وجاء فبراير اليوم ليعيد فينا روح الكرامة المسلوبة من حياة الناس ، عاد ليقول لنا ها أنا قد عدت فعودوا إلى حريتكم وحياتكم الكريمة المنشودة ، في الذكرى الخامسة لثورة ال 11 من فبراير المجيدة الذي سطر سجلاتها شباب اليمن الأحرار ضد حكم أسري عصبوي كهنوتي غاشم ، عاث في الأرض فسادا ومكنها للفاسدين من حاشيته وأعوانه وأقربائة. وبعد صمت دام طويلا ظن ذلك الغر أن الأرض ومن عليها عبيد له ومسخرة لطيشه وبطشه وهواه ، فأشعل فيها الحروب ، وأنهك فيها الإقتصاد ، وأدخل الوطن في بحر مظلم بظلمه وجبروته، ذا أمواج متلاطمة من أزمات أفقدت الشعب توازنه وكرامته،لم يكتف ذلك المأفون بهذا ،وبعد أن سرق لذة الحياة من الوطن والمواطن تطلع بعين يملؤها الشر إلى مستقبل الأجيال القادمة من أبنائنا ليسوءهم سوء العذاب كأسلافهم عبر توريث حكم عقيم مدع الحق الإلهي فيه وتوريثه كتركة مشروعة إن كان له ولد. انتفض الشعب وثار على الظلم والجور والفساد ، وصرخ في وجه الطغاة أن ارحلوا غير مأسوف عليكم و كفى بغي وعدوان وآن للحق والعدل أن يسود سئمناكم وضقنا بكم درعا. صرخات رددت من حناجر الأبرياء والفقراء والبؤساء ، أطلقوها صرخات سلمية زلزلت عروش الطغاة وقطعت أحلامهم الوردية ، وكشفت مخططاتهم العدوانية . ثورة عارمة ملأت ساحات وميادين البلاد بكل سلمية وحكمة ،رغبة منهم في تغيير واقعهم المؤلم ومستقبل أبنائهم إلى حال أفضل مما كانوا عليه ،أسوة بالبلدان الشقيقة والصديقة الذي تعد في مقدمة الركب في مجالات الحياة المتطورة والكريمة والذي ينعم فيها المواطن بحريته وحقوقه كاملة ويحتفظ بكرامته وما بقي منها . من أجل الوطن ثرنا ،، من أجله سنظل ثائرين .. مهما ادلهمّت الظلماتُ .يهدينا في قلوبنا نور واضح لا لبس فيه، أنها ثورة قامت من أجل (الإنسان)، من أجل ألا يظلم ولا يضطهد ولايهان من أجله ثرنا وله هدرت حناجر القوم بلحن الحرية في الشوراع والساحات والمدن، ومن أجله سنظل ثائرين حتى يقطع الموت آخر نفس في صدورنا أو تطهر أرضنا من عصابات الإجرام ورؤوس والظلم والفساد. تناسى ذلك الغر أن لا صوت يعلو فوق صوت الشعب (إلا صوته تعالى) ولا ملك إلا للشعب خرج مذلولا محروقا، ومرت الأيام وانتقل الحرق من جسده إلى قلبه فنقم على الشعب بكل حقد وخبث . قرر تدمير مابقي من ركام في هذا البلد جراء حكمه ، فخان وقتل ودمر وفجر وهدد وتوعد استفزاز للشعب وتدمير لممتلكاته ومصادرة لحقوقه وحريته فتكتل الشر والظلام بعضه فوق بعض وسفكت الدماء الطاهرة وازهقت الأنفس البرئية وخطفت الأجساد الكريمة والحرة الأبية ، فانتفض الشعب ثانية وثار الأحرار استكمال للمشوار وتصحيح للمسار، لكن بطريقة مغايرة لسابقتها حيث ظن أولئك أن بمقدورهم سحق الأحرار السلميين بعددهم وعتادهم المليشاوي المسلح، وقتها قرر ثوار أمس السلميون ونظروا بعين الحكمة أن لايردع السلاح إلا السلاح مجبرين على ذلك فلم يدع لهم خيارا غيره، فرأى منهم استبسال وصمود وقوة وتضحية فاق ما رآه منهم سابقاً ولقنوا المليشيا درسا أن ثوار اليمن السلميين تغيروا كثيرا . وما يحصل في اليمن الآن هو عبارة عن عملية جراحية مؤلمة، لكنها ضرورية للخروج من حالة الاستبداد التي عبثت بأرزاق الناس، وللقضاء على حلم العودة إلى الماضي الذي لا يزال يراود البعض، ومنعاً لتحويل اليمن إلى ملكية خاصة لأسرة أو قبيلة أو سلالة. نعم،،، نحن مع المقاومة للتخلص من هذه الأمراض الخبيثة، التي نهشت الجسد اليمني، نحن مع بناء دولة مدنية ديمقراطية ترتكز على العدالة والمساواة والحرية والعيش الكريم وليس هناك خيارات متاحة لنا للحفاظ على الوطن، سوى التمسك بالسلاح كون الخصم الذي نتعامل معه لا يمتلك أي قيم إنسانية أو وطنية، ولا يتكلّم إلا بلغة السلاح وان قتال مليشيا الحوثي وعفاش هو المرحلة الثانية من ثورة الشعب السلمية واستكمال لمسيرة النضال نحو دولة القانون والعدل والمؤسسات، نحو المساواة بين أفراد الشعب وحفاظا على ممتلكاته وخيراته ومقدراته.