بايع مسلحون يسيطرون على أجزاء من مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء اليمنية الشيخ القبلي طارق الذهب، قائداً لهم وبايعوا قيادة تنظيم القاعدة في اليمن على السمع والطاعة. وتسلم طارق الذهب مفتاح قلعة العامرية التاريخية بمدينة رداع من الشيخ عبد السلام النصيري -أحد مشائخ المدينة- بعد أن اقتحمها مسلحين يقودهم الذهب، مساء الأحد الماضي. وأصدر الذهب بعد سيطرة أتباعه على أجزاء من المدينة، تعليمات بتخفيض سعر صفيحة البنزين (20 لتر) إلى ألف وخمسمائة ريال بدلاً عن 3500، فيما فسر بأنه محاولة لكسب تعاطف شعبي بمدينة رداع. وتربط (طارق الذهب) الذي يبلغ من العمر 35 عاماً علاقة مصاهرة مع القيادي في قاعدة جزيرة العرب أنور العولقي. وينفق الأول على أصحابه "بسخاء ومتكفل بعشرات الأسر الفقيرة إلا أنه لا يعرف داعم له حتى الآن". وبحسب تحليل إخباري لمركز أبعاد للدراسات والبحوث، فأن اسم طارق الذهب لم يحضر في أي عملية لتنظيم القاعدة، ولم يسافر للخارج، كما لم يعرف بانتمائه للتنظيم، لكن السلطات الأمنية تشتبه في وقوف جماعته وراء الهجوم على نقطة عسكرية تابعة للأمن برداع في 14 مايو 2011م ولم تعلن عن ذلك بل حتى لم تهاجم الوادي المتمركز فيه منذ سنوات. ولم يظهر الذهب كمتأثر أو منتمي للقاعدة إلا في خطبته يوم الجمعة 14 يناير 2012م بعد دخوله مدينة رداع برفقة 80 مسلحا مدججين بأسلحة متوسطة وخفيفة بينها صواريخ (لو) و(آر بي جي) و(رشاشات وكلاشنكوفات) وتمركزهم في مسجد العامرية الأثري المغلق منذ 15 عاما". بحسب مركز أبعاد. ورصد المركز تصريح صحفي واحد لطارق الذهب في 5 نوفمبر 2007 على موقع (مأرب برس) يقول فيه إن سجن شقيقه هو سجن تعسفي من قبل أحد النافذين وأنه قبل ذلك تم إلقاء القبض على شقيقه الأصغر عبد الرؤوف على خلفية اختطاف وأطلق سراحه، لكن نبيل تم تحويل قضيته إلى قسم الإرهاب في الأمن السياسي بدون معرفة الأسباب برفقة صهره أنور العولقي. وأشار المركز إلى إنه وبعد خروج أنور العولقي من السجن "لم يكن أمام طارق للخروج من سخطه على قبيلته وعلى الدولة إلا بالذهاب إلى وادي تمتلكه أسرته يقع بين مأربورداع ويسمى وادي المشيريف، ومنذ ذلك الوقت جمع حوله العشرات من المسلحين القادمين من الجوفومأرب وشبوة والبيضاء". ويقول المركز إن طارق هو شقيق شيخ قبلي كبير في رداع، توج بعد وفاته ابن أخيه ماجد الذهب شيخا خلفاً له، لكن ذلك لم يرض طارق الذي له شقيق يدعى نبيل سلمته السلطات السورية لليمن أثناء محاولته عبور البلد للقتال في العراق عام 2006م. سيطرة بدون مقاومة أمنية وانتشر عدد من المسلحين المتشددين في شوارع مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسيطروا على المجمع الحكومي وسط اختفاء قوات الأمن واقتحموا السجن المركزي بالمدينة وأطلقوا جميع السجناء منه. ويعقد شيوخ قبائل في اجتماعاً اليوم الاثنين، لاتخاذ موقف ضد المتشددين. وقالت مصادر إن الشيخ علي الطيري يسعى لجمع المشائخ من المديريات المجاورة لمناقشة الأوضاع في رداع. وأطلق المسلحون مساء أمس الأحد، سراح جميع السجناء من السجن، وتشير المعلومات إلى إن السجناء كانوا مسجونين على خلفية قضايا جنائية ولا يوجد بينهم سجناء من تنظيم القاعدة. وتقول المصادر إن المسلحين الذي يزيد عددهم عن مائتين «بايعوا أمس (الأحد) طارق الذهب» وقيادة تنظيم القاعدة في اليمن «على السمع والطاعة» لهم. وسيطر المسلحون، مساء السبت، على مسجد وقلعة العامرية في مدينة رداع بمحافظة البيضاء. ودخلوا المسجد على متن 10 سيارات مكشوفة مزودين بأسلحة رشاشة وصواريخ محمولة الكتف وقاذفات «آر بي جي»، ولم تعترضهم قوات الأمن المرابطة على مداخل المدينة. وقالت المصادر إن شيخ رداع عبدالسلام النصيري استضاف القيادي المتشدد طارق الذهب بمنزله، وسلمه مفتاح قلعة العامرية التاريخية، حيث قام الأخير بعد صلاة العصر بجولة في القلعة. وتذكر الحادثة بسيطرة مسلحين يعتقد إنهم ينتمون لتنظيم القاعدة على مدينة زنجبار بمحافظة أبين، في مايو 2011م بعد انسحاب قوات الأمن منها بشكل كامل. وخرجت مظاهرة في مدينة البيضاء، اليوم الاثنين، رافعة شعارات ترفض ما حدث في رداع، وتتهم القوات الموالية لصالح بالتورط في ذلك. عوامل دعم المسلحين قال تحليل إخباري لمركز أبعاد للدراسات والبحوث إن هناك خمسة عوامل دعمت تمركز القاعدة في مدينة رداعبالبيضاء، أولها: "التفكير في التوسع خلال هذه المرحلة التي تشهد ضعفا للدولة المركزية، حيث يعد فرصة ثمينة للتنظيم في السيطرة أكثر خاصة إلى المناطق الشرقية القبلية التي تغيب فيها الدولة". وثانيها: "تعد منطقة رداع منطقة يغلب عليها الطابع القبلي وقد شهدت خلال الفترة الماضية وبالتحديد قبل أربعة أشهر استفزازات للقبائل من قبل مسلحين ينتمون للحوثي حيث كان المسلحون يستعرضون بأسلحتهم في شوارع رداع"، كما أن عدم تعامل قوات الحرس الجمهوري بجدية مع الحدث، يعد عاملا ثالثا، فقد تم استخدام السلاح ضد شقيق طارق الذهب وإصابته يوم الخميس، وحين دخل طارق الذهب يوم الجمعة لم يتم اعتراضه، كما لم يتم مهاجمة موقعه في الوادي الواقع بين مأربورداع". كما يقول المركز. ويشير مركز الدراسات إلى أن العاملين الرابع والخامس هو "استغلال تنظيم القاعدة لعلاقة المصاهرة بين طارق الذهب والقيادي أنور العولقي، واستغلاله أيضا لمظلمة اعتقال السلطات الأمنية لشقيقه، ما دفع تنظيم القاعدة لوضعه على رأس قيادة مجاميع مسلحة لتحقيق مطالبه، ومن ثم مطالب التنظيم". وتطرق تحليل أبعاد إلى شخصية طارق الذهب القائد للمجاميع المسلحة التي تمركزت في جامع أثري برداع.