونسف حلم التوريث بتأسيس امبراطورية صالحية لاولاده واحفاده من بعده لحكم اليمن وتحويل النظام السياسي الى نظام عائلي بغطاء جمهوري وراثي اسوة بالنظام الملكي العائلي الذي انتهى يوم 26 سبتمبر 1962م ، هذا الخلع والنسف مثل صدمة كبيرة لعلي صالح ، انعكس هولها على عقله وفكره وسلوكه وتصرفاته الشخصية والسياسية ، وحدد برنامج الخصومة الشامل الذي يضم الاطراف السياسية ككيانات اعتبارية و القيادات السياسية والعسكرية والقبلية والتجارية وكل من ساهم بدعم ثورة الشباب الشعبية السلمية التي يتم التحكم بها من غرفة في احد الشقق بعمارة وسط مدينة تل ابيب الاسرائيلية ( كما جاء على لسان علي صالح في احد خطاباته ايام الحيص بيص مع الثورة) ، ومن ضمن الداعمين للثورة التي خلعته من السلطة دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة دولة السعودية صاحبت الفكرة والمشروع الذي تحول الى وثيقة دولية وبرنامج مرحلي للاشراف على مرحلة الانتقال السياسي تلبية لثورة الشباب ، وهذا يعني ان خصومة علي صالح لم تتوقف عند قيادات محلية بل توسعت الى خصومة اقليمية ودولية .
من هنا بدأت الحكاية وانطلق مارد الانتقام للنيل من خصومة في الداخل والخارج الاقليمي والدولي وبما ان علي صالح حكم 33 عام وهو جالس على رؤس الثعابين فهذا يعني انه مؤهل لتوجيه ضربات انتقامية لخصومه وتوجيهها على الجانب الذي يؤلم كل طرف .
ايران الشيعية الاثنى عشرية العدو التاريخي للسعودية والخليج يجب ان تستخدم اداة لضرب السعودية والخليج ، والقاعدة التنظيم المدلل لسنوات طويلة بجب ان يستخدم اداة لضرب الشركاء الدوليين الداعمين لمبادرة الخليج التي خلعت علي صالح من السلطة ، واصحاب المبادرة الاقليميين وشركائهم الدوليين لهم علاقة ارتباط بخصومة المحليين "قادة العهد الجديد " ، من هنا وقع الاختيار على جماعة الحوثي لتكون اداة الانتقام من الخصوم المحليين والاقليميين ، وهم الجانب الاساسي والمهم من الانتقام .
التحالف المدمر :
قام علي صالح بمنح عبدالملك الحوثي الدرع والسيف وقام عبدالملك بمنح العمامة لعلي صالح وهو تعبير عن التحالف بين الطرفين الاعداء سابقا الحلفاء حاليا نزولا عند رغبات واهداف وغايات لكل منهما وتتحقق بدمج ادوات كل منهما ، علي صالح كما ذكرت سابقا بمتلك المال والسلاح والخبرات والنفوذ والعلاقات وله اهداف بالانتقام من خصومه في الداخل والخارج، والحوثي له اهداف سياسية وفكرية ومذهبية تمثل جناح للاهداف الاستراتيجية الايرانية ومساعيها للسيطرة على المنطقة والممرات المائية الدولية ، ومنح جماعة الحوثي المال والسلاح والغطاء الشعبي والسياسي والاعلامي يمكنها من ضرب خصوم علي صالح في الداخل وانتصارها في الداخل هو ضربة للسعودية والخليج "الخصم الاقليمي " وكانت البداية من دماج وكتاف ومن قبلها بروز جماعة الحوثي وخروجها من مخابئها للسيطرة على كامل صعده ، وبعد انتصارها في كتاف ودماج وهي المركز الثقافي والرمزي للسعودية والانتصار الذي تم هناك تم بأدوات نفوذ علي صالح التي وظفها لصالح جماعة الحوثي من خلال القيادات المحيطة بالرئيس هادي التي اقنعته بالاتفاق واخراج اهل دماج وتهجيرهم وكانت هذه هي الضربة القوية التي تلقاها خصوم علي صالح في الداخل وهي ايضا رسالة قوية للسعودية معناها عمليا انه تم القضاء على وجود السعودية الرمزي السني، وتم تسليمه لجماعة الحوثي الايرانية الشيعية الاثنى عشرية ( المصطلحات مأخوذة من خطابات علي صالح اثناء حربه على جماعة الحوثي) ، بعدها توجهت جماعة الحوثي المسلحة بإمكانيات مانهب من اموال واسلحة الدولة علي يد الرئيس السابق وبدعم بشري وشعبي من المؤتمر الشعبي العام تم التوجه لاهم معقل استراتيجي لخصوم علي صالح وهي قبيلة حاشد ومشائخها ال الاحمر هي ايضا عمق قبلي لحزب الاصلاح فتم تحقيق هدف علي صالح بضرب خصومه بالداخل وخصومه بالخارج نظرا لمكانة حاشد واولاد الاحمر الداعمين للثورة والاصلاح واللواء وهم يمثلون الارتباط القوي للسعودية في اليمن ويوميات الاحداث معروفة للكل وقد سبق تناولها في مواضيع سابقة .
توالت سياسة الانتقام لعلي صالح والانتصارات لجماعة الحوثي حتى وصلت الى اهم ركيزة لقوى الثورة وهي عمران واللواء 310 الذي يعتبر البديل عن الفرقة الاولى مدرع وتم الانتصار عليه وعلى عمران وسجل علي صالح عن طريق جماعة الحوثي خروج نهائي لال الاحمر من قبيلة حاشد وايضا للواء الاحمر وللاصلاح نوعا ما ، وكان هذا الانتصار ضربة قوية للدولة وسلطة الرئيس هادي وقوى التغيير وضربة للسعودية ، ولا ننسى ان الانتصار في عمران كان بدعم ادوات علي صالح المختلفة .
اخر معقل لخصوم علي صالح هي صنعاء وهي المركز الرئيسي للسلطة والخصوم جميعا ومن يسيطر عليها يسيطر على القرار السياسي وتبعيته ، بعد وصول جماعة الحوثي الى اطراف العاصمة وحصارها بآلاف المسلحين تحت ذريعة رفع الدعم عن المشتقات النفطية وبدعم كامل من علي صالح اصبحت العاصمة وبكل ماتحتويه تحت بندقية جماعة الحوثي واصبح علي صالح هو العنصر البارز وراء هذا الحصار ، استفاقت السعودية اخيرا ودول الخليج واصبحت امام يقين ان ايران باتت موجودة عسكريا على حدودها وخاصرتها الجنوبية وان الامر تجاوز مكافحة الاخونة ( طبعا وكما هو معروف ونتيجة ذكاء علي صالح انه تمكن من ضرب خصومه في السعودية والخليج من خلال تقديم نفسه وحزبه كقائد لمكافحة الاخونة باليمن وهو الجانب الرومنسي الذي تتأثر معه السعودية والخليج وتقدم الاموال الطائلة ، والاموال التي قدمت لمكافحة الاخونة ذهبت لتمويل جماعة الحوثي التي رشحها علي صالح للسعودية والامارات بأنها الجندي القادر على ضرب الاخوان ، لم تستفيق السعودية الا في اللحظة الاخيرة بعد تمكن ايران من الوصول اليها واعلنت رسميا ان السعودية وال سعود هي الهدف التالي بعد انتصار الثورة "الاسلامية في اليمن " وباقي القصة معروفة) .
وانفضوا" من حولك :
السعودية اقتنعت بمدى الخطر والخطأ الذي ارتكبته نتيجة تبنيها دعم علي صالح ( الدجاجة التي تبيض ذهبا ستبيض فحما ) وقامت بإتخاذ اجراءات تصحيحية وبحسب ما اعلن انها قطعت علاقة الدعم لعلي صالح وجمدت كل انواع العلاقة به نتيجة اصراره على تقديم الدعم لجماعة الحوثي وعدم التخلي عنها والوقوف ضد الرئيس هادي وعرقلته للمرحلة التي اساسها دعمه لجماعة الحوثي التي باتت تهدد الأمن القومي الخليجي واليمني معا .
علي صالح وتحت الاصرار على ممارسة الانتقام من خصومه في الداخل والخارج ضرب بعلاقته بالسعودية عرض الحائط وكرد فعل على الاجراءات السعودية اشارت الاخبار والمعلومات الى التحالف مع ايران بوجه السعودية بصراحة ، ولهذا خرجت المواقف الايرانية الرسمية التي تتبنى مواقف مؤيدة لما يسمى بالثورة الشعبية في اليمن الى درجة ان ايران اعلنت مواقف تصنف بالعسكرية من اجل دعم ثورتها باليمن .
اخر المواقف الصادرة من علي صالح هو انكاره لدور السعودية ووقوفها معه عقب تفجير مسجد النهدين وتكفل السعودية بعلاج علي صالح وكل المصابين في الحادث وهم بالعشرات اضافة لتنكره بدعمها له منذ خروجه من السلطة .
الايام القادمة تحمل مفاجئات على هذا الصعيد خاصة بعد حملة المغادرة و "الانفضاض " من حول علي صالح واعلان قيادات كبيرة في حزب المؤتمر معارضتها لسياسته التي لاتخدم الوطن ولا الخزب وانما تخدم هاجسه في الانتقام من الخصوم ، اللجنة العامة اصبحت محصورة في ثلاثة اشخاص هم اللجنة العامة التي يعتمد عليها المؤتمر اما باقي المؤتمر فقد صحى اغلبيته وعرف مدى الاخطاء التي تمارس نزولا عند رغبة علي صالح وكلها اعمال خارجة على القانون وتضر باليمن وامنه واستقراره.
علي صالح أوغل وبالغ بالانتقام واخضع اليمن ومصالحه وقيادته وشعبه على نزواته وتصرفاته بصورة لاتخلو عن حقد وكراهية وتجاهل فضل هذا الشعب عليه حين منحه الحصانة من اي عقاب على جرائمه لاكثر من ثلاثة عقود مضت ، وكان حري به ان يكون مسئولا امام هذا الكرم وان يسمو بنفسه عن ممارسة اي عمل خارج القانون ، حتى اولئك الذي يعتبرهم علي صالح كانوا كرماء وحافضوا على حياته وممتلكاته وامواله المنهوبة ايمانا منهم بالعفو والسماح وحق التعايش ، لكن علي صالح تجاوز كل ادبيات التعايش وتحول الى رجل "حرابة " يقصده المجرمون والقتلة والخارجين على القانون ليشكل معهم مجموعات تعبث باليمن ومصالحه وخدماته وحياة ابنائه ، وضل صالح يتصرف خارج حدود المسئولية الوطنية والاخلاقية وبعيدا فن الالتزامات التي اتفق عليها لتأمين مغادرته السلطة واغلاق ملفات جرائمة بشكل آمن يوفر له الحماية لما تبقى له من عمر ، متوهما انه صاحب الفضل والفصل لوقف اي اجراء قانوني بحقه ووقف التصرفات العبثية التي يمارسها كداعم ومخطط وممول لعرقلة المرحلة الانتقالية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي
علي صالح قام بعملية تفريغ غير مدروسة لحزب المؤتمر لصالح جماعة الحوثي وهذا التفريغ يشمل القيادات والاعضاء و الكوادر وايضا المواقف والسياسات وحصته في الحكومة واجهزة الدولة ، وهذا التفريغ استوعبته قيادات مؤتمرية كبيرة وعرفت ان صالح يقوم بتدمير اكبر حزب في اليمن والمنطقة من اجل اهداف خاصة به وضارة بالحزب واليمن ، علي صالح يواجه حملة خروج ومغادرة لحلفائه واعضاء حزبه بهدف وقف التدمير الذي يمارسه علي صالح من خلال دعمه لجماعة الحوثي الذي تمثل العقبة الرئيسية امام التحول السياسي واستحقاقات المرحلة.
علي صالح وصل الان الى نهاية النفق المظلم وبدأت الاعيبه تنكشف للكل في الداخل " وسط حزبه " والخارج بالدول التي كانت تقدم له التمويلات وعلى رأسها السعودية ، انحيازة لصالح دولة ايران سيشكل اكبر عقبة قانونية وشعبية وسيخسر بسبب هذا التحالف مكانته السياسية والاجتماعية وعلاقاته المحلية والاقليمية لان عمامة ايران تمثل نكسة لكل من لبسها ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.