غدا تحل الذكرى السنوية الأولى لفقيد النضال العميد محمد طربوش سلام نتذكر فيه روح العزيمة والبذل والتضحية التي تدعو الى الفخر بإنسان له بصماته ومكانته، كتب اسمه في لوح القدر وحسابات الزمن. في ذكرى رحيله،غاب عنا جسدا، لكنه لم يغب عن قلوب الأحبة والاصدقاء روحا ومواقف متجذره في الأعماق، فمآثره محفورة في ذاكرة الوجود والحضور الانساني لا يغفلها الدهر ولا يمحوها التاريخ من قوائم البطولة والشرف. واشير بداية الى ما يربطني به من وشائج وثيقة منذ بداية السبعينات وهي تلك الوقائع والاحداث التي كان لنا شرف المشاركة الفاعلة فيها دفاعا عن مبادئ واهداف ثورتي 26 سبتمبر 1962 م و14 اكتوبر1963م، وبتماسك وترابط وثيق في مرحله عصيبة من التاريخ نضالا وكفاحا. التقينا في تعز وبعد ذلك في صنعاء كرفاق سلاح يجمعنا نداء الواجب الوطني كمقاتلين مدافعين عن حقنا وجودا ومصيرا على ارض يمننا الغالي. ومرت الايام وتجدد لقاؤنا في تعز بعد فشل حصار السبعين يوما على صنعاء في 8 فبراير 1968م حيث وجد الفقيد طريقه لينضم الى هيئة التدريس بمعهد القادة بتعز (المركز الحربي سابقا) وكنت ايضا في تعز وعلى تواصل ولقاءات دائمة وكان الفقيد يتمتع بقدرة تحمل وصبر في مواجهة الظروف والمحن القاسية التي مر بها. وقد عرف الفقيد المناضل محمد طربوش شجاعا مقداما كرجل عسكري ومثقفا وسياسيا واعيا. أتذكر احداث الشمال والجنوب عام 1972م وما نجم عنها من مواجهات ومعارك دامية اعتقل وسجن بسببها الكثير من الوطنيين عسكريين ومدنيين. وفي خضم تلك الصراعات كنا سويا من بين الضحايا الذين يدفعون ثمن تلك المصالح السياسية المثيرة للجدل ولم نكن بعيدين او منعزلين عن من يتحقق بهم هدف سياسي او ضغائن واحقاد وكان طبيعيا ان نكون معا في المعتقل السياسي في القلعة بقصر السلاح وفي قلب العاصمة صنعاء حيث كان الامام يحبس الوحوش الكاسرة من البشر الذين كانوا يثيرون الرعب في قلبه ويخاف من وثبتهم الحرة الجريئة امثال القردعي والرصاص وفي زماننا عبدربه العواضي . لذلك فإن الذين خطفوا الثورة وصادروا روحها اتخذوا من اساليب الامام ما يجعلهم اقدر على اتخاذ السجانين القساة الاشد غلظه وهناك مآس وويلات مررنا بها بتعاقب الزمن وتقادمه ليس هنا متسع للحديث عنها الا بما ظهر منها وما بطن فألامس يقابله اليوم او ان الليلة اشبه بالبارحة ، لذلك فلا يأس مع الحياه ولا حياة مع اليأس. في الختام اشير ان تواصلي مع الفقيد لم ينقطع الا بعد ان اختار عدن مقر اقامه دائمة فكان آخر لقائي به عام 2003م عندما تم توزيع بطاقات مناضلي الثورة اليمنية من الدفعة الاولى الى السابعة وكانت هناك ترقيات ومستحقات مكتسبه، لكن الاحداث حجبت تلك المكتسبات عمن يستحقها واعطيت لمن لا يستحقها. الرحمة والخلود للفقيد والصبر والسلوان لأهله وذويه ومحبيه. .. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet