يمانيون فى المنفى يمانيون فى اليمن يا سيادة شاعرنا البردونى الذمارى المهموم بنا قبل حتى ان ننتبه لقلقك العميق على اصوله. نعم عزيزى البردونى القدير نقول فى خضم الدراما اليمنية ومن عمقها ايضا : يمانيون فى المنفى يمانيون فى اليمن رغم انفنا. اما عن كيف هذه : فإن اليمن اصبحت لدينا جميعا هى روح الايام ونبض اللحظات وقطرات الدماء والاحزان الواحدة التى ننزفها جميعا كل بطريقته وموقعه ومكانه ومقامه رغم تنوع السيوف والعواصف والشعارات والبارود..! يمانيون فى المنفى يمانيون فى اليمن شئنا ام ابينا. استوعبنا ذلك وهو الافضل والآجدى أم لم نستوعب وهو الآدهى والآمر بل والآقسى على الجميع الآن فى كل زاوية فى اليمن وكل ركن فى العالم حيث ..تتعذب فيه روحنا اليمنية وان ادعينا الصلابة والفصاحة والتوحش والوحشية احيانا على بعضنا وأهلنا وأحبابنا وجيراننا واصدقائنا. والأدهى وألامر يا شاعرنا العزيز الأدهى والآمر من الذبح والذبح الأخر والتفجير والتفجير الآخر وقطع الرقاب وقطع ارزاق الاخر...على بشاعة كل ذلك الأدهى من ذلك عندما يسألك الكثيرين عن وضع اليمن …!ما الذى يحدث ايها اليمنى فى بلدك.الذى اذهل العالم بسلميته .؟ّ!
ارتبك كثيرا نعم أرتبك بعد اكثر من شهرين من الموت الوطنى والعربى المشترك لآننى شخصيا لا أزال فى ذهول مما يقدمه حكماء اليمن قبل غيرهم فأرد على السائل واقول انهم دواعش..مشكلة خطيرة ..ومدمرة..! يقولون : بس هذه هنااااك فى بلد الرافدين فى العراق وسورياوقصتها قصة عجيبة أيضا وما سمعنا بهذا الاسم ابدا فى اليمن..! اتدارك :آه عفوا ثم أقول لهم قصدى فرس صفوين بس خاننى التعبير !! يردون قائلين بس الفرس فى ايران ومتى احتلو اليمن..لم نسمع بذلك ..! لا لا ..قصدى فرس قدامى بقوا عندنا .. كيف قدامى …! منذ كذا الف سنة …!! يعنى مئات والآلاف السنين فى اليمن ولم يصبحوا يمنين بعد..! عندها سألنى : وانت من انت ..! انت يمانى ..؟! نعم .. ومن يمثلك..أو من تمثل ..!؟ يمانى نعم . ويمثلنى من يتألم على اليمن وهم كثر داخل اليمن وخارجها. يمثلنى من أبدع فى جنوب شرق أسيا ذلك اليمنى الحضرمى النبيه الفذ المجتهد الآمين.
يمثلنى ذلك اليمنى المثابر الذى يعشق أرضه. يمثلنى ذلك اليمنى الذى روض الأحجار الصماء منذ فجر التأريخ فجعل منها معمار وسكنا حميما ينبض بالهدوء والسكينة والجمال عبر الايام والقرون والفنون والعيون والشعوب .. يمثلنى ذاك اليمنى الذى يعمل فى قلب نيورك أو فى وسط افريقيا ليعمر بيته فى قلب حارته أو قريته وكأن الدنيا وقاراتها امتدادا لتلك الحارة او تلك القرية..لديه..! يمثلنى ذلك الطفل اليمنى الذى يمسك ميزان وزن الاجسام بيد وكتاب مدرسته باليد الاخرى يقرأ فيه فى ركن من الشارع راغبا بأباء واحد فى وقت واحد بالعلم والمرؤة والعمل . يمثلنى ذاك اليمنى الذى يرفض الذابحين رقاب بعض والذابحات والمفجرين بيوت بعض والمفجرات .. ويمثلنى ذلك اليمنى الباسم ليومه الودود بطبعه والمتسامح بعفويته النشيط فى عطائه وكرمىه واعماله. والمتعايش مع ايامه وبيئته واقرانه وأهله وجيرته عبر الآف السنين..! يمثلنى ذلك اليمنىى الذى جاب افريقيا ولا زال عاملا بسيطا او تاجرا لطيفا ودودا وشاطرا وذو سمعة عطرة بين الناس.. يمثلنى ذلك اليمنى الذى يشده الجنين الى العمل والمثابرة وتحقيق احلامه بسلام ووئام ليس مع اهله وبنى جلدته فى قريته وحارته بل مع كل من عاش بينهم وتعايش معهم وتعايشوا معه. يمثلنى ذلك اليمنى الذى يبدع وينشط أينما حل وعمل وارتحل فى وطنه او عالمه. يمثلنى ذلك الجندى اليمنى الشجاع الأبى الذى يتطلع ليمن تمنحه رأسها كما يمنحها رأسه ودمه على الدوام دون أن تلحظ...!! يمثلنى اليمنى فى كل قارات الدنيا وقرى اليمن شابا متطلعا يرفض حتى مجرد التفكير فى التسول وإن جاع وعانى وطعن فى الخلف من مجانينه الحكماء عبر القرون ..والجماعات والاحزاب..والافكار ..والبارود..! جنون المجانين هذا لا يمثلنى ولا يشرفنى ولا اراه حتى يمانى..! ما اراه هو اننا رغم انفنا جميعا يمانيون فى المنفى يمانيون فى اليمن استانا وشاعرنا العزيز . كنا ولا زلنا وسنبقى عدا مجانيننا إن أبوا.