ببساطة متناهية وبعيدا عن التكلف، تغمر الروحانية نفوس اهالي القرية وتدخل .إلى أعماقهم دون استئذان، تأتيهم طائعةً لتشعرهم بقدوم شهر رمضان المبارك، وتنبئهم عن اختلافٍ واضحٍ يجري على حياتهم اليومية يقابلونه بأريحية وانشراح صدر بالرغم من قسوة حياتهم، وصعوبتها وظروفهم المعيشية وبرغم ثقافتهم البسيطة تجاه معطيات العصر التي لم ينجرو كثيرا نحوها إلا أن بهجةً وروحانية غامرة قلّ أن توجد فيمن سواهم من المدنيين الذين يطرقون الأبواب والسبل كافة للبحث عن شيء منها، ويصبح كل شيء له مدلول يشير إلى ارتباطه بهذه المناسبة الدينية. وتتولد فرحة وتفاعل خفي ممزوجه بنكهة خاصة تنفرد بها القرية خلال الليالي الرمضانيه ولايتوقف الفرح والتفاعل الخفي الذي لا يمكن قياسه أمام صعوبة برنامجهم اليومي الذي يميل إلى التعب الشديد والارهاق البدني طائعين ممثلين لربهم ولا سبيل أمامهم للالتجاء لساعات النوم الطويلة على النقيض تماماً لمايحدث في المدينة هرباً من الجوع والعطش. أن الغالبية من ابنا القرية يبدأون يومهم عقب فراغهم من أداء صلاة الفجر بالعمل بكل جدية على تفقد وتتبع مواشيهم من ابقارهم واغنامهم التي يمتلكونها، أو الانسجام والعمل في حقولهم الزراعية حسب الموسم الذي اتي فيه رمضان احيانا ياتي في الذري واحيانا في الفقح واحيانا محواض وفي مواسم ياتي في الصراب كل ذالك تحت أشعة الشمس التي لا يأبهون بتسلط أشعتها الحارقة على رؤوسهم، ويظلون على هذه الطريقة يسترقون من ساعات الظهيرة احيانابعض الوقت بغية الاسترخاء والتخفيف من عنا الشمس وحرارتها تحت ظلال الأشجار وبعض الاماكن التي فيها ظلال ، يشعرون بالعطش والجوع بمعناه الحقيقي ويصمدون باعتبار أنه من المعيب كثقافة مجتمعية سائدة إفطار أحدهم حتى ولو شارف على الهلاك اكسبتهم البيئة التي يعيشون فيها نوع من الصلابه والخشونة كما ان هدو القرية له دور كبير في التخفيف من الضغوط النفسية التي نعاني نحن منها في المدينة نكهات الأطعمة تعطي دلالةً على ارتباطها بمناسبة حلول شهر رمضان، كا اللحوح والشفوت والشربة وغيرها ومذاقها لا يقارن فليس لها مثيل وتجد المرأة القروية تلك الام والاخت والزوجه والابنة تعمل بجد واجتهاد دون كلل او ملل تعمل في إعداد الوجبات، إضافةً إلى المهام الأخرى، من جلب الماء وتربية الابناء وغيرة.... وهي امرأة ليست اتكالية، تعتمد الاسره في كل شيء على وجودها ان شهر رمضان في القرية له مذاق خاص يتذوقه ابنا الريف اما في المساء يخرجو الناس لصلاة التراويح وعند العودة تسمع اصواتهم مرحبين برمضان او مودعين له وتشعر بسعادتهم التي تستخلصها من نبرات اصواتهم لم ينخرط ابنا القرية خلف معطيات التكنولوجيا ولم يتاثرو بها كثيرا فالمجتمع الريفي مازال بعيداً عن هذه المؤثرات، الا أنه في السنوات الأخيرة أخذ بالاتجاه قليلا إلى منحى المدنية، وأصبح لا يلتزم بكل العادات المتوارثة سوى قلةٍ من كبار السن، أما الجيل الصاعد فله ثقافةٌ خاصة به في هذا الاتجاه، إذ يقترب من اقتباس بعض صفات سكان المدنية، بالرغم من ذالك الا ان روحانية رمضان والشعور بنكهة الصوم وحلاوة رمضان لا تجدها الا في القرية فتحية خاصة لك يا قريتي .... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet