نفى قادة في أحزاب المعارضة والمجلس الوطني لقوى الثورة في اليمن، مشاركة ممثلين عن الأحزاب والمجلس في المشاورات واللقاءات التي عقدها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، فيما أكدت مصادر دبلوماسية أن المشاورات اقتصرت على قادة الجيش المؤيد للثورة والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح في مسعى إلى نزع فتيل العنف بعدما قرر الوسطاء الدوليون إرجاء المشاورات السياسية . وأكدت الناطقة الرسمية للمجلس الوطني لقوى الثورة حورية مشهور في تصريحات ل “الخليج”، عدم مشاركة المعارضة في الحوارات التي قادها مبعوث بان كي مون وأمين عام مجلس التعاون الخليجي مع أطراف الأزمة اليمنية، مشيرة إلى صعوبة الحديث عن حوار في هذه اللحظات العصيبة والوضع المتوتر، وقالت: “لا يمكن أن تغامر المعارضة بالحديث عن حوار يرفضه الشارع” . وعزت ذلك إلى عدم وجود إنصاف في التعاطي مع مطالب وخيارات الشعب اليمني في التغيير، وأضافت قائلة: “هناك شعور عام بوجود مساع خفية لتكييف أي حوار على مقاس النظام وحمايته دون أن يترجم خيارات الشعب في تغيير جذري وعميق لبناء دولة مؤسسات، وأي حوار الآن سيكون بمثابة انتحار سياسي، لأن الشارع يرفضه ويتجه نحو التصعيد الثوري، والمقصود من الحوار في هذه اللحظة إجهاض توجهات الشارع نحو الحسم” . وانتقدت مشهور تأخر الجهود الدولية للتسوية السلمية لأزمة نقل السلطة، مشيرة إلى أن المبعوث الأممي والمسؤول الخليجي وصلا إلى اليمن في الوقت الضائع بعد مضي ثمانية أشهر من المماطلة التي أبداها نظام صالح للتعاطي مع المبادرة الخليجية، مشيرة إلى أن النظام عاود ارتكاب المجازر بحق المحتجين السلميين وهو يتكئ على المبادرة وما توفر له من ضمانات بعدم الملاحقة القانونية . وقالت مشهور إن “الشارع اليمني انتظر لأكثر من ثمانية أشهر تحريك المسار السياسي بعدما عرقل نظام صالح جهود الحل السياسي”، مشيرة إلى أن “نص المبادرة الخليجية على ضمانات لرأس النظام وأركانه جعل ما تبقى من أركان النظام يتمادون في الاعتداءات على المحتجين بهذه الصورة البشعة” . وعزت مشهور المبادرة الأممية التي حملها مبعوث بان كي مون إلى اليمن في زيارته الحالية إلى اتفاق كان أبرم مع بن عمر وأطراف في الحكم والمعارضة لوضع آلية لتنفيذ المبادرة، واقترحت أن يفوض الرئيس صالح إلى نائبه صلاحيات بالتوقيع على المبادرة الخليجية على أن يتم التحضير لانتخابات رئاسية مبكرة في نهاية العام الجاري وتأليف حكومة وحدة وطنية وإعادة هيكلة الجيش على مرحلتين . وحيال اللقاء الذي جمع العاهل السعودي بالرئيس صالح في الرياض، أكدت مشهور أن الشارع أصيب بالإحباط نتيجة هذا اللقاء، خصوصاً أن الشارع الغاضب من المجازر التي يرتكبها نظام صالح على المحتجين كان ينتظر موقفاً واضحاً وصريحاً من الأشقاء إزاء هذه المجازر المرتكبة بحق أبنائه .