، ملكة سبأ بل ما هو ابعد من سبأّ! بلقيس، هوية، عنوان او كثافة للهوية بأكثر من كونها مَلِكة بالمعنى الحرفي او الواقعي او التاريخي او حتى الاسطوري لكلمة ملكة. بلقيس مزيج من الاسطورة والخرافة والواقع والتاريخ ايضا، مثلها مثل النبي سليمان الذي اقترن بها او انها هي التي اقترنت به مثلهما مثل كل انبياء العهد القديم الذين لهم صفة عمومية ميثولوجيه بأكثر مما يمكن القول عنهم انبياء لبني اسرائيل على اعتبار ان بني اسرائيل نفسها يجب ان يكونوا قوما من الاقوام البائدة مثلهم مثل عاد وثمود ممن يجتمع في مروياتهم او المروي عنهم او في (تاريخ) كل منهم الاسطورة بالخرافة بالحقيقة التاريخية. بلقيس ملكة اسطورية ايضا الهوية، اي هوية، هي مزيج من الاسطورة والخرافة، التاريخ و(الواقع) ايضا السؤال كيف وقع وهل وقع، في الذهن ام في الواقع، ليس مهما كيف وقع في الذهن ام في الواقع (الوقوع هو الوقوع اكان في المادة ام في الذهن في الواقع ام في الوعي، وهل هناك من فرق بين المادة والذهن او الوعي بها) الحضور يكفي لكي نكون ازاء حقيقة بله من الآثار المادية اكانت شاخصة حتى اليوم ام طي المروي عن تاريخ العالم، ايامه بالأحرى، على اعتبار ان لكلمة تاريخ محددات اخرى بمثل ما له بداية محددة ومعلومة ان من يشكك ببلقيس انما يذهب الى التشكيك بالهوية اليمنية لأن بلقيس قد اصبحت الأن معطى من معطيات هذه الهوية بل وعنوان لتاريخ هذه (الارض) المسماة يمن في (عصر) بلقيس لو سوف نفترض ثمة عصرا لها، ولو اننا افترضنا ثمة عصرا لبلقيس فيجب ان يكون ذلك العصر الذي كانت فيه اليمن وما يسمى اليوم بالحبشة كيان واحد، في حينة اكان افتراضا او حقيقة، لم تكن هناك لا الحبشة ولا اليمن كما هي معروفة الان بل سبا .. ربما ان سبأ كانت من قبل ان يكون هذا الشق الارضي الكبير الذي يسمى الان بالبحر الاحمر. يجب ان نلاحظ الان فقط كيف ان (شيبا او سبأ) هوية حبشية بمثل ما يجب ان نلاحظ بان اللغة الحبشية السائدة هي الأمهرية اي الحميرية، في كل الاحوال مملكة سبا كانت تضم الجزيرة اليمنية وراس افريقيا كاملا: جنوب ما يسمى الان بقارتي افريقيا واسيا او بالأحرى (جنوب غرب وجنوب شرق) ما يسمى الأن بقارتي آسيا وافريقيا أروي شخصية واقعية والصُليحيون حكموا اليمن وكانوا في وقتهم كويسين لكن مش الى درجة الاستثمار (الرخيص) مالم يكن من زاوية ان اليمن مهد حضارة انسانية راقية احتلت فيها المرأة بما في ذلك حقبة تاريخها الاسلامي مكانة رفيعة مثلها مثل الرجل كأروى الصُليحية التي هي اقل بكثير من نظيرتها السبأية من زاوية ما تحيل اليه من زاوية الهوية اليمنية التي قلنا بانها وكأي هوية يتمازج فيها الواقعي المادي بالتاريخي (الوعي) بالأسطوري والخرافي ايضا مالم فأنها ليست هوية. أروي ك (ملكة) يمنية تعبير عن الهوية اليمنية بأكثر مما هي تعبير عن الصليحيين الذين حكموا اليمن بهويتهم التي تنتمي الى الحقبة الاسلامية في تاريخ اليمن، انها تعبير عن قوة ومتانة و(كونية) الهوية اليمنية الامر الذي سوف يكون مفهوما ومنطقيا أكثر لو اننا اخذناها من زاوية التساؤل المنطقي كم امرأة حكمت، اين وبأي بلد، بطول التاريخ الاسلامي! * التشكيك ببلقيس مسألة سياسية تطال اليمن في الصميم، تعالوا شوفوا الصهاينة جالسين يحفروا بلد كنعان، شبر شبر، بحثا عن عرش (كرسي) سليمان أو جوز الست (بلقيس) .. وكأن الست لم تخلف معبدها، هناك في مأرب وغيره الكثير مما يجوز ان نسميه: أثر البشرية كما كانت قائمة أيام السيدة: بلقيس! اليمن: محسُودة! الله يعين من تبقى على ارضها ممن ينتمي اليها حقيقةً!