قد لا تصدقوا الحقيقة التي أدعيها في عنوان المقالة؛ نظراً لأن الظاهر هو العكس ؛ ذلك لأن الحوثي في خطابه وتنظيراته وتحركاته يقول أن غريمه الأول والأخير هي القاعدة وهي مبرر كل حروبه وتوسعاته وسيطرته على الدولة.... ناهيكم عن أن صالح هو الحليف الميداني للحوثي وهو الوحيد الذي لولاه لما قوي الحوثي وانتشر . ولأن اثبات حقيقة ما أدعيته وطرحته كعنوان هو ما يجب أن يحققه الطرح والمضمون في هذه المقالة؛ فسأترككم مع المحتوى الجوهري للمقالة والذي أجملته في ملاحظات أربع في تالي هذا ... لكن وقبل أن أبدأ لكم بسرد تلك الملاحظات أريد أن تفهموا بأن القاعدة التي أعنيها هنا هي التنظيم الذي يكاد يكون شبه معروفاً في ماهيته أي الذي كانت له أماكن إخصاب وتمركز وله قيادات مسماة ومعروفة اجتماعياً كأن كان معروفاً بتمركزه في رداع و زنجبارأبين والمكلاء حضرموت ومن قاداته بلعيدي وطارق الذهب وقاسم الريمي ... إلخ وهو ما يمكننا تسميتها بالقاعدة المحلية , وأما الذي يتبنى تفجيرات الجوامع في صنعاء وعمليات ذبح الجند في الجنوب فليس ما أقصده هنا لأن ذلك بالنسبة لقناعتي ليس من القاعدة المحلية التي يراها الحوثي في شيء؛ إذ ما هو إلا القاعدة العالمية وهي ابنت نظام مخابرات غربي صهيوأمريكي يقف وراء كل هذه الفوضى والحروب في الشرق الأوسط .. وعلى كلٍ فالملاحظات التي سأقولها لكم لأثبت لكم أن القاعدة تطيع الحوثي أعظم مما يطيعه عفاش, هي: 1 ) صعدة مسقط رأس الحوثي ومركزه المقدس ؛ لم ولن نسمع بأن نشطت أو تمركزت القاعدة المحلية في متر مربع واحد منها وهو ما يعني أنها لم تحب أن يكن لها وجوداً في مكان تخلق الحوثي ونشاطه الفكري والعسكري الذي هو مسرح إعداد وعسكرة وتأهيل الكيان الحوثي... فأليس ذلك وفاء من القاعدة المحلية للحوثي لكي ينشأ ويتمركز ويتدرب بهدوء دون تشويش أو قلقلة وخوف من أن تطاله عمليات من عملياته .. 2 ) كانت رداع فقاسة القاعدة ونقطة تمركزها قبل أن يدخلها الحوثي وكانت قبل ذلك تمارس عمليات ونشاطات مسلحة هناك تقوض عمل الدولة ووجودها الأمني والعسكري فتعيقها من التزامها بالقيام بمسؤولياتها وواجباتها تجاه الشعب والمواطن كسلطة مسؤولة وصاحبة شرعية ... ثم ما الذي حدث وكيف ولماذا ؟؟ ألم نجد أنه وبعد أن دخل الحوثي رداع فلم نعد نسمع أن للقاعدة هناك أية أثر أو وجود ... فلا يعقل أن يكون الحوثي قد طمس أثرها هناك من الوجود على عكس العالم بكلة بما فيها أمريكاء التي عجزت أن تمحي وجود القاعدة منها ... وهنا أليس بإمكاننا القول أن القاعدة المحلية تلك وفية جداً نحو الحوثي إذ أنها مجرد أن دخل رداع اختفت وكأنها عادت لتمارس الزراعة ورعي الأغنام ولم يعد لها من نشاط ولا حتى نشاط رياضي .. ؟؟؟ !!!! أليست وفية تلك القاعدة المحلية أمام الحوثي فقد تركته يشوف عمله ويمارس مهامه ومسؤولياته أمام الشعب والمواطن في رداع كسلطة أمر واقع دونما أن يجد أية عائق من قبل القاعدة ولو كأقل عائق كانت تعمله أمام سلطة الدولة سواء ً في عهد صالح أو عهد هادي ... ؟؟؟؟؟ !!!!! 3 ) تكرر المشهد أيضاَ في أبين وشبوه ... فعندما دخلها الحوثيين سابقاً قبل أن يخرجه التحالف بالطيران منها فقد كانت هناك القاعدة اختفت وأكانها لم تكن قد اسقطت زنجبار ولم تخرج منها إلا بعد أشهر من حرب الجيش عليها ... يا الله ما هذا الوفاء والإخلاص والطاعة التي تعمله القاعدة تجاه الحوثي إينما وجد كسلطة أمر واقع ... وقد يسألني سائلاً متعجرف ألم تكن القاعدة قد انسحبت من الحوثيين في زنجبار وشبوه حينما سيطر لأسباب تكتيكية عسكرية أرادتها القاعدة المحلية لكي تستعيد تماسكها وتجمعها ووو الخ ؟؟؟ مثل هذا سأجيب عليه وأقول يا خول ... ثمة مبرر واحد يمكننا أن نجده لانسحاب واختفاء القاعدة المحلية من الحوثي حينما دخل الجنوب وهو لو أنها كانت تقوم بعمل مسلسل إسلامي يجسد قصة أصحاب الكهف الذين ناموا ولم يصحوا إلا بعد أن تغير الحاكم والعملة والسلطة ... وهو العذر الوحيد لأنه الذي يجعلنا نؤمن إن نومة القاعدة المحلية في الجنوب يوم دخل الحوثي كانت مبررة إذ أنهم لم يصحوا إلا وقد انتهى الحاكم الحوثي هناك وزال شعار الصرخة ووجد علم الجنوب ووو الخ ... أقولكم لا تشككوا في وفاء وطاعة القاعدة المحلية للحوثي .. 4 ) وأما هذه الملاحظة والإخيرة فهي لإثبات أن صالح ليس طائعاً للحوثيين كما تطيعهم القاعدة المحلية؛ فصالح هو قد قالها علنا وبصراحة إنه لا يعترف بسلطة الحوثيين بل وأن أنصار صالح في مؤسسات الدولة السيادية الاقتصادية والعسكرية باتوا ظاهرين بأنهم ليسوا طائعين ومخلصين للحوثي كما القاعدة وإلا لما وصل الحوثي إلى هذا الفشل على مستوى تسيير شؤون الدولة , فلوا كانوا كالقاعدة المحلية لتجاوبوا معه واجتمعوا تحت قبة البرلمان وبتوا في استقالة هادي مؤخراً وسحبوا منه الثقة واعطوا الشرعية للجنة الحوثي لتشوف عملها بل أنهم لم يطيعوه باخلاص وإلا لكان هناك دور يذكر فيما يتعلق بالجيش الموالي لصالح الذي هو الآن في البيوت رقود بينما الحوثي يواجه الموت في كل حارة وشارع ومدينة ونقطة ... وأخيراً وإذا لم تصدقوا ذلك فلكم أن تتخيلوا معي أن العالم بأكمله والدولة وطائرات إمريكا بلا طيار كل ذلك لم يستطيع أن ينهي وجود القاعدة كلياً ويمحي أثرها من أماكن كانت تتمركز فيها مثل رداع وعدن بينما الحوثي وبقدرة قادر وفي يوم واحد وبمجرد إعلانه السيطرة على المنطقة تلك تختفي القاعدة ويمحى أثرها وكأنها لم تكن موجودة .. وهنا وبصراحة إذا لم تكن القاعدة المحلية هي اخت الحوثي أو ابنت عمه وما هي إلا عدوه اللدود بالعقيدة والفكر المتطرف المعروف عن القاعدة التي تدعي أمريكا وأخواتها أنها تحاربها فإنا أبصم للحوثي بالعشر بأنه الوحيد الذي يمكنه أن يخمد داعش التي عجزت قوى العالم أن تخمد وجودها حتى في باريس ...