يا لجُرحنا اللامندمل ! يا لهذا العار الموجل في حق البشرية ! يا لسُخط الأقدار وبأسها ! أرواحنا تضمحل أسرابًا جهة السماء – قبل أوانها – ناضحةً بالكمدِ و الإمتعاض والسُخط ِفي مشهدٍ جنائزي متعاقب لا ينتهي وديمومة الراهن ، وأجسادنا توصّل أشلاءً للتراب كجرةٍ مسها فأس شديد ، ودماؤنا تغدقُ الأرضَ جداولاً من فرط سفحها ودلفها الغامر . نفوسٌ عليلةٌ متضورةٌ ظمأى مُصفرة تندب العجفَ وتنظر الشحَ والقحط على أرضٍ كانت مقصدًا لزيد الزاد و كسر عجف السّنيَن ، ترفع أكفها إلى السماء شاكيةً مسها ، السماء تمطرُ الموتَ لأرضٍ لم تبرَ من سبرها ، محروقة ترهقها قترة وتفوح من أعماقها رائحة الرماد ورذاذ جُثثِ الموتى . يا لهول الأرض إذ أحرقت ، وكمنت معالمها ورمّدَ ثراها ،وغدت بيادرها سهوبًا ، وحقولها أجداثًا ، وبُدل نسيمها بالهباب ، بعد أن كانت موردًا للبخور والحرير ومقصدًا لالتماس الغبطة والسكون !! نسورٌ – على حين غرة - تزجوا الحياة عنا وتعهدنا للأجداث القائمة بمد العين وشخوصها ، وضروبٌ من البشر – مِسخةُ الطباع تتجهُ بحالها البشري قصد المسخ- أشَاشةٌ في تشريع موتنا كأنما للموت شرعة ! ضروبٌ يخامرها جذلٌ جزيل واغتباط جم ترى في الأشلاء مشهدًا للفرجة! وفي دلفِ الدماء حالةً للقهقهة ! أخوة الدم والمصير – من كانوا مضرب المثل بين القبل في الألفة والتسامح – تفرقوا شيعًا وباتوا يسابقون بعضهم لفتكِ بعض ، جذلين أيّما جدلٍٍ مما يفعلون !! يتمٌ وثُكلٌ شاع بين الأطفال والنساء وباتوا ينظرون حياة الضنيّ والشقاء واشتداد الحاجة . يا لجُرحنا اللامندمل ! ويالهذا العار الموجل في حق البشرية إذ ترقب حالنا بصمت ! • شذرة أرضٌ تغمرها دماء أبنائها غدقًا أنى لها أن تُنبت السلام !!