يشكل كريم زياني لاعب وسط فولفسبورغ الألماني "رمانة الميزان" بالنسبة للمنتخب الجزائري ممثل العرب الوحيد في بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر انطلاقها في جنوب إفريقيا في 11 حزيران (يونيو) المقبل. ويعول رابح سعدان مدرب "الخضر" كثيراً عليه إلى جانب عدد من النجوم للظهور بصورة مشرفة في الحدث العالمي الكبير. ويمتاز زياني بالمهارة الفنية العالية والقدرة على الاحتفاظ بالكرة وصناعة الأهداف للمهاجمين، وقد لعب دوراً هاماً في بلوغ الجزائر للمونديال لأول مرة منذ 24 عاماً بفضل تمريراته الحاسمة وأهدافه التي جعلته معشوق الجماهير الجزائرية. لكن غياب اللاعب عن المشاركة مع فريقه الألماني في الموسم الحالي يثير مخاوف المشجعين الجزائريين الذين يخشون من احتمال تراجع مستواه الفني والبدني، رغم أنه سيخوض معسكراً إعدادياً طويل نسبياً استعداداً للحدث العالمي الكبير، يتخلله بعض المباريات الودية التي قد تساهم في استعادته لحساسية اللعب. وكغيره العشرات من النجوم الذين أنجبتهم الجزائر، ولد زياني وترعرع في فرنسا، ونهل من مدرستها الكروية، قبل أن يلبي نداء الوطن ويدافع عن العلم الجزائري، ليقدم صورة زاهية عن اللاعبين الجزائريين الذين ولدوا في الخارج، والذين باتوا اليوم يشكلون السواد الأعظم من تشكيلة الفريق الذي يلعب ضمن المجموعة الثالثة في المونديال إلى جانب منتخبات سلوفينيا والولايات المتحدة وإنكلترا. وبدأ زياني المولود في 17 آب (أغسطس) 1982 في مدينة سيفر الفرنسية، لأب جزائري وأم فرنسية، مشواره مع شباب راسينغ باريس (1995-1998) ومنه إلى تروا (1998-2001) ووقع أول عقد احترافي مع الفريق الأول (2001-2004) ومنه إلى لوريان (2004-2006) وساهم في عودته إلى الدرجة الأولى حيث اختير أفضل لاعب في الدرجة الثانية، ثم سوشو (2006-2007) وأحرز معه كأس فرنسا على حساب مرسيليا فما كان من الأخير إلا أن تعاقد معه في العام ذاته، لكنه فشل في فرض نفسه أساسياً في تشكيلته حتى عام 2009 عندما تعاقد معه فولفسبورغ بطل الدوري الألماني. واستدعى زياني للمرة الأولى للمنتخب الجزائري في عام 2003، وسرعان ما فرض نفسه على التشكيلة الأساسية للفريق رغم تعاقب المدربين، ولعب مباراته الدولية الأولى في 12 شباط (فبراير) 2003 أمام بلجيكا، ومنذ ذلك الحين احتفظ بمكانه في تشكيلة "الخضر" وساهم في صناعة انجازاته في الأعوام الأخيرة، لينال عامي 2006 و2007 جائزة أفضل لاعب في البلاد. "الماجيك" وإذ كان سعدان يعوّل كثيراً على زياني في صناعة الأهداف، فإن زميله مجيد بوقرة مدافع رينغرز بطل الدوري الاسكتلندي يعتبر "صمام الأمان" بالنسبة للفريق، والخيار الأهم للمدرب المخضرم في الخط الخلفي، نظراً لما يمتاز به من قوة وسرعة جعلته محط اهتمام ومراقبة أعرق الأندية الأوروبية. ويبدو بوقرة على أتم الجاهزية لقيادة "الخضر" في المونديال، بعد ان تعافى مؤخراً من إصابة أبعدته لمدة شهر عن الملاعب، وسيكون الوقت المتبقي لانطلاق البطولة كافياً لاستعادته كامل اللياقة البدنية والقوة التي عُرف بها، حتى بات مصدر ازعاج لأي مهاجم يتولى مراقبته مهما كان مستواه وقدراته، بفضل الأداء الرجولي الذي اعتاد عليه. وفضلاً عن القدرات الدفاعية الكبيرة لبوقرة البالغ من العمر 27 عاماً فإنه يتميز بالتسديدات القوية، وضربات الرأس المميزة، لذا فإنه قادر أيضاً على تسجيل الأهداف وله منها ثلاثة مع "الخضر" وعدد كبير مع فريقه الاسكتلندي، علماً أنه نال العام المنصرم جائزة أفضل لاعب جزائري، وأتبع ذلك بالفوز بجائزة أفضل لاعب عربي في استفتاء مجلة "الحدث" اللبنانية، بينما يبدو مرشحاً بقوة لنيل جائزة أفضل لاعب أجنبي في الدوري الاسكتلندي للموسم الحالي. ومن المؤكد أن بوقرة – الملقب بالماجيك - سيحرص على تقديم أفضل ما لديه في بطولة كأس العالم، ليس لتحقيق نتئائج جيدة لمنتخب بلاده فحسب، بل لأن الكثير من عيون السماسرة الأوروبيين ستكون شاخصة نحوه، إذ أبدت أندية أوروبية عريقة في الفترة الماضية رغبتها في ضمه ولعل أبرزها برشلونة الأسباني، وليفربول الإنكليزي وبوردو الفرنسي، وفي حال تألقه في البطولة فإن أحد هذه الأندية أو غيرها سيخطفه من فريقه الحالي. القطار السريع ويعوّل سعدان أيضاً على جناحه الأيسر المميز نذير بلحاج، الذي يبدو كذلك مرشحاً بقوة للانتقال لأحد الأندية الأوروبية الكبيرة، وهو يمتاز بسرعته الفائقة ومهاراته الفنية النادرة، لكن سيغيب عن أولى مباريات بلاده في البطولة أمام سلوفينيا بداعي الإيقاف. ولعب بلحاج دوراً محورياً في بلوغ الجزائر بطولة كأس العالم، وصنع برفقة زملائه ملحمة الصعود بعدما شارك في معظم مباريات التصفيات، وسجل هدفاً مهماً في مرمى منتخب رواندا، وصنع عدداً آخر من الأهداف الحاسمة، بينما تتذكر جماهير بلاده جيداً هدفيه الرائعين في مرمى المنتخب الأرجنتيني قبل ثلاثة أعوام في اللقاء الودي التاريخي للخضر الذين خسروا بصعوبة بالغة وبفارق هدف. وأدى تألق بلحاج البالغ من العمر 27 عاماً في الموسم المنصرم مع بورتسموث الإنكليزي لجعله محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية، فكان برشلونة الاسباني وروما الإيطالي أبرز المطالبين بخدماته، والأكيد أن الانطباع الذي سيتركه في المونديال سيحدد وجهته القادمة التي ستكون حتماً أفضل من بورتسموث الهابط لدوري الدرجة الأولى في إنكلترا. زياني وبوقرة وبلحاج يعتبرون أبرز نجوم المنتخب الجزائري في المونديال، لكن قائمة "الخضر" تزخر بعدد كبير من النجوم القادرين على تشريف الكرة العربية رغم صعوبة المجموعة، فلاعبين مثل رفيق حليش وعنتر يحيى وحسان يبده ومهدي لحسن ومراد مغني وكريم مطمور قادرون على صناعة مجد جديد للكرة الجزائرية في المونديال.