يخوض الأطفال معركة إثبات من خلال صيامهم لرمضان متجاوزين مسألة سنهم الصغيرة.. وبقدر تعبهم تكون سعادتهم إنهم يشعرون بانتصارهم حتى ان أصابهم الوهن.. في أبين يتحدى الأطفال هناك حر الصيف الشديد وبعيداً عن الكبار تجدهم يحتفون بأيام رمضان بطرقهم الخاصة. الطفلة مريم أحمد علي من زنجبار كان لقاؤنا بها قالت: أنا مثل غيري من الأطفال نفرح كثيراً بقدوم شهر رمضان المبارك الذي يصوم الناس فيه ولا يفطرون، كما أنني في هذا الشهر أكون مسرورة جداً لأنني اسمع أصوات المساجد يؤدون الشعائر الدينية الخاصة بهذا الشهر الفضيل الذين يكثرون في هذا الشهر في الأسواق والمجيء إلى المنازل وواصلت الطفلة مريم حديثها قائلة: أنا عمري الآن قرابة عشر سنوات وقد تعودت على الصيام وعمري سبع سنوات وكانت تخاف عليّ والدتي من التعب والجوع وخاصة في السنوات الماضية وتطلب مني أن أفطر بعد وقت الظهر عندما تشاهدني تعبانة وكنت أحياناً اسمع كلامها وأفطر وأحياناً أقول لها خلاص تمام. أفطر واغالطها وأنام حتى قريب وقت أذان المغرب وأقوم وأفطر مع الأسرة وأضافت الطفلة مريم أنها اعتادت أن تسمع صوت المسحراتي كل رمضان في مدينة جعار لكنها هذه المرة انتقلت مع أسرتها لاستئجار منزل في زنجبار ولا تعرف عن المسحراتي هل يأتي إلى هذه الحارة أم لا وتدعو الله العلي القدير أن يحفظ أباها وأمها وجميع المسلمين وأن ينجب اليمن كل مكروه. أجهز ملابسي الخاصة بهذا الشهر أما الطفل عوض عبدالواحد الجعدني كان له رأي آخر حول استقباله هذا الشهر الفضيل حيث أشار قائلاً: أنا فرحتي بهذا الشهر الذي انزل الله فيه القرآن الكريم على نبينا محمد عليه السلام حيث أجهز ملابسي الخاصة المتمثل بالدروع أي القمصان والكشيدة والمسبحة التي اشتراها لي والدي وأذهب معه لتأدية فرائض الصلاة في المسجد وتلاوة القرآن الكريم وأتابع المسلسلات الدينية الخاصة من بعض القنوات الفضائية في أوقات ما بعد العصر والليل كما أننا نذهب مع والدي للنزهة في كرنيش الشهيد سالمي الواقع في جنوب مدينة زنجبار.. ويواصل الطفل عوض حديثه فيقول: خلال شهر رمضان نسمر أكثر الأيام مع الأهل حتى وقت السحور ونرقد صباح اليوم التالي حتى وقت الظهر وعن تجربة الطفل عوض مع الصيام قال: أكون مسروراً وفرحان عندما أفطر لأن طعم الطعام حلو والماء حلو وكل المأكولات حلوة ولكن الماء دائماً أشرب منه كثيراً ولم اسمع نصائح أهلي فكان بعد أن أفطر أشعر بالخمول في جسمي لكميات المياه الكبيرة التي شربتها وهذه العادة إن شاء الله اتخلص منها هذا العام وأضاف: إنه بعد صلاة العشاء تكون لنا زيارات إلى أقاربنا وأصدقائنا أو الذهاب إلى الكورنيش أو عدن ونتمنى أن يكون رمضان هذا العام أفضل من سابقه من حيث أسعار السلع والمأكولات والملابس ونتمنى أيضاً ألا تنقطع الكهرباء أو المياه عن المنازل حتى لا تتعكر صفو حياتهم وقال: نريد أن نكون سعيدين بهذا الشهر الفضيل شهر الخير والغفران والعتق من النار والذي تنزل فيه ليلة القدر وينتظرها كل مسلم ومسلمة. أيام رمضان جميلة وحلوة ويتحدث إلينا أيضاً الطفل ناصر شفيع ناصر حيث يقول: هذا رمضان أنا بأصوم إلى أن يؤذن المغرب لأنني مصمم أصوم هذا العام اليوم كله الحمدلله رمضان الماضي كنت أصوم إلى وقت الظهر ثم العصر وإن شاء الله أني أقدر وأنا مشتاق إلى أكل السنبوسة والباجية والشربة والبودنج والجيلي وكل أكلات رمضان رمضان حلو وواصل الطفل ناصر حديثه وقال: أنا الآن عمري 7سنوات إن شاء الله أصوم وأصلي في المسجد مع أبي وأتمنى أن تنزل علي ليلة القدر أطلب أن تحقق لي بابوراً جديداً همر باعطيه ابوي من أجل نروح نتمشى به إلى عدن وتعز والحديدة وصنعاء وأشتى أزور هذه المحافظات. أنام عند الإفطار وتقول الطفلة أمل محفوظ عبده وعمرها «10» سنوات إنها بدأت الصيام العام الماضي رغم أن أباها وأمها كانا يمنعاها عن مواصلة الصيام لأنهما يشعران أنها غير قادرة على مواصلة الصيام لأنني كنت أصوم بدون سحور ولكنها تقول الحمد لله قدرت أن اتحمل الجوع والظمأ وأضافت أنها مرة حست بالمرض فحاول أبوها أن يفطرها ولكنها في البداية رفضت ولكنها عند الحاحه عليها بالإفطار فطرت وشربت قليلاً من الماء ولم تمض إلا ساعتان وإذا بالمغرب يؤذن فنمت لافطاري ذلك اليوم وأتمنى من الله أن يعينني على صيام رمضان هذا العام لأن رمضان هذا العام جاء ونحن في إجازة صيفية ولهذا سوف نشبع نوماً طول النهار حتى صلاة الظهر نقوم نصلي مع أمي وأختي وعبودي أخي الصغير الذي يقول لي أريد أن أسهر حتى وقت السحور واسمع صوت المسحراتي وهو يصيح سحورك يا صائم لكي يوقظ الصائمين. تعليم أطفالنا الصيام أما أم سامي محمد ثابت فقالت: عندي «7» أطفال أكبرهم عمره «15» عاماً والأصغر عمره سبع سنوات، الحمد لله عودناهم على الصيام منذ أن كانوا صغاراً لكن الأربعة الباقين أعمارهم متفاوتة نحاول قدر المستطاع تعويدهم على الصيام الآن حتى وقت الظهر لكي يتعودوا على فضائل هذا الشهر العظيم وأيضاً إرغامهم بالبقاء في البيت حتى لا يتسببوا في أذية الأمهات من خلال لعبهم في الحارة ونسهر الليل ونحتاج إلى راحة البال والابتعاد عن مصادر الإزعاج ولهذا نقوم بنصح أولادنا بأن لا يقوموا بإزعاج الجيران ولكنها تقول إن أحد أبنائها ما زال صغيراً ما إن يسمع صوت الأطفال حتى يهرع خارج البيت للعب مع أقرانه الصغار لأنه لا ينام ويحب اللعب كثيراً ولكن الحمد لله أطفالي أكثر استماعاً للنصيحة والمعرفة، ورمضان كل عام يجيب الخير معه ويشيع الألفة بين الأهل والجيران وهذه من نعم هذا الشهر الكريم. التقرب إلى الله وتقول الطفلة هناء علي السقاف «12» عاماً عودني والدي على صيام رمضان وعمري عشر سنوات ورمضان السنة الماضية صمت رمضان كاملاً مع الأيام البيض والحمدلله لم أشعر بأي شيء عند صيامي سوى في اليوم الأول واجهت فيه العطش ووجع الرأس وأصبح الأمر عادياً عندي في الأيام التالية وأضافت الطفلة هناء: إن الإنسان عندما ينوي الصيام يشعر بأنه يدخل عالماً جديداً فيه روحانية وإحساس غريب يتقرب فيه إلى الله.