أطلِق على الجزائر بلد المليون شهيد، وعلى موريتانيا بلد المليون شاعر، وعلى البحرين- رغم صغر مساحتها- بلد المليون نخلة، وعلى الهند بلد المليون فيل، فهل سَيُطلق على اليمن بلد المليونيّ لوح؟ ولا أقصد هنا بالألواح ممن ينتهكون الحقوق والحريات أو ممن يخالفون النظم واللوائح- فهم كثر والحمد لله- لكني أقصد ألواح الطاقة الشمسية التي أصبحت ضيفاً مرحّباً به في كل بيت يمني؛ هذه الألواح التي هلّت وحلّت بنورها محل نور السلطة الذي كان يتسلل على استحياء لساعات محدودة يومياً عبر أسلاك متهالكة، أهلكتها خبطات "كلفوت"، فيذهب النور ويأتي متى ما شاء؛ ليثبت بأنه تيار متردد، دون اكتراث بأجهزة المواطنين، مما اضطر بعض من ميسوريّ الحال لتوليد حاجتهم من الكهرباء من خلال مولدات خاصة تعمل بالديزل أو البترول، والبعض الآخر اكتفى بالشمع لإنارة سويعات من يومه. وهكذا استمر الحال إلى أن جاءت ثورة الجرعة التي ولّت معها الكهرباء دون رجعة، وولّت معها أيضا كل المشتقات النفطية فأضحت مولدات الكهرباء أعجاز نخلِ خاوية، حاول البعض انعاشها بزيت الطبخ والآخر بالغاز المنزلي المخصص لطهي المأكولات، ولكن حتى هاتان المادتان هما أيضا انعدمتا من الأسواق، مما جعل البعض في بداية الأمر يتوجه لشراء ألواح طاقة شمسية لتوليد ما تيسر له من فولتات كهربائية لإنارة وتشغيل بعض أجهزته الكهربائية. اليوم ما إن يدخل المرء على مواقع الإنترنت أو يولي وجهه شطر سوق أو محلات التجارة في اليمن- وما أكثرها- إلا ويجد الدعاية البارزة لألواح الطاقة الشمسية وتوابعها وبأسعار غير منافسة. رغم الحرب والمشاكل التي يعيشها المواطن اليمني إلا أن لا حديث يعلو فوق الحديث عن أنواع الألواح الشمسية وأنواع البطاريات والخوازن ومنظومات الطاقة الحرارية. في الختام لا يهمني البحث عن أسباب استخدام ألواح الطاقة- وإن كنت قد تطرقت لها على عجالة- بقدر ما يهمني بساطة الإنسان السموح القانع بفتات الدنيا من أجل العيش. وهنا يبرز تساؤلان: الأول هل سيحصل هذا الشعب على جائزة الشعب المثالي لاستخدام الطاقة النظيفة؟ والثاني: هل ستدخل اليمن في موسعة جينيس بهذا الكم الهائل من الألواح؟! أترك الجواب لكم!