كشف ممرض إكوادوري يعمل في أحد مستشفيات “غواياكيل” كبرى المدن في الإكوادور، تفاصيل مثيرة عن تجربته أثناء التعامل مع ضحايا فيروس “كورونا” وسط تكدس الجثث، وانهيار النظام الصحي في المدينة. وقال الممرض الذي فضّل عدم الكشف عن هويته: إن الجثث تكدست في كل مكان من المستشفى الذي يعمل فيه، حتى إن الحمامات غصّت بها، و”لم يعد عدد العاملين في المشرحة يكفي، فاضطررنا عدة مرات إلى نقل الجثث وتكديسها في المرحاض”. وروى الممرض آثار هذه الظروف “الصادمة” على حياته الخاصة والمهنية، قائلاً إن “الكثير من الأشخاص توفوا بين أيدينا فيما كنا نحقنهم بإبرة الوريد”، طبقاً لوكالة “فرانس برس”. وتابع الممرض أنهم اضطروا إلى “تخريج أو نقل مرضى من أجل إخلاء الأسرّة”. ويصف ما يعانيه المصابون وهم “وحيدون وحزانى. وما يسببه لهم الدواء من اضطراب في الجهاز الهضمي، وبعضهم يتغوط في ثيابه، إنهم يشعرون بالحرج، ويعتقدون أنهم لن يتعافوا، وينظرون إلى الشخص المجاور وهو يختنق ويصرخ طلباً للأكسجين”. الممرض البالغ من العمر 35 عاماً، يقول: إن عدد الوفيات ارتفع بين ليلة وضحاها، و”لم يعد عدد العاملين في المشرحة يكفي، فاضطررنا عدة مرات إلى نقل الجثث، وتكديسها في المرحاض”. وأشار إلى أن زملاءه “اضطروا إلى كبح حاجتهم” في الذهاب إلى المرحاض لامتلائه “بالجثث”، مضيفاً: “يتم إخراج (الجثث) عندما يصبح عددها 6 أو 7″. وعند امتلاء المشرحة، يتم إحضار شاحنات مبردة إلى المشفى؛ لوضع الجثث فيها، حيث يبقى بعضها لمدة عشرة أيام، ملفوفة في أكياس مثل أغطية حماية الملابس السوداء”. ويروي الممرض كيف انعكست هذه التجربة على حياته المهنية والعائلية، مشيراً إلى أنه عند عودته إلى المنزل، بعد 24 ساعة من العمل، ما أن يحاول إراحة ساقيه حتى يستيقظ فجأة على وقع “الكابوس” نفسه، حيث يرى نفسه يركض و”يفتح باب الحمام الذي يضم كل الجثث”، دون أن يتمكّن من معاودة النوم. كما انقلبت حياته العائلية رأساً على عقب، فلم يعد بإمكانه مشاركة أي شيء مع والديه وأخيه. وسجلت الإكوادور نحو 23 ألف إصابة، بينها 600 وفاة منذ 29 فبراير، معظمها في غواياكيل.