بعد 3 ايام من تبرعات والتزامات مادية تفوق قيمتها اكثر من 7.3 مليار دولار ومناقشة اهم المشاكل الشائكة حول العالم، بالإضافة الى جمع قادة دول مع ناشطين في العمل الخيري وممثلي هوليوود تحت سقف واحد، انهى الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون اعمال منتداه الخاص «مبادرة كلينتون العالمية» بكلمة قال فيها: «علينا التذكر بأن الالتزامات الصغيرة مادياً ولكن كبيرة بالتزاماتها الشخصية تساعد الملايين حول العالم». واشار كلينتون في الجلسة الختامية التي استمرت اكثر من ساعتين الى التعهدات البارزة من 215 شخصية خلال الايام الثلاثة الماضية، وشكر رئيس «المعهد العربي الأميركي» جيمس زغبي لتعهده بتنظيم 4 برامج تلفزيونية تستضيف طلاباً في جامعات عربية في الاردن والإمارات ولبنان وفلسطين مع طلاب في جامعات اميركية ليتناقشوا على الشؤون التي تخصهم. وقال كلينتون: «مثلما قلت سابقاً بالنسبة الى القيادات الشابة العربية، هناك عالم عربي اخر يجب النظر اليه، وإذا كان الاعلام الاميركي يذكر خبرا جيدا عن العالم العربي لكل خبرين سيئين لكنا جميعاً في حال افضل». وبدأت الجلسة النهائية برسالة تسجيلية من نيلسون مانديلا ليعطي دعمه الى كلينتون ويطالب بالتصدي الى التحديات التي تواجه العالم. وأشاد مانديلا بالتأثير الايجابي على «الملايين من خلال الاسلحة القوية التي تجسدها مبادراتكم لخلق يوم افضل في المستقبل». وتلى كلمة قصيرة من كلينتون عرضاَ لأبرز التعهدات لمساعدة المحتاجين في العالم والحفاظ على البيئة ومكافحة الصراعات الطائفية. واعلنت شركة «غوغل» نيتها دعم منظمات غير حكومية بإعلانات على شبكة الانترنت بقيمة 480 الف دولار سنوياً. وشكر كلينتون حضور شخصيات عامة وخاصة، الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخزانة البريطاني غوردون بروان، الى رئيس شركة «سيمنز» كلاوس كلاينفيلد ومصممة الازياء دونا كارن، واكد عقد ملتقى مماثل العام المقبل لإطلاق مبادرات جديدة. وكان من ابرز جلسات الحوار في ملتقى كلينتون عصر أول من أمس حيث القى نائب الرئيس الاميركي الاسبق ال غور خطاباً حماسياً على ضرورة اعادة «المسؤولية الاخلاقية الى الولاياتالمتحدة لقيادة العالم من جديد». وجاء كلامه في اطار مطالبة الادارة الاميركية بقيادة الحملة على مكافحة التغيير المناخي والاحترار العالمي، قائلاً انها «كارثة طارئة تواجهنا ولا نستطيع تضييع المزيد من الوقت». واضاف ان قيادة مكافحة التغيير المناخي ودعم البحوث لمصادر وقود نظيفة يمكن ان تصبح «طريقة لقيادة العالم في مسائل اخرى فقدنا مسؤوليتنا الاخلاقية فيها»، في اشارة الى السياسة الخارجية للادارة الاميركية الحالية. وبعد خطاب حماسي وتصفيق قوي من الجمهور، اعتبر البعض انه من الممكن ان تكون هذه انطلاقة جديدة لحياة سياسية لغور الذي خسر في انتخابات عامة ضد الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش. وعند توقيع ورقة تعاهد لمكافحة الاحترار المناخي، مازح كلينتون غور وقال له: «كأننا عدنا الى ايام زمان» في اشارة الى ايام رئاسة كلينتون. من جهتها، لوحت زوجة كلينتون، السناتورة هيلاري كلينتون الى احتمال خوضها الانتخابات الرئاسية الاميركية، ففي اخر جلسة نقاش صباح أمس تحت عنوان: «التمكين الاقتصادي للنساء»، قالت احدى المشاركات انه من الضروري تولي النساء مناصب سياسية فردت هيلاري مبتسمة: «علينا العمل الآن لمساعدة النساء حتى ذلك الوقت». وأضافت هيلاري ان من الضروري التذكر بأن «الحقوق النسائية هي حقوق انسانية».