أنصار المؤتمر، وأنصار المشترك، وأنصار القبائل، وأنصار الحوثي، وأنصار الحراك، وأنصار الشريعة، وأين صار اليمن؟!! إني أتجرع، إني أغرق، إني أغرق، لا تكذبي يا حكومة أني رأيتكما معاً، ودعي الجرع فقد سئمت الجرعا. وأنا لا أفهم بالجرع ولا في البرع ولا أتقن رقصة الشرح، لكنني سمعت مقوتاً يقول فوق الباص: إن هناك علاجاً لل”الصلع”، وهو أنك تدوّر على بقرة تلحس بلسانها على رأسك فتنبت الأشجار؛ أقصد الأشعار، قصدي الشعر. والسابقون اهتموا بزراعة الشعر، واللاحقون اهتموا بزراعة البحر طحينية، والصديق وقت الضيق يسوّي لك رنة، والحكومة وقت الضيق تنزلك جرعة جديدة، والمؤتمر والمشترك شريكان في “الجربة” وفي “الجرعة” أيضاً سوى سوى، وأنا وشادي تربينا سوى. سبحان الله عشنا وشفنا المؤتمر ينتقد الجرع، وعشنا وشفنا المشترك يتغزل بالجرع. وقديماً قال الشاعر: لا تنه عن جرع وتأتي مثلها، وحديثاً قالت جدتي: “رجْعتك فجعة يا جرعة”، وواحد صاحبي قال جده: “جبتك يا عبدالمعين تدلعني لقيتك ياعبدالمعين تجرعني”، وفي رواية عيال حارتنا:”فرحنا بالوفاق يدلعنا فكك عيونه وجرعنا”، وصدق صاحب عربية البطاط حين قال: “كل من يرى حماره فرس، وحماري هو الرابح الأكبر من الجرع”. ولكن لماذا رفعوا سعر الديزل بالذات؟ ربما لأن بوعزيزي أحرق نفسه بديزل، وهم يشتوا يشجعوا الشباب يحرقوا أنفسهم بالبترول السوبر؛ لأنه صديق للبيئة مثله مثل: سوبر شل منه ناوله، والجرعة من باولة، أو ربما لأن الكيلو المانجو بمائتي ريال، والمفروض تكون الحبة بمائتين؛ لأننا نعيش في عصر الفراولة يا بتاع الفراولة، ربما لأن الطماطم أصبحت عاقلة فنزلوا جرعة علشان تكون مجنونة على طول. ونحن شعب محظوظ نحصل على جرعة حكومية، ومعها جرعة مسرحية برلمانية مجاناً..! والأصح أن كلاهما ينفع لتقديم برنامج جرعة اليوم بدلاً من طبق اليوم، وفي نهاية الحلقة يطلبان من الشعب أن يختار: جرعتنا وإلا جرعتهم؟ جرعات المؤتمر “بترول”، وجرعات المشترك “ديزل”، والبلد معشقة “ريوس”، والشعب كل شويّة ينزل يدهف، ومع كل دهفة جرعة، والأسعار بيجوت أربعمائة وسبعة خط طويل، والمشتقات سميت مشتقات؛ لأنها مشتقة من القات، وأنا أشهد أن القات الذي خزنوا منه قبل تنزيل الجرعة قات أصلي، يثبت أن الكراسي ستظل دائماً ولادة للجرعات، وإننا نتطلع للمضي جرعاً. بصراحة نحن شعب طافش من الجرع، رجوعنا إلى الجرع أشبه بالانتقال من الرقص الهندي إلى البرع، وياذاك قل لذاك خسارة الصوف ولا خسارة الخروف، والشعب حتى اللحظة دور الفائدة ما روح رأس المال، والجرعة في عين الحكومة غزال، ولا يجب بأي حال أن نصدق كلام العذال في حكومة الوفاق، فاليمن تعاني من البطالة؛ لأنها كلها أبطال، وهذه الحكومة تستحق التحية؛ لأنها كانت حكومة تصريف أعمال، وأصبحت حكومة تصريف الجن، وتجريع الإنس. عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه.