((مع اعتذاري الشديد لأستاذي عبده حسين الادهل سائلاً المولى أن يمتعه بالصحة والعافية ، فهو صاحب العنوان الشهير "كركر جمل " العمود الاسبوعي الذي تنشره صحيفة الايام الغراء )) صحا صفوان (سكرتير شركة مساهمة مملوكة لبيوت تجارية وتشترك فيها الحكومة بأربعين في المئة من الاسهم ) على العيد الذي سيحل يوم غد ولم يستعد له بعد بضحية العيد. وفيما هو يتأهب للخروج لشراء الخروف تذكر ، ان في صندوق الشركة مبلغ محجوز يعود لمهندس الشركة فيها ليس عليه لا رهون ولا ديون ولا غرامات ولا استقطاعات مؤجله ولا اية فرائضمالية أو نقدية لم يؤدها للشركة ولا ارتكب جُنحة ضدها لكي تُحجز مستحقاته ! وكسائر المسلمين سيكون محتاجاً هو الاخر لشراء خروف العيد ، اما سبب الحجز فهو تافه ولكنه صاعق لأهل العقل ولأهل المنطق والقانون جريمته "قلمه" الذي فضح بمداده فساد اعضاء مجلس إدارة الشركة على الملا في وسائل التواصل الاجتماعي مما حدى برئيس الشركة وكل الملاك بمن فيهم الحكومة محاكمتهم أمام القضاء الذي ادانهم وحكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين الست والعشر سنوات وعدم خروجهم حتى يعيدون مئات الملايين التي اختلسوها الى خزينه الشركة. هذا المجلس تترأسه امرأة عسراء من اعلام الفساد ، تتمتع بصفاقة نادراً ما تجدها بين النساء وهي "شتامة " بدرجة امتياز ولها صوت حاد مثل صوت انثى الضبع قد نزع الشيطان عنها الفضيلة واودع محلها الرذيلة وهذه العسراء رئيسه الشركة تسوس أعضاء المجلس مثل الدواب ومسرورة انهم منصاعون لها وهم بدورهم فرحون بها يستخدمونها مِترسه يحتمون خلفها لأنها تتستر على رذائلهم و أفعالهم الفاسدة وتذود عنهم عند الغير ؛ إنها "الجمل " كما يطلقون عليها بالسر ..... جاء الجمل..... ذهب الجمل .......... لا تداحش جمل........كركر جمل!! هذه اشاراتهم الخفية من وراء ظهر الجمل !! وقد اطلقوا عليها هذه الصفة "الجمل" لأنها تتصرف مثل "جمل المعصرة " حق السمسم معصوب العينين لا يرى ولا يفقه فقط يلف حول معصرة الزيت وهو فاكر أنه يمشي مستقيماً . وقبل ان يذهب الى الجزار ، اتجه صفوان الى " امين " ماسك صندوق الشركة بعد أن تأكد من وجوده فيها تحسباً لأي طارئ يتطلب صرف من الصندوق؛ فوجده لوحده في مكتبه الضيق ، وقال له : " يا اخ أمين افرج عن مستحقات المهندس المحجوزة لديك ... نحن في ايام عيد " ارتعدت فرائص امين ولم يجب. كرر صفوان الطلب هذه المرة بصوت الامر فهو المسؤول المباشر عن أمين . خرجت دمعتان من عيني أمين لم تنسابا بل استقرتا على حدقتي العينين واشار بسبابته المرتعشة الى انفه وكرر الإشارة بأصبعه المرتعشة مُلحاً على صفوان أن يدنو منه . فتعجب صفوان ولكنه دنا من أمين وتحقق من أنفه ودقق النظر في فتحتها اليُسرى .. واندهش مما رأى ! وسأل أمين "ما هذا الخيط الرفيع المختبئ في فتحة أنفك؟ ...أنه من الخيوط التي تستخدم في العمليات الجراحية . هل أصابك شئ ؟" اجاب أمين : الم تر أن الفتحة "مخرومة " والخيط لاصق في "الخرم" هذا الخيط للشد وللجر وللسحب وليس خيطاً للجراحة . قالها ورأسه منحني يكاد يلامس صدره . " ومن يمسك بطرف الخيط ويشده ويجره ويسحبه " ؟ سأل صفوان وفمه مفتوح من الدهشة فأجاب أمين فيما يشبه صوت حشرجة الموتى ...."التي تسمونها (الجمل) .... انا عبد المأمور !! ياه ...... أذن، أمين رجل "اخرم" ، وقد خرمته المرأة الجمل !! تأمل صفوان طويلاً في هذا المسكين وتساءل .. كيف يمكن للإنسان أن يتحول وبشكل طوعي الى "عبد مطواع لغيره " وان لا يبدي "تذمراً" من عبوديته بل وأن لا تظهر عليه حتى الرغبة في الانعتاق من عبوديته ؟! وفي الطرف الاخر .... كيف يزين الشيطان لأنسان ان ينزع كرامة أنسان أخر يجره وراءه كلما اراد مثل حيوان اليف !! هل هي نزوة أو متعه أو أن الامر "مرض نفسي " نما مع "الجمل" عن عقدة مركب نقص منذ الطفولة ! هل تشعر الجمل ب " التفوق " عندما تسوس رجالاً ارفع مكانة منها لا تمتلك عليهم سلطانا الا ما منحوها ولا صلاحيات الا ما فوضوها ولا تتمتع بجاهٍ الا ما اسبغوه عليها ؟!! يا لذل الرجال .... ويا لبؤس الرجولة التي سلبتها منهم هذه العسراء "المجعوله" لخدمة الشركة ! قفل راجعاً الى منزلة ليتزود بالمال فقد أقسم بأن لا يشتري خروفاً لأسرته الا اذا توفر على قيمة خروف أخر لأسرة المهندس! لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet