افتتحت اليوم في محافظة عدن فعاليات الدورة التدريبية الخاصة بضحايا العنف من النساء والأطفال والتي نظمتها مؤسسة الإغاثة الاجتماعية (مرصد الإغاثة لضحايا العنف من النساء والأطفال) بدعم من الصندوق الاجتماعي الفرنسي، وذلك في قاعة فندق المطار بحضور العقيد هادي عبيد رئيس إدارة البحث الجنائي في محافظة عدن، وعصام وادي رئيس الجمعيات في مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل، بمشاركة (15) متدرباً من العاملين والعاملات مع ضحايا العنف من النساء والأطفال في ثلاث جمعيات هي مرصد الإغاثة لضحايا العنف وجمعية الأحياء الشعبية والتنموية وجمعية التعايش الاجتماعي. وتشمل الدورة التي ستستمر خمسة أيام مجموعة من المحاضرات والبرامج التدريبية التي تتعلق بظاهرة العنف ضد المرأة في المجتمع اليمني ودور مؤسسات المجتمع المدني في مجابهته، وإيضاح المعرفة الكاملة أمام المتدربات عن ظاهرة العنف ضد النساء والدفاع عن حقوقهن المسلوبة بالأساليب العلمية، وتقديم نماذج لنساء تعرضن للعنف الأسري وشرح تفاصيل ما حدث لهن وحجم الضرر النفسي والمعنوي اللذين عانوه بسبب تعرضهن للعنف، بالإضافة إلى عدداً من المواضيع والمداخلات التي تتناول أسباب العنف والطرق الكفيلة للحد منه، ومشاكل الضغط النفسي التي تصاحب الظاهرة وخطورة تفشيه ضد المرأة في ظل الأوضاع السائدة وتأثيراتها النفسية وما يرافقها من أعراض جسمية وشعورية وسلوكية. كما تناقش الدورة رزمة من المحاور في مقدمتها ظاهرة العنف ضد النساء والأطفال في اليمن وأنواعه وأشكاله وأطرافه، ومناقشة أسباب العنف وطريقة التعامل مع ضحايا العنف وأثاره المادية والمعنوية، وتخصيص محاضرة حول الاستماع والإرشاد والتوجيه والمتابعة في عملية الرصد والتسجيل لضحايا العنف، وتقديم لهم العون القضائي والقانوني والإرشاد الاجتماعي والبحث النفسي. وأشارت مدربة الدورة المحامية ( عفراء الحريري ) المدير التنفيذي لمؤسسة الإغاثة الاجتماعية خلال افتتاح محاضرتها، أن الدورة تهدف إلى تدريب النساء والفتيات على موضوعات تتعلق بالعنف ضد المرأة وإطلاعهن عن القضايا المعنية بمناهضة الظلم الواقع على النساء لأن العنف أصبح يعبر عن قيم ومعايير تتعلق بمرحلة تاريخية وثقافية بلورت أشد الانتهاكات التي أضحت تعانيها المرأة في إطار ضحايا العنف في كل دولة ومجتمع له خصوصياته، ومناقشة هذا العنف وأسبابه وتفاصيله الذي أصبح ظاهرة لم يسلم منها أي مجتمع ولا أي دولة ولا توجد ثقافة خالية من العنف بما فيها الثقافة الإسلامية. وأضافت عفراء أن العنف أكثر ما يوجه ضد النساء والأطفال باعتبارهم الحلقة الأضعف الذي تتخطيه كل الحدود الطبقية والاقتصادية، واختيار العنف بديلاً عن الحوار والإقناع والموضوعية والمنطق وما يشكله من تهديداً خطيراً على الإنسانية والعقل الإنساني، والتعامل مع ضحايا العنف من أصعب الأعمال والمهمات الإنسانية، ومنظمات المجتمع اليمني للأسف غير اختصاصية ولا تتفاعل مع مؤسسات المجتمع المدني فنحنُ بحاجة إلى منظمة تخصصية تعَرف مفاهيم عملها وتخصصها..