مع بدء العد التنازلي لانعقاد المؤتمر الوطني للحوار واقتراب موعد اجتماع أصدقاء اليمن، تبدو المعضلة الكبرى التي تواجه اليمن اقتصادية وليست سياسية، ذلك أن تأثير الانهيار الاقتصادي مباشر على حياة الناس اليومية. تبدو الحكومة وكأنها تبيِّت لجرعة جديدة هي الجرعة الربيعية الثانية، ولسان حالها جرعتك بالربيع.. جرعتك بالصيف.. جرعتك بالشتاء.. جرعتك بالخريف.. جرعتك بالفصول الأربعة. في حين يرفع المواطن المغلوب على أمره شعار (إني أتجرع، إني أغرق، إني أغرق). كل الحكومات تتطلع إلى المضي قدما إلا حكوماتنا تتطلع إلى المضي "جرعا".. فهي وبلا فخر حكومة "ولادة للجرعات". الحمدلله الذي أحيانا إلى اللحظة التي نرى فيها المشترك يتغزل بالجرع والمؤتمر ينتقدها. الشعب محتاج جرعة معنوية.. وجرعة أمل، وخفض أسعار لكي يتفاءل، مش ناقص جرع اقتصادية فوق الفقر اللي بيعيشه. كيف تعرف أن هناك جرعة في الطريق.. فهناك أكثر من علامة: أولها: معروف أن حكومة الوفاق ديزل ولذلك فإن أي جرعة تنزلها يسبقها " أزمة ديزل" ولو تلاحظوا هناك أزمة ديزل خانقة تعيشها العاصمة وبعض المحافظات منذ أيام. الأمر الثاني فرض الحكومة لحزمة جديدة من الضرائب على بعض السلع منها تذاكر الطيران، والسجائر، والهاتف المحمول، والأسمنت، وطبعا الزيادة في الضرائب ستؤدي بدورها إلى زيادة أسعار العديد من السلع . يعني الجمعة الجاية جمعة "جرعة مباركة". اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.