تمر علينا ذكرى ثورة الشباب السليمة، هذه الثورة التي قامت ضد صناع الإرهاب، وصناع الفقر وصناع التخلف باسم التقدم، وصناع اللامسوؤلية باسم المسؤولية، وصناع الفساد باسم الإصلاحات، وصناع الأزمات باسم حلحلة المشاكل، نعم أقولها بمليء الفم نحن عندما قمنا بثورة ثرنا على من صنع لنا الإرهاب الحوثي ليؤلم الشعب اليمني اليوم، ثرنا ضد من دعم القاعدة وعمل على تنميتها، وأفرج عن العديد من مساجين القاعدة ليزرعو الإرهاب في بلادنا. ثرنا ضد من جوع الشعب اليمني وأدخله في حضيض الفقر والجوع والمرض، ثرنا ضد من حولوا بوصلة الجيش والأمن من أمن اليمن لأمن مقدراتهم ومكتسبات أيديهم التي نهبوها من الشعب اليمني، هذه حقيقة ثورتنا.. اليوم نعاني من بعض الصناعة التي أورثها لنا النظام السابق، ألا وهي ميليشيات الحوثي الإجرامية هذه الميليشيات التي صنعها النظام السابق، وعمل على تنميتها قبل أن يسلمها معسكرات الجيش والأمن بالتالي الدولة التي نسعى جاهدين لاستعادتها منهم. نعم. تمر علينا هذه الذكر ونحن في ألم شديد نعاني منه، والبلد يعيش في حالة من الفوضى التي زرعها النظام السابق لتحل محله فيما بعد ميليشيات من صنعه تعمل على نشر الفوضى باسم الدين والوطن، والوطنية، هذه الثورة التي كان لها النصيب في كشف حقائق النظام السابق وكشف زيفه في بناء اليمن، ولو نظرنا لوجدنا أن ثورة 11 فبراير عرة النظام الذي كان يتشدق بمنجزات أغلبها من منح خارجية، كان يتغنى بجيش بني على أساس عائلي، مهمته حماية العائلة، قبل أن يخرج منه ثلة مدافع عن أرض هذا الوطن الحبيب. نعم هذه ثورة 11 فبراير التي صنعنا منها انتخابات حرة ونزيه، صنعنا فيها مؤتمر حوار شامل ضم جميع الأطياف السياسية تحت راية واحدة، وكلمة واحدة وثقافة واحدة اسمها العدل والمساواة والحرية قبل أن يتم إقصاء كل ذلك بسيطرة الميليشيات على الدولة وإجهاض المؤتمر، لكن بنوده لا زالت موجودة والعمل بها جاري حتى اللحظة رغم كل العراقيل والمنغصات والإرهاصات إلا أننا سننجح في بلورة بنود مؤتمر الحوار الشامل على أرض الواقع. نعم ثورة 11 فبراير ثبتت 60 ألف موظف تم اعتمادهم بفضلها، وسجلت 500 ألف حالة في الضمان الاجتماعي ممن حالتهم سيئة ويستحقون، 11 فبراير عملت على تشكيل وعي مجتمعي بأهمية العدل والمساواة والحرية، وصنعة جيل ثوري ينتهج منهج السلم والعدالة والحرية والمساواة. 11 فبراير كانت محطة واسعة للتصالح والتسامح ونبذ الفرقة والشقاق، وترسيخ للجمهورية اليمنية التي قامت على دماء الشهداء من أبناء هذا الوطن، 11 فبراير أسعدة المعلم والطبيب والمهند والعامل والجيش والشرطة والأمن بالاعتماد الذي تم بعدها، 11 فبراير أتذكره وكل نظرة وأمل بالمستقبل الذي كان ينتظرنا بعده لولا الثورة المضادة التي جاءت بعده بدعم من النظام السابق الذي آثر الانتقام من الشعب الذي ثار عليهبطريقته الخاصة. 11 فبراير سيبقى المحطة الحقيقية للحرية والديمقراطية والتسامح والتصالح والعيش المتساوي بين فئات المجتمع، وسيبقى اللبنة الأولى لبناء جيش قوي وبناء لحمة مترابطة بين كافة أبناء الشعب، وبناء دولة حقيقية وبنية تحتية، وحماية مقدرات ومكتسبات هذا الوطن، وسيبقى نبض قلبي يمنياً متسلحاً بالثورة بالحرية بالديمقراطية، عاش 11 فبراير ومن قبله 14 أكتوبر و26 سبتمبر و22 مايو فهذه أيام حرية حق علينا أن نفتخر بها.