أتعاطف مع تشديد رئيس الجمهورية على مواكبة الإعلام للنهج الوطني وفقا للمصلحة الوطنية العليا ، وأتفق معه على أن بعض القوى لاتزال تعمل على التحريض، ولكن ..عندي سؤال مزدوج لا يتحذلق ولا يراوغ ولا يطلب معلومة متخصصة من مكتبة الكونجرس الأميركي أو دائرة المعارف البريطانية. مضمون السؤال هل هذه حكومة مؤهلة للقيام بتنفيذ مصفوفتها العتيقة ومصفوفة مخرجات الحوار، وما الذي يجعل الرئيس يتمسك بهذه التشكيلة، مع أنها لا تفهم إلا في التجريع وربط أحزمة السفر وعدم الالتفات للنقد بشقيه البناء والهدام ؟ والصدق أنني حاولت دعم الحكومة بخليط من الكذب والتجمل و" الفزعة "، من باب لعل وعسى، ونافذة التمس لحكومة بلدك الفاسدة سبعين عذرا، وقلت لنفسي لماذا لا أجرب التطبيل والترويج للفاسدة الفاشلة؟ لكنني لم أفلت من بعض المنفعلين إلا بأعجوبة . وبعد ظهر الأمس قلت لنفسي: ما دام الرئيس يريد من الإعلام تغيير النظرة، لم لا أركب الميني باص، وأرد على سجالات التشاؤم بأغنية "الدنيا ربيع والجو بديع" و"يا سلام ع الجرعة".. وعلى القرار الضرورة برفع سعر المشتقات . وأعترف بأنني تراجعت عن فكرة الغناء و" المكارحة " في أول جولة، عندما شممت رائحة أعصاب ساخنة للركاب والسائق، فيما كان أحدهم يتحدث بمنطق وانفعال عن طالبة سنة خامسة امتياز في كلية الطب، حيث تحتاج للانتقال من المطار إلى أحد المستشفيات الحكومية التعليمية حوالى 700 ريال بالإضافة للانتقال من وإلى الجامعة. اضربوا المبلغ في عدد أيام الشهر ليطير مرتب والدها البسيط، وبالمرة اشترطوا صومها عن الأكل والشرب . أن يكذب الإعلامي في تلفزيون الحكومة وصحفها فقد يتعرض للعنف الكلامي من الناس عن بعد، أما أن يكذب داخل الباص فهي مغامرة لن تعصمه من (الهزورة)حتى لو كان يحمل الحزام الأسود للرئيس الروسي بوتين . ومن واقع تجربة ميدانية مع فكرة تلميع الجرعة في الشارع، صار من واجبي كعضو في مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين أن أحذّر بعض زملائي في فريق التطبيل الحكومي بالقول :لا مانع من جهود إعلامية ترفع الصدور المترهلة للسياسة الحكومية عبر أثير التلفزيون والإذاعة وأحبار المطبعة، أما الانتقال بالورنيش إلى الباصات فهي مغامرة غير محسوبة العواقب، وحرام أن يسكب إعلامي الجلّ ويسرح شعره ويربط الكارافتة، ثم يجد نفسه ضحية أمام رقصة عنف في فيلم عن الهنود الحمر.