لا أعرف متى كان ذلك تحديدا ، وأغلب الظن أنه كان قبل 16 أو 17 سنة وكان قد إتصل بي الصديق العزيز حسن عبد الوارث ذات يوم وقال لي : أطلب منك خدمة شخصية ، فقلت له تفضل ، فقال : الأخ عرفات مدابش تم إيقافه عن العمل في " الثوري " ويعيش ظروفا صعبة ، فأرجو أن تجد له فرصة عمل معك في جريدة " الإتحاد " الإماراتية التي كنت أراسلها من صنعاء حينذاك . أستطعت إقناع مدير تحرير الإتحاد حينها الأستاذ علي أبو الريش بإعتماد عرفات معاونا لي في تغطية الأخبار اليومية وإجراء الحوارات والتحقيقات وخاصة عند سفري خارج اليمن ، وأشهد أنني من خلال تعاملي معه ، وجدت فيه صحفيا متمكنا يمتلك قدرات عالية في صنع الخبر وصياغته ، وكانت لديه شحنات من الحماس الذي لا يفتر للعمل والسعي المستمر للتطوير والإبداع في هذا المجال ، ولذلك استطاع أن يفرض نفسه بظهور إسمه كمصدر للخبر في الصفحة الأولى من جريدة الإتحاد التي كانت تعد من المصادر المهمة لوكالات الأنباء العربية والعالمية في نقل الأخبار ، وتلك كانت بداية بزوغ نجم الفقيد عرفات في عالم الصحافة . ومرت الأيام .. وإذ بجريدة جديدة صدرت في أبو ظبي وهي جريدة " أخبار العرب " ، وكان أن صادف وجودي هناك مع بداية ظهورها ، فقمت بزيارة الجريدة والتقيت بمدير تحريرها وعرفت أنهم يبحثون عن مراسل في صنعاء فرشحت له عرفات ، وبعد فترة تجربة قصيرة جدا تم إعتماده والتعاقد معه براتب أعلى مما كان عليه في الإتحاد ، فأصبح يعمل في الجريدتين لفترة ، بعدها وجد نفسه مجبرا على ترك الإتحاد ، ولذلك قصة أخرى ليس هذا مجالها . صحيح أننا ، الفقيد وأنا لم نعد بعدها نعمل سويا ، وبالتالي لم نلتق كثيرا وخاصة بعد أن تم تعيينه مراسلا لراديو سوا ، ثم جريدة الشرق الأوسط فيما بعد ، غير أننا إحتفظنا بعلاقة صداقة خاصة حتى وفاته رحمه الله . ومرت الشهور والسنوات .. وعندما نال جائزة الصحافة من راديو سوا قبل شهور ، إتصل بي وأنا في الخرطوم بعد علمه بنيل الجائزة مباشرة وكان ذلك بعد منتصف الليل وقال لي : آسف لإزعاجك ، لكني أردت أن أخبرك بأنني قد حصلت على جائزة كذا وكذا ورأيت أن أشاركك هذه الفرحة فأنت أول من أخذ بيدي ودعمني وكذا أخوك علوي رحمه الله . رحمك الله يا عرفات رحمة واسعة ، وأسكنك الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ، وسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا . إنا لله وإنا إليه راجعون . الخرطوم 14 / 11 / 2017 .... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet