ماذا يريد الشعب من الرئيس هادي؟ السؤال مطروح بقوة متصاعدة ،ومن واجبه أن يتفهم السؤال وما يتبعه من استحقاقات يفرضها موقعه على رأس الدولة . بشهادة واقع المعاناة العامة وهذه الهبّات غير العصية على الملاحظة فإن الأبجديات تفرض الحاجة للاعتراف بأن الإدارة الانتقالية ستبقى مراوحة عند التنقل من فشل إلى آخر في وجود حكومة بهذا الضعف وهذه الهزالة وهذا الاستهتار الذي يكفي لإثباته أن رئيس الحكومة الذي أدهش المراقبين وهو يقول "لا أدري" هو نفسه الذي انتهى من فرض الجرعة القاتلة على الشعب ثم ذهب للفسحة في أسواق أبو ظبي ودبي غير عابئ بمعاناة الناس. ثمة سؤال يتطاول ليصبح في ارتفاع جبل النبي شعيب: هل يستحق الشعب اليمني حكومة أفضل من حكومة "لا أدري"؟ هذه حكومة ضعيفة الرؤية ،فاشلة في إدارة مصالح الشعب، غير أمينة، لا ترعى سوى نزوات قيادات حزبية انتهازية ومترهلة ومصالح هوامير الثراء من تهريب المشتقات بسعرها السابق والثراء أكثر بأسعار ما بعد التجريع. وبعدما حدث ويحدث من فشل وتجريع يبدو الرئيس كما لو أنه أمام خيارين أحدهما فوق قدرة الجغرافيا والتاريخ على التحمل ،والثاني يجمع بين كونه ضرورة وبين أنه سهل وفقاً لكل الظروف الموضوعية التي تحيط بالواقع اليمني. في يقيني ما يزال الناس يؤملون في الرئيس خيراً بحيث ينحاز إلى مطالبهم فتكون الفاشلة كبش فداء يتم استبداله بحكومة كفاءات لا محاصصات .. حكومة أمينة على مصالح الشعب.. حكومة "تدري" وتعوض عن فساد أعوام ارتفع فيها شعار التغيير والثورة فإذا "البورة" هي ما يتسيد المشهد برمته ،مخيف جداً أي استمرار في تفضيل خيار سقوط الدولة على خيار إسقاط مستحق للحكومة.. الناس يؤملون في الرئيس خيراً في أن يخفف من أوجاعهم .. يلجم الضعف والفساد بحكومة ترتقي إلى مستوى القدرة والأمانة على تطبيق مخرجات الحوار الوطني.. وغير ذلك ليس سوى استدعاء للشيطان .