تعز كما تبدو من اسمها أنها تعز غيرها لعزازة نفسها وعزة أهلها.. تلك المدينة الحالمة كحلم الأحنف حينما يوجد مثله في زمن غير زمانه. سماحة حاتم عندما ترى سماحة القائد " حمود سعيد المخلافي" ومن خلفه رجال قلما نجد لهم في التاريخ مثالا. إن عمق الجرح الذي أصيب به الأسد في براثنة وقد اعتلى في عينيه السهر و بدت شفتاه ذابلتان من طول ما يجهد نفسه بعينين لا تمسهما النار. وهو يتقدم المعركة وخلفه قضية وطن و يزمجر في أعدائه كأنما هي صاعقة السماء وإذا ببندقيته تجز الروح و الأبدان جزا .. وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. و جئت أيها القائد المظفر من عمق تعز لتحرر الذات من تلك القيود التي سبكت لتجعل من أعزة أهلها أذلة فرفعها الله بك ..لأن الله أحبك ... أيها القائد حينما ودعت من بوادعهم بكينا وفرحنا أبناءك و أصحابك و أخوانك فما زالت بدموعنا نبحر فنواسي تلك المواجع بانتصارك.. ونواسي آلامنا بوجودك معلما و ملهما وقائدا شهما مظفرا .. فلا يملك من يحبك إلا أن يكون عزيزا كما هو أنت ومدينتك ففي حبك مغانم وليس في حب اللئام من عشاق الكهوف و الهاربين مكارم. لم يمنعك أيها القائد من الثأر و الانتقام سوى أنك رجلا صنعت التاريخ ولم يصنعك فناديت في المعتدين اذهبوا فانتم الطلقاء .. قلتها لله فرضي عنك .. فما أشبهك بمن تأسيت به .. أبعد اليوم نساويك بمن قتل أصحابه وغرر بهم و هو في كهف يتلظى الهزائم ويتجرعها ويتمنى إذ لو كان نسيا منسيا . لم نشمت ولن نشمت وما أخلاقنا كأخلاقهم ولا عقيدتنا كعقيدتهم وحق لنا أن نفاخر بالمثل إذ افتخروا ونحن أحق بها و أهلها ولكننا وجدنا كما تعلمنا من مدينة الحالمة تعز" والتي أنجبت أحلم رجل في عصره وزمانه ولنا الحق في الافتخار ليس بانتصارك فحسب و إنما لأخلاقك التي أضاءت ما بين الخافقين .. فيا ليت قومي يعقلون. أن الافتخار كما يقال بالفعال لا كما يزعمون بالنباح والافتعال. تلك الكلمات البسيطة التي تقولها تطرب قلوبنا بصدقها و صمتك يخلع قلوب مبغضيك و انتصارك يزحف في دمائهم فيقتلهم ليستميتوا فينتحرون. فشتان بين من يتغنج بالكلام ومن يكون خالد في فعله و سيفه كاملا في وصفه بالتمام؟ ما زلت أيها القائد وستظل رمز الثورة وحريتها و أعظم مكسب لليمن وفخرا لها ..تواضعت لله فرفعك .. أخلصت له فنصرك.. بذلت فأكرمك .. وودعت فؤادك فألهمك .. فلله درك ما أعظمك. فقرارك الحسم و الحزم معا .. و إني لأرجو الله أن تكون مشروعا جديدا .. شعاره قلب هنا و قلب هناك في مسرى حبيبك. و إن لم تكن فكفيك فخرا سابقتك وجهادك وتأسيسك إذ أن قلبك الأول هنا "اليمن" كأني بك أسد الدين شيركوه وسيكون قلبك الثاني هناك و إن لك يكن من أصلك وفرعك ... بشراك أيها القائد فلم تنجب أسامة فحسب و لم ينافسك في بطن أمك عز الدين كأعظم أم أنجبت أعظم رجلين في عصرنا رحل أحدهما و بقى الآخر . فلقد أنجبت رجالا و إن لم يكونوا من صلبك و هم من أمامك ومن خلفك وعن يمينك و شمالك و في كل بقاع الأرض قلوب تحج إليك و إلى تعز .. مدينة المظفر و حٌق لك أن تظفر. إنها المدينة الوحيدة في اليمن التي تنفي خبثها من أرضها لأنها قلعة الجند .. وبشرى المصطفى " فقاتلك بمن أطاعك من عصاك" وبشارة الوحي بها تمنحنا اعتقادا بأن النصر حليفها .. فتعز أعز الله بها الإسلام و نصر بها المستضعفين وخرج رجالها من مذحج خيار رجال أهل الأرض و العاقبة لكم إن شاء الله فلنعم دار المتقين. ..أفا تدري أيها المخلافي لماذا أحببناك؟ لأن الله أحبك .. فكن كما أحبك نكون معك . فسر على بركة الله و أعلم أن لك أعداء من شياطين الإنس و الجن فاحذرهم و خذوا حذركم و لن يضروكم إلا أذى والله غالب على أمره