اجهزة الدولة لكي تؤدي دورها يجب ان تدار برأس واحدة ، وجود رأسين او اكثر لا ينتج عنه سوى الخراب وتعطل الحياة كما نراها في عدن. عدن اليوم واقعة تحت وطأة صراع وتناطح رأسين: الأول : هو المجلس الإنتقالي كيان له اجندة معلنة هدفها انفصال الجنوب ، لا يتعاون مع الحكومة ولا يعترف بها، ويحظى بتأييد الوية عسكرية تأتمر بأمره مع رضى وتمويلعلني من دولة الإمارات ،لكن مصدر قوته الرئيسي هو استحواذه على تأييد الأغلبية في الشارع الجنوبي . الثاني : هو الحكومة الشرعية ، حكومة ضعيفة يكاد تواجدها يكون شكليا ، تلاحقها الإتهامات بالفساد ، ويقتصر تواجدها على التغطية الإعلامية ، الويتها العسكرية قليلة العدد والعدة ، وهي وان كانت تحظى بتأييد المجتمع الدولي فإنها تفتقد للتأييد والإلتفاف الشعبي الذي يستحوذ عليه الإنتقالي بشكل شبه كامل . وبين فكي الكماشة او حجري الرحى وجد المواطنين العاديين انفسهم ، فهم مادة الطحن اليومية لهذا الوضع المشوش المضطرب ، وتصل المعاناة الى حدودها القصوى كلما تحول الخلاف بينهما الى صدام وكثيرا ما يحدث . نداءنا هذا موجه بصورة خاصة للإنتقالي ، فهو القوة المسيطرة والقادرة على الحسم ، نقول لهم حالة الناس لم تعد تتحمل المزيد من المعاناة التي تتسبب بها المماحكات والمكايدات واحيانا الصدامات بينكم وبين الحكومة الفاشلة ، ولأن الحكومة اثبتت فشلها وعدم قدرتها على تحقيق منجز يخفف من بؤس وضيق وشقاء الناس ،ولا فائدة ترجى منها ، تقدموا واحسموا وتحملوا المسؤولية كالرجال . هذه الخطوةسوف تحظى بتأييد الشارع دون شك ، فهي الأمنية التي عبرت عنها الجماهير في كل مناسبة وهذا التأييد هو المهم ، صحيح انها قد لا تحظى بتأييد كل اطراف التحالف وهذا محذور محتمل .. ليكن .. ضعوا الجميع امام مسؤولياتهم ، قولوا لهم انكم لا ترضون على انفسكم ان تكونوا جزء من وضع رمادي يتسبب بمعاناة هائلة للناس ، وانكم لا ترضون لأنفسكم دور شاهد الزور او ان تكونوا جزء من هذا الوضع الشاذ . حسم الأمور لن يأخذ منكم اكثر من 48 ساعة وخلفكم تأييد جماهيري كاسح للشارع الوفي الذي يستحق منكم وقفة جادة تضع حدا للعناء والمشقة التي يكابدها لسنوات ،وهو دين مستحق لشعب لم يتخل عن ثقته بكموتأييدكم وشد ازركم ومناصرتكم حتى في احلك الظروف . اذا حسمتم الأمور فلن يحاربكم احد حتى لو كان ضدكم او غير راض عن خطوتكم ، الجميع سوف يأتون اليكم ليفاوضوكم ويعرفوا ما هي شروطكم ، فالشعب معكم وهذا يكفي فمن كان الشعب معه لا يخشى العواقب ، والمجتمع الإقليمي والعالمي سيتعامل معكم حتى لو لم تمتلكوا ما يكفي من السلاح ، فلا سلاح اقوى من ارادة الشعوب . وعلى مستوى الخدمات سوف تتوفر تحت طلبكم اجهزةوموارد تكفي لتوظيفها في حل المشكلات الخدمية التي يعاني المواطن انهيار منظومتها ، والتي فشلت الحكومة الحالية طيلة سنوات في وضع حد له . ما تحتاجونه للنجاح هو الإعتماد على الكفاءات وليس اهل الثقة وحدهم ، وتفعيل القضاء ، وتأكيد سيادة القانون ، وبعدها كل شيء سيسير بصورة مرضية ومبشرة . استفحل الداء ومعاناة المواطنيناستطالت ولم يعد بالإمكان تحمل المزيد منها، وربما ان الحاجة الى عملية جراحية سريعةاصبحت ضرورة ملِّحة ، اذ مثلما ان الأجسادتحتاج اليهاأحياناً لتنقذها من الموت ، كذلك الأوطانتحتاج اليها احياناًلتنقذها من الضياع .