كن عكس التيار إذا أطم الباطل فالحق مع القلة وإن ملأ الجموع خافقيها فمن الأديان دين واحد تحاربه الأديان وينتصر ومن بين العقائد عقيدة وتنتصر وتختلف بين الفريقين المعايير بين من يرى الثبات في المبادئ أو مبدأ الحق ومن يرى الثبات في الكثرة و المال" الأول يردد " إني مغلوب فانتصر" ويخاطب " ما اغنى عنكم جمعكم" و " وسيهزم الجمع ويولون الدبر" وتسمع صوتا في الفريق الآخر " ما أريكم إلا ما أرى" " أخرجوهم من قريتكم "و بينهم فريق جديد " وإن منكم لمن ليبطئن " يختفى المنافق بين أسمال غيظه ورأسه في التراب تصطليه الأحقاد وفي نيران قلبه أحقاد فإذا خشخشت الأرض بجموع الباطل رنا بعينه إلى قلة المؤمنين وصرخ مبتهجا من ألم الأحقاد أيها الجمع أنا معكم ويضيف متوحشا .. إن هولاء لشرذمة قليلون .. وإنهم لنا لغائظون " إنهم يجيدون التثعلب والامتهان فأسمه علي واللقب وسيم . وتتسع الدائرة بدماء المؤمنين فيظن الباطل بأن حجمه لن يزول وأن سعيه لن يبور وهو يجلجل كبرا وتجبرا وخبثا وغدرا يتحايل والهزيمة يعوضها بجمعه ويتكاثر بعدده وخلفه أتباع كالثيران تارة في التحرير أو السبعين تناطح بعضها بعضا في حلبة الجزار وترى مصارعها ولكنها كعباس تستمر في المعركة. ألم نكن معكم " وآخرون ابتعث الله أضغاثهم بعد صبر وخرجوا بقوافل العدين بعضها بعضا وتحسروا على النجاة وظنوا بأن الباطل لن يهزم فأخرج الله اضغانهم لقد فضحتم من قبل وإن كنتم في جحوركم " يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما" إنها استراتجية خير الماكرين ليظن الباطل بأن الله معه بانتصاره أو بطول مكثه وعندما تستقر في نفسه صنائع الولاية وصدقه الاتباع انحط أكثر ليكون مهديا أو نبيا ويتبعه التبع حتى يكون إلها " ما علمت لكم من إله غيري" وصدقه المستخفون وحجوا في كعبته وفي كل يوم تزداد قوة ويزدادون به إيمانا حتى إذا تغوط مؤمن في كعبتهم أعدوا لهدم الكعبة ويطول بهم الطريق .. وصوت خفي في أعماقهم وفي السماء "ارجعوا .. لا تجرموا ... توبوا لا تستعجلوا النقمة " وكأن في أذانهم صمم إلاوقلة منهم حذرون لأن رباط المبدأ أوثق من تقلبهم " إنما نملي لهم ليزدادوا إثما" قتلا وتجويعا وتدميرا " ويقتلون كل المؤمنين ليفتحوا الروم وما فتوحها. حينها تخرج من أفئدة المؤمنين صلابة الدعاء وقد تبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود وشربوا المحن ليمحصوا في هذه المواطن والإيمان في رواسيه لا ينكسر والموت في هذه المواقف ليس مصيبة فيبتسم الله فرحا باللقاء ويمسك آخرين للبقاء يستقبل المصطفين الأخيار شهداء ويثبت المصطفين الأخيار صلحاء والنتيجة هي لا تختلف " إنا جندنا لهم الغالبون" بل إن التوكيد أعمق " لأغلبن أنا ورسلي" وأكثر ثباتا " وكان حقا علينا نصر المؤمنين" ثم يتلوه ابتلاءا لينا وسياسة ناعمة لتمحيص النصر بفتنة التمكين والسيادة فإذا جمع المجاهد بين بلاء المعركة وبلاء القيادة كان أكثر عمقا وصلابة وبلاء الترف أشد وطأة على النفوس من وطأة الجهاد. فيتساقط فيه المبطلون "وإن عدتم عدنا" حتى يكون صفاء لا دنس فيه حينها تتحول قيم النخبة إلى دماء تجري في جسد أمة وتخلق للكون فؤادا طيبا " لا إله إلا انت سبحانك" إن الأخلاق والقيم تبقى مثالا وتمتحن بالميدان والسلوك قبل أن تكون نموذجا فإذا استقامت بها الصفوة قام لها الأمر واستقام لها الناس. فتقوى القيادة رحمة ورفقا للمقود " كذلك كنا من قبل فمن الله علينا" وعجب الفاسق ظلما " أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا" ومع المعجب تربية "لن نغلب اليوم من قلة " حينها يسود التواضع "والعاقبة للمتقين" إن أجملها في البداية والسابقون السابقون" همسات بدموع الرجال وحبال الثقة دموع تتراقص بها معارك الوغى ذلك الصوت الأعمق طربا لبيك فخذ من دمي حتى ترضى .. عزتي بك لن تركع وموتي فيك حياة ... الله أكبر أي نغم هذا " كذب الشعراء وظلوا " وصدقت التوبة والأنفال وهي تصور الشهيد في ملاحمه يبحث عن حياة من بين الاموات غدا ألقى الأحبة " إنه المبدأ الذي صنع رجالا فبلغوا بإرادتهم كالصاروخ نطاق الجاذبية ليسبحوا في ملكوت الله خالدين ... ف"يا ليت قومي يعلمون" متابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet