تحت شعار "معًا لدعم المنتج المحلي".. صنعاء تحتضن اللقاء التشاوري الأول للصناعيين    المجلس السياسي الأعلى يُدّين بأشد العبارات جريمة إساءة أحد المرشحين الأمريكيين للقرآن الكريم    من ساحة عربية منكوبة إلى أخرى بهدف ارتكاب مجازر أكثر دموية.. إعادة تدوير إماراتي للمرتزقة    صباح عدني ثقيل    اللواء البحسني: حضرموت تُفاجِئ ولا تُفاجَأ... والحسم خيارها الدائم في مواجهة الإرهاب    عدن.. الشؤون الاجتماعية تفرض قيودًا جديدة على تأسيس وتسجيل منظمات المجتمع المدني    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    اليابان تقدم حزمة مساعدات إنسانية جديدة لليمن بقيمة 13.8 مليون دولار    لقاء تاريخي بعدن.. 316 اتحاداً ونقابة تدعو الرئيس الزُبيدي لإعلان دولة الجنوب العربي    مؤشر الدولار يترنح قرب أدنى مستوياته وترقب لقرارات الفائدة    الصحفي والقيادي الإعلامي الكبير محبوب علي    اليمنية تفرض شروط جديدة على المسافرين بنظام الترانزيت إلى جيبوتي    أزمات خانقة تضرب المحافظات المحتلة: الغاز والوقود والرغيف تتزامن وسط انهيار الخدمات    إنشاء أكبر بحيرة مائية في أمانة العاصمة    حضرموت تطوي صفحة العليمي... سفيرة بريطانيا تتجاهل وحدة اليمن وسلامة أراضيه(توثيق)    الماجستير بامتياز للباحث عبدالله صبرة من الاكاديمية اليمنية العليا بصنعاء    السعودية توقف تصاريح ميناء عدن والامارات تسيطر على نشطون    لن يغزى الجنوب مرة أخرى بفتوى    تشمل سوريا وفلسطين.. ترامب يوسع قيوده على دخول الأجانب    تتويج عثمان ديمبلي بجائزة الأفضل لعام 2025    التوتر يعود إلى الواجهة في حضرموت.. الحلف يتهم والعسكرية الثانية تنفي    المقالح: الحديث عن أخطاء الماضي يشغل الناس عن قضاياهم الملحة    تشكيلات تابعة للمجلس الانتقالي تداهم منزلًا في سيئون وتختطف أربعة أشخاص    مصدر في ميناء عدن يكشف حقيقة توقف الحركة الملاحية في الميناء    عمال ميناء عدن يحتجون للمطالبة بأراضيهم التعويضية    الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ أحمد عبدالله ناصر دغيش    دوناروما الأفضل في العالم: جائزة تاريخية لحارس إيطاليا في 2025    الأرصاد: سحب منخفضة كثيفة على السواحل تمتد نحو المرتفعات    مدير أمن العاصمة عدن يكرّم المدير العام لمؤسسة مطابع الكتاب المدرسي تقديرًا لجهوده في طباعة السجلات الأمنية    هامبتون تتوج بجائزة فيفا لافضل حارسة مرمى في العالم 2025    اوفالي تتوج بجائزة فيفا مارتا 2025 لأجمل هدف في كرة القدم النسائية    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بجامعة عدن ويؤكد دعمه لتطوير العملية التعليمية    أمن العاصمة عدن يضبط مجموعة مسلحة أغلقت مدرسة الكويت في منطقة إنماء.    الخميس.. نهائي كأس العرب بين الأردن والمغرب    بورنموث يُجبر مانشستر يونايتد على تعادل درامي    صباح المسيح الدجال:    مشروع رحلة وعي: الإطار العربي المتكامل لسيكولوجية السفر    خبير طقس: انخفاض متوقع في درجات الحرارة خلال الساعات القادمة واحتمال حدوث صقيع    دراسة: الأطفال النباتيون أقصر قامة وأنحف من أقرانهم متناولي اللحوم    مأرب.. السلطة المحلية تكرم فريق نادي السد لكرة القدم بمناسبة الصعود لدوري الدرجة الثانية    أعمال إنشائية تمهيدية لترميم سور أثري في مدينة تعز القديمة    الرئيس الزُبيدي يبحث سُبل تطوير البنية التحتية لقطاع النقل    وزارة الإعلام تكرم إعلاميات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات الناجمة عن الأمطار في المغرب الى 21 شخصا    ترامب 2.0 يعيد طرح تقسيم اليمن والاعتراف بالحوثي كمدخل لإعادة هندسة خليج عدن والبحر الأحمر    الأستاذة أشجان حزام ل 26 سبتمبر: 66 لوحة فنية متميزة ضمها متحف الزبير بسلطنة عمان    تأكيداً على عظمة ومكانة المرأة المسلمة.. مسيرات نسائية كبرى إحياء لذكرى ميلاد فاطمة الزهراء    جوهرة الكون وسيدة الفطرة    شبوة.. حريق داخل مطار عتق الدولي    مرض الفشل الكلوي (32)    هيئة الآثار والمتاحف تنشر القائمة ال30 بالآثار اليمنية المنهوبة    الصحفي والمراسل التلفزيوني المتألق أحمد الشلفي …    أسياد النصر: الأبطال الذين سبقوا الانتصار وتواروا في الظل    ست فواكه تقلل خطر الإصابة بأمراض الكلى    بدعم سعودي.. مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا يقدم خدماته ل 7,815 شخصا    منتخب الجزائر حامل اللقب يودع كأس العرب أمام الإمارات    الله جل وعلآ.. في خدمة حزب الإصلاح ضد خصومهم..!!    ضرب الخرافة بتوصيف علمي دقيق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اقسم الذنب إنه ذنبكم!!!
نشر في التغيير يوم 10 - 03 - 2017

اولا و قبل كتابة أي حرف ، اهدف الى التأكيد ان في قلبي ايمان بالله لو اجتمع الايمان في كل قلوب المؤمنين لما ضاهى و لا حتى طال ايماني انا وحدي بالله و بقدره خيره و شره. لذا لا يأتيني من يجادل او يكفر! فقد اصبحت حرفة من لا ثقافة له! كلي ثقة ان" الأعمار" بيد الله وحده. واثقة ان القبر " مكان" سنصل اليه كلنا، انا و صاحبي و عدوي. واثقة ان الرزق بيد الله.، يوزعه اين يشاء ، كيف يشاء. الله حر بنعمه اما نحن فنعمل، نكد و نسعا لكن بدون التوفيق منهيضيع كل كدنا هباء او نتوفق ان شاء. الرزق طبعا ليس بمعنى المال فقط ، و انما الصحة ، الجمال، الهوية ، الحب، الأسرة، البنون، الذكاء ، النجاح الوظيفي و كل شيء ، كل شيء بيد الله. لا تتفكر لماذا و كيف، انه ليس شأنك ، بل شأن الله.
انا اليوم لأول مرة لن احكي قصة عن الوطن اوعن هم من هموم اليمن. أحكي هذه المرة قصة صديقتي التي لا يعرفها أحد. لا يهم ان تعرف اسمها لأنها اساسا ما عادت حية ، باتت ساكنة حفرة اسمها قبر لكن يكفي ان تتخيل انها احدى قريباتك لكي تحسبما سأكتبه. صديقتي لم يستهدفها صاروخ سعودي ، و لا قنصها قناص حوثي ، لكنها للاثنين ضحية ! غزل الاثنان شبكة سقطت في فخها هي ، كانتفراشة جميلة بين خيوطها اختنقت، تفتتاجنحتها فماتت. هل تفهمني؟ معلوم علم اليقين ان الأعمار بيد الله ، لكنهم كانوا السبب و الله يسبب للأجل اسباب. اناس تموت مرض، ناس تموت قصف، ناس تموت حوادث ، ناس تقضي غرق.... اما صديقتي– قاتلهمالله - فموتوها قهر! انهم السبب في الضغوطات التي اطبقت على قصبتها الهوائية و منعتها من التنفس. انهم السبب في شعورها باليتم معظم الليالي. كانت كثيرة التلفت في كل صوب منذ اندلاع الحرب كأنما تسأل روحها:-"إنا صدق؟ هي هذه اليمن؟ " انهم من سكب في كيانها فيضان من اليأس. انهم جواب لكل سؤال "من" ؟ من احزنها؟ هم . من قهرها؟ هم. من ابكاها على اليمن؟ هم. من امرضها؟ هم. من رفع ضغطها حتى انفجر العرق في دماغها. هم. من انامها ليلا و دمعتها على خدها؟ هم. من اهانها لأنها غير آمنه في وطنها؟ هم. من قتلها دون سلاح؟ هم. من عندما ماتتوقبل ان ُتوارى الثرى علقت في عنقهم ذنبها؟ انهم هم. فلا اطباء ماهرين انقذوها ، لأنهم ما طاقوا البقاء في اليمن ،لماذا؟ بسببهم هم.
يتحكم بالأطباء"مقوت" ، ُيجبر الأطباء على تنفيذ اوامر راعي حمير ، استيقظ ليجد نفسه في مستشفى" مدير"! لا مطار مفتوح ليسعفها اهلها ، و ينقذونها. صحيح ان اغلاق المطار بسبب حرب ،لكن من سبب الحرب؟انهم هم!
كانت صديقتي صحتها صحة طفلة. لم يكن فيها لا داء و لا علة. لا هي مصابة بمرض الكبد، و لا القلب، و لا الكلى، و لا سكر و لا ضغط ولا أي مرض! لكن رأيتها بعيني تموت رويدا رويدا... بمرض عضال! كانت تشير الى قلبها و تمازحني قائلة :-" القهر ، هله." اليوم انا لا منطقية ، لا عقلانية ، لا بل انا اليوم مع سابق الاصرار و الترصد ، لا مانع لدي في وصفي، مفترية ،مفترية، مفترية ! قتلتم من صغارها امهم ليت ربي يهديكم ما اعطيتموها هدية. قتلتم صديقتي و يتمتم صغارها الأربعة ، الله لا اذاقكم بصر و لا عافية و لا لقمة هنية." استغفري الله "قال لي متحذلق ، استغفره انت اما انا فأتوب اليه لكن ليس من كلامي لكن من وجودهم في حياتنا .فوجودهم خطيئة تتجاوز خطيئة الزنا و شرب الخمر و كل الفواحش المخزية ! ماتت صديقتي و ذنب موتها في اعناقهم. ماتت قهر! مثلها كثيرات و كثيرون انا لا اعرفهم، لكنني اعرف صديقتي. اعرف وجهها، صوتها، لون عينيها. اعرف كم تحب صغارها. كم تدعي لليمن في صلاتها. عقب انفجار العرق في دماغها اسعفها اهلها الى افضل مستشفى في صنعاء. في اليوم التالي انفجر العرق الثاني و تسبب في نزيف في الدماغ. توقفت عن العمل اعضاء جسمها. قال الأطباء كلمتهم. المريضة ماتت سريريا. يا للقشعريرة سرت في جلدي سرا و علانية. صغارها يا ربي ارحمهم ، اما ابوهم فكلها شهر و يأتيهم بزوجة أب و سيشهدون مسرحية! بقت صديقتي في مستشفى هو الأفضل لكنه ضعيف ، في بلد كل ما فيه ضعيف، اطباء ضعفاء ، انا اول الضعفاء. اشعر بضعفي الشديد. الا تشعر أنت الآخر انك مثلي ضئيل و ضعيف؟ نحن ُعزل في بلد ٌيقصف فإن لم يكن الضعف حالنا فمن اذن الضعيف؟ لسنا صامدين ، نحن ننهار يكفي كذب و حذلقة يا سمج يا سخيف! حررونا من جهادكم ، حررونا من ثقافة الاستشهاد والموت انه ليس نعمة و لا عطر في تربة كما تزعمون بل هو حتف مخيف. ظلت على قيد الحياة بالأجهزة حتى توقف القلب و الدماغ عن العمل. ما عندهم حجة. عيشة هذه التي يجرعنا اياها عصابة " الغاغة" ام نقمة؟ العقل عقلها ، رفض المضي و القلب ، قلبها صديق وفي.، تمرد هو الآخر على المضي و اتفقا على التوقف عن أي مزيد. ماتت وخلفت عرش مهيب. صغارها الأربعة يتزاحمون في زواياه مثل صغار قطة يرضعون، يتحسسون بأصابعهم عباية امهم ، يقتفون بحاسة الشم بقايا عطر امهم. من احرمهم من امهم؟ انهم هم!
داهمتني الذكريات المشتركة بيننا. اغمضت عيني سمعت صوتها ، رأيت ذقنها و عينيها و لون عينيها ، لون الزهور في قميصها. ياما تكلمنا عن الصغار و صعوبة تربية المراهقين. تكلمنا عن الطبخات ، الوتس ، الموضة ، الفنانين ، الأسعار ، و بالوعة الساسة في بلادنا. تكلمنا عن عمار العزكي حين بكى فأبكى كل اليمنيين حين قال وسط دموعه " يكفينا حرب". حكت لي عن الطالب الذي رأى استاذه في مطعم يعمل كطاهي. حكيت لها عن سيدة الأعمال التي اضطرت لتحيا ان تبيع صحون الكعك في البقالات. وصفنا شعور اليمني و اليمنية و هو يقتات من القمامة و هو لا قطة و لا كلب و لا من الدواب دابة. اوشوشها كله منهم "هم" ، الله يلعنهم اولاد الكلب! تردد آمييييييين. الله يرحمك يا صديقتي، انتِ الأن في مكان افضل ، لا فيه ساسة نجسين و لا حتى شيطان رجيم. ثم نشعر بالكآبة تجثم على صدورنا فنخرج موبايلاتنا و نقرأ نكت. امطار غزيرة من النكت. اذكر اننا لم نضحك و لا مرة. إن ضحكنا كان ضحك قهر.
في الختام... الله يرحمك يا صديقتي. زرتها في المستشفى و رأيت صغارها. منظر لا يوصف منظر طفل تموت عنه الأم. ان انتهت الحرب او لم تنتهي فقد دخل صغارها كتاتيب اليتم. من لقنهم درس اليتم؟ انهم هم! كنت اسمع داخلي نحيب. عالي ،قوي مخيف. انتقم لها يا رب يا سميع يا مجيب ممن موتوها قهر، و يتموا صغارها غصب. سيسألها معاريفها و هم كثر عند ابواب الجنة، صاروخ مثلي؟ و ستهز رأسها نفيا. سيسألها آخر ، طيب جوع؟ مرض؟ كمين؟ وتهز رأسها نفيا. يسألونها ماذا أتى بك الى هنا ، الى حيث يفارق المرء احبابه؟ سترد هي... انهالقهر و القهر يميت. هناك في بلادنا اليمن اناس يميتون الناس قهرا ، و الله اذا احب عبد ، يختار ان يعيد الي رحابه احبابه.
لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام
https://telegram.me/altagheernet


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.