تحتفل الحركة الحوثية بذكرى المولد النبوي وهو اليوم الذي ولد فيه النبي محمد (ص) 12 ربيع الأول عام الفيل الموافق عام 571 ميلادية، ولذا فان معظم المسلمين سنة وشيعة يحتفلون بهذا اليوم، لكن الحوثيين يحيونه بطريقة خاصة وبمظاهر خاصة، حيث يزينون الشوارع والاحياء السكنية بقطع القماش ذات اللون الأخضر واللون الأبيض ويلصقون الشعارات الشيعية ذات الطابع الطائفي على جدران البيوت والمباني الحكومية والشوارع والسيارات. ويتجمع الحوثيون في ساحات كبيرة من بعد الظهيرة في المدن الرئيسية مثل صنعاء وصعدة ويستمعون الى خطاب يلقيه قائد الحركة الحوثية/ عبد الملك بدر الدين الحوثي من خلال شاشة قناة المسيرة التابعة للحوثيين، حيث يتم تجهيز الساحات بالشاشات الضخمة ومكبرات الصوت ذات القدرة العالية، اذ يتم تخصيص ساحات للرجال، وساحات أخرى للنساء، منعا للاختلاط ومراعاة للعادات والتقاليد اليمنية المحافظة، حيث يتجمع في تلك الساحات عشرات الالاف من المؤيدين للحركة الحوثية، ويأتون من مختلف المحافظاتاليمنية الى العاصمة صنعاء والى مدينة صعدة في نفس اليوم وفي نفس التوقيت الذي يبدأ من بعد الظهيرة وينتهي قبل غروب الشمس، ولعل اهم وابرز ما يحدث في هذه المناسبة، هو خطاب عبد الملك بدر الدين الحوثي. اشتهر عبد الملك الحوثي بخطاباته التي يقلد فيها حسن نصر الله، اذ يتحدث عن أهمية مولد النبي، كونه منقذا للبشرية من الظلال، ومن الكفر الى نور الإسلام والايمان بالله، ويؤكد الحوثي دائما على ضرورة الاقتداء بالنبي محمد والسير على خطاه، ويستغل الحوثي هذه المناسبة ليرسل رسائل سياسية الى خصومه، والى حلفائه وأصدقائه، ودائما ما يردد المحتشدون في تلك الساحات هتافات جماعية معادية لأمريكا وإسرائيل ومؤيدة لحزب الله وايران والشيعة في كل مكان، ومؤخرا اصبح الحوثيون يهتفون بالموت للسعودية والتيارات الإسلامية السنية. ويلاحظ في الاحتفالات التي تقيمها الحركة الحوثية بمناسبة المولد، ترديد الشعار المعروف للحركة مع رفع الايادي الى الأعلى في حركة جماعية منظمة ومتقنة تشبه حركات مؤيدي حزب الله في لبنان، وأيضا ترديد الهتاف لبيك يا رسول الله، في تقليد مستنسخ للشيعة في العرق وإيران ولبنان والبحرين، وهذا ما يوحي بأن العملية منظمة على مستوى إقليمي وليس على مستوى اليمن او جزء من اليمن. الحركة الحوثية تتاجر وتزايد في مسألة الاحتفالات بالمولد النبوي لكسب التعاطف الشعبي والتأثير في الأوساط الاجتماعية اليمنية المتعلقة بحب النبي محمد ص وهي فرصة ذهبية للحركة الحوثية للحشد والتعبئة الجماهيرية وكذلك فرصة للتثقيف والتربية الدينية المذهبية المتعصبة والتي توحي، بأن النبي يخص الحوثيين وحدهم دون غيرهم من سائر المسلمين، فالحركة تسعى الى محو اثار الإسلام السني وتكريس الإسلام الشيعي باعتباره الإسلام الصحيح والنموذج الصحيح، وهذا يعني ان الحوثيين يستغلون المناسبة للتشهير بالإسلام السني وليس حبا بالنبي. وهذه الأساليب الخطيرة لا يدركها الكثير من الناس والتي توحي بأن السنة لا يكترثون للنبي ولا يعطونه المكانة التي يستحقها في حياتهم، واذا لم يفكر السنة بطرق جديدة لمواجهة هذه السياسية وفضحها فان النتيجة ستكون كارثية على أبناء المجتمعات السنية بعد سنوات قليلة، فربما يصبح السنة في اليمن اقلية او أكثرية خاملة ضعيفة مستسلمة لأقلية متعصبة ومتهورة ومندفعة بكل اشكال الحقد الطائفي والعنصرية والسلالية المقيتة. باحث وكاتب لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet