إنه الثائر الوطني البارز والقائد الشجاع والإنسان البسيط والمثقف المتميز والمتواضع علي صالح عباد " مقبل " الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني سابقآ وأحد قيادات ثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م والإستقلال ودولة الجنوب . هذا الرجل عرفته ساحات الجنوب والشمال مناضلا مخلصا وصادقا وبسيطا ببساطة الإنسان العربي ... من أوائل الملتحقين بحركة القوميين العرب فرع اليمن وكان يعتبر مع رفيقه الشهيد القائد فيصل الشعبي قائد حركة القوميين العرب فرع اليمن من مفكري ومؤسسي التنظيم السياسي للجبهة القومية لتحرير الجنوب ورغم الظروف التي مر بها الجنوب منذ الإستقلال الوطني في ١٩٦٧م فقد ظل مخلصا ووفيا لمبادئ وقيم الثورة والتنظيم السياسي منزها من الأحقاد والكراهية والاقصاء و مدافعا أمينا لقيم النضال الوطني ومنافحا عنيدا وصلبا في مواجهة كل التحديات التي واجهها خلال مسيرته السياسية النضالية متجردا من اللهث وراء مصالحه الشخصية ... حين تقلد مسؤولية وقيادة الحزب الاشتراكي اليمني بعد حرب ١٩٩٤م المشؤومة رفض الانصياع لأوامر وارداة المنتصرين حينها في التخلي عن الحزب ورفاقه المشردين مقابل امتيازات مادية كبيرة تغنيه عن شظف العيش واستمراره بالنضال الوطني الصادق وباعتراف الأعداء والأخوة والرفاق فقد تمكن من الحفاظ على بقاء الحزب وكوادره ورفع رأية القضية الجنوبية كقضية رئيسية للحزب وفي أول مؤتمر للحزب قدم استقالته من قيادة الحزب وظل عضواً في قيادة الحزب حتى اليوم وهو على فراش المرض بعيداً عن أي رعاية واهتمام سواء من الجهات الحكومية أو من رفاق دربه ونضاله وممن دعمهم ودافع عنهم طيلة مسيرته . القائد مقبل اليوم أعتقد إن ما يؤلمه وهو على فراش الموت لا يحزنه غير تنكر رفاق الدرب والنضال والثورة وهذا النكران يشكل غصة في حياته فهو ربما كان يتوقع منهم السؤال والدعاء له بالشفاء فقط ولا نعتقد أيضاً إنه ينتظر منهم الرحمة والإغاثة والدعم المادي لقناعته بأن رحمة الله كبيرة وواسعة . شفاك الله أيها القائد الصنديد ونسأل الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته ... ولا عزاء لمن خذلك من الرفاق والجهات الحكومية . *كاتب وباحث