حوار مع السيد أبو مالك الفيشي عضو المكتب السياسي للحوثيين , حول عدد من المواضيع المطروحة بقوة على الساحة اليمنية وفي مقدمتها موضوع منطقة دماج المحاصرة من قِبل الحوثيين , وتوسعهم بمحافظة حجة الذي تردد الحديث عنه إعلامياً بكثره , وخلال الوقت المتاح للقاء طرحت الأسئلة التي وجهها البعض إليّ كاستفسارات حول ذات الموضوع ممن اطلعوا على الإستطلاع وكانت الحصيلة التالية :- س : كثرت الأقاويل وتعددت الآراء بخصوص قضية دماج فهل من الممكن شرح ما يجري هناك ؟ هناك عناصر مأجورة في منطقة دماج محركة تقوم بأعمال عدائية ضد المجتمع في محافظة صعدة بدءاً من التحريض على سفك دمائهم واستباحة أعراضهم و تتذرع كما هو دأبها بأن أبناء محافظة صعدة كفار وروافض ولا تقف عند هذا الحد فحسب بل تشن أعمال عدوانية على ارض الواقع وانتشارات مسلحة وإطلاق نار وتوسع في الجبال ونصب متارس قتالية وتقطع للمارة والعدوان عليهم بما في ذلك قتل البعض منهم وموقفنا جاء للدفاع عن أنفسنا وعن أبناء المحافظة المنكوبة بفعل الحروب الست التي شنت عليها خلال السنوات الماضية وكل ما نقوم به هو دفاع عن النفس وليس له خلفية سياسية أو مذهبية كما تروج له بعض وسائل الإعلام يعرف ذلك عنا كل من يطلع على أحوال المحافظة ويزورها لما فيها من تعايش واحترام متبادل بين جميع أبناء المحافظة بمختلف توجهاتهم إن هذا العدوان في دماج شأنه شأن أي عدوان يستهدفنا ندافع فيه عن أنفسنا هذه هي الحقيقة وكل من يحاول أن يصور أو يسعى بأي طريقة أن يجر الصراع الحالي إلى المربع المذهبي والطائفي فهو من يتآمر على بلدنا وشعبنا وثورتنا ويريد أن يمزق وحدتنا الإسلامية والوطنية أما ما يدعي البعض افتراء وكذبا لتصوير ما يجري في منطقة دماج بأنها عملية حصار فإننا ننفيه جملة وتفصيلا وندعو كل من يرغب بالنزول إلى محافظة صعدة لمعرفة الواقع أن ينزل ونحن نرحب به وسيتمكن من معرفة الواقع بنفسه . س: بصيغةٍ أخرى وأرجوا الرد الكامل .. ما حقيقة ما يجري في دماج وهل هناك فعلاً منع للدواء والغذاء عن القاطنين هناك ؟ حقيقة ما يحصل في دماج هو رقابة ومنع لأي إمدادات عسكرية ولكل ما يخدم هذه العناصر الإجرامية العدوانية في الشأن العدائي المباشر ومن يزور المنطقة سيرى بعينية أنهم يخرجوا ويسافروا فلا مريض معتل ولا جائع مضطر نحاصره على الإطلاق وليس لنا مصلحة في حصار احد ولا العدوان على احد لقد عملنا ولا زلنا بكل جهد وقدمنا عبر الوساطات المحلية مايؤكد سعينا إلى إنهاء المشكلة وحرصنا على الأمن والاستقرار ولكن هذه العناصر المأجورة والعدوانية هي التي لا زالت مصرة على المراوغة والعدوان في الليل وفي النهار ومطالبنا لهم واضحة ولا يوجد فيها ما يشير إلى نزعة مذهبية أوخلافية وهي كما يلي : 1- إنصافنا في ما حصل من جانبهم من عدوان . 2- إخلاء ما تم استحداثه من مواقع عسكرية ويتم تسليمها إلى القوات المسلحة أو إلى طرف محايد يتفق عليه. 3- وقف الاعتداء علينا وما يتبعه من تحريض على قتل أبناء صعدة واستباحة دمائهم وأعراضهم . فهل في هذه المطالب شيئٌ مجحف ؟ ثم أليس من المفترض أن يستنكر الجميع لماذا يصر المعتدون على عدوانهم رغم هذه المطالب المحقة والعادلة ؟ فهذا الإصرار من جانبهم يؤكد على أنهم ينفذون مشروعاً حقيقياً يستهدف أبناء المحافظة بشكل عام ويستهدف الأمن والاستقرار الذي تنعم به المحافظة وأصبح نموذجاً في هذه المرحلة التي تمر بها بقية المحافظات الأخرى لأن هناك أطرافاً مستفيدة من تعكير الأجواء وزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة . س: كيف تقومون بفرض حصارٍ كهذا على السلفيين الموالين للنظام رغم أن هناك من يقول أن كافة أعمالكم وتحركاتكم مؤخراً تجري بدعم من النظام ؟ هذه العناصر العدوانية الإجرامية في دماج تقف نفس موقف النظام ومن يسانده ضد الثورة بل إن جهودهم ومواقفهم تصب في صالح النظام المجرم أليس فتاواهم ومواقفهم أشهر من نار على علم كل من يتابع وسائل الإعلام يعرف هذا خطب .. فتاوى .. لقاءات جميعها مساندة للنظام وتهاجم الثورة والثوار وتبرر قتل النظام وإجرامه على الناس العُزل في جميع محافظات الجمهورية إن كل من يسمع ويرى ويفهم يستطيع أن يقول أن عدوانهم هذا علينا في صعدة يأتي في هذا الإطار الداعم للنظام المجرم والظالم الذي يرون فيه ولياً لأمرهم تجب طاعته ولا يجوز الخروج عليه ولذلك يطيعونه وينفذون أوامره في صعدة ليخدمون المشروع الذي يستهدف الثورة الشعبية التي نحن جزء منها وفي طليعتها وقدمنا ولا زلنا نقدم الشهداء في معظم المحافظات أما هؤلاء المجرمين فهم من قبل ومن بعد يقفون دائماً إلى جانب النظام الظالم ويبررون له عدوانه وتدميره وإجرامه أما ما يتم الترويج له من دعم النظام فهي أكاذيب لا مبرر لها سوى خشيتهم من كلمة الحق التي نصدح بها وثقة الكثير من أبناء الشعب وتيقنهم من صدقنا . س: كيف تصفون ما يروج عن قيامكم بالتوسع في محافظة حجة وبقوة السلاح ؟ الأكاذيب التي يروج لها البعض من خلال الحديث عن ما يسمونه توسع في محافظة حجة تعتبر كذب وافتراء مكشوف فلا يوجد توسع نهائياً وإنما الواقع هو أن أطراف عديدة تحاول ابتزاز السعودية من اجل الحصول على مكاسب سياسية ومادية عبر التخويف والتهويل وهذه الأكاذيب ليست وليدة اليوم وإنما هي منذ الحرب الأولى في 2004م وكم سمعنا مراراً وتكراراً من شائعات في الماضي تتهمنا بأننا نسعى إلى السيطرة على "ميدي"والبحر الأحمر و"حرض" وغيرها ومع مرور الأيام اتضح أنها أكاذيب الهدف منها الحصول على مكاسب مرحلية من السعودية وبعض الأطراف الخارجية , وبعد أن يحصل هؤلاء المفترين على مكاسبهم يتضح انه لا وجود لما يسمونه توسع,هذه هي حقيقة الأمر وشائعات اليوم تشابه شائعات الأمس التي أطلقوها ضدنا كاتهامنا برفع علم حزب الله والحديث عن إدعاء النبوة والإمامة والمهدوية وغيرها من ألوان التحريض المعروف الذي كان يصدر من صحف صفراء يعرف الجميع دوافعها وأهدافها ومن تتبع. س: لكن هناك استنفار كامل من وسائل الإعلام تتحدث عن تواجد لمجاميع من الحوثيين بمحافظة حجة ؟ الذي يجري في حجة هو أمر طبيعي فأبناء محافظة حجة الذين كانوا مشردين من مناطقهم على ذمة الحروب الظالمة التي دارت رحاها في السنوات الماضية عادوا إلى مناطقهم كبقية أبناء المحافظات الأخرى الذي كانوا منفيين ثم عادوا إلى مناطقهم في هذه المرحلة فهل عودة الناس إلى بيوتهم وقراهم يعتبر توسعاً وعلى الجميع أن يعلموا أنه ليس لأحد الحق أن يمنع أي مواطن يمني من العودة والتحرك والتعايش مع أبناء وطنه لا في الشرع ولا في القانون بل يعتبر تمييز عنصري ومذهبي مقيت وهذه الحملة الشرسة تكشف حالة الحرمان والاستهداف الكبير الذي نواجه به ضمن مشاريع كبيرة تستهدف وجودنا وحياتنا وتحاول أن تفرض علينا حصاراً غير مقبول ولا منطقي من خلال إثارتها لفزاعة التوسع تكشف هذه الأكاذيب أيضا محاولة هذا النظام مجدداً تخويف السعودية وابتزازها من اجل الدعم المالي والسياسي وعلى السعودية أن تكون مدركة لهذه المؤامرات وأن تستفيد من التجارب الماضية ومنها على سبيل المثال لا الحصر دخول الجيش اليمني إلى الأراضي السعودية من اجل توريطها في حرب ظالمة وعبثية ضدنا س: ولكن هناك معارك دارت وسقوط ضحايا وهذا يتنافى مع ما تقوله من عودة بعض أبناء مناطق حجة إليها فبماذا تفسرون ذلك ؟ هناك أطراف مأجورة قامت بالعدوان على أبناء حجة الذين عادوا إلى مناطقهم والدفاع عن النفس أمام هؤلاء الظالمين المعتدين خيار يفرضه عليهم المعتدي وأمام ذلك يسقط من أصحابنا عشرات الشهداء والجرحى ظلماً وعدواناً فلماذا لا يثير ذلك هؤلاء الذين يواجهوننا بهذه الحملة ولماذا عندما نُستهدف ونُقتل وتُنصب بحقنا الكمائن لا يتم الحديث عن هذا بل يفرضون عليه حالة من التكتم الإعلامي وعندما ندافع عن أنفسنا تبرز الوصفات السياسية الكاذبة من اجل تجيير القضية لخدمة أهداف رخيصة تستهدف الشعب بكله. لماذا البعض يقيم الدنيا ولا يقعدها لأن من كانوا مشردين ومنفيين عادوا إلى بيوتهم ولا يثار ولا يتحدث عندما يرى السفير الأمريكي يتحرك في اليمن طولاً وعرضاً ويلتقي بمختلف أطياف الشعب اليمني ويرى ويسمع الطائرات الأمريكية تتجول في سماء بلدنا؟ فلماذا لا يسمي هذا توسعاً وتدخل واستهداف رغم أنها تقتل يمنين وتستهين بسيادة اليمن وتنتهك كرامة شعب بأكمله وتتدخل في كافة شئونه الكبيرة والصغيرة وأمام هذا يغمضون أعينهم ؟ وهو توسع خطير على الجميع بل إن البعض من هؤلاء يسعون من حيث يشعرون أولا يشعرون بإيجاد ضجة إعلامية مفتعلة هي في الواقع تغطية على الحقيقة التي يقوم بها العدو , وأيضاً هناك تحرك لكافة المشاريع المدعومة خارجياً مذهبياً وسياسياً ولها أدواتها وأبواقها الإعلامية ومراكزها التثقيفية فلماذا يعتبرونه شي عادي فيما تواجدنا الطبيعي الاعتيادي يعتبره هؤلاء توسعاً وحراماً ويصبغونه بأوهام التدخل الخارجي وإقامة دولة شيعية إنني أسألهم . هل عودة أبناء محافظة حجة وعمران وصنعاء وذمار والمحويت وغيرها من محافظات الجمهورية إلى قراهم ومناطقهم يعتبر توسعاً وخطيراً؟ وأقول إذا كان استهدافنا لدى البعض في وجودنا كأمة لها ثقافتها يعتبر خطورة لدى هؤلاء فيما التحرك الأمريكي المكشوف والمعلن والواضح شي طبيعي فإننا لا نهتم بهذا ولا نقبل ولن يصدقه الشعب اليمني ولا الأحرار المنصفين في وطننا ونحن مستعدون لنستقبل كل من يريد التأكد من واقع الحال في أي محافظة يقال أن لنا فيها توسع عسكري. س: عُرِفتم كحوثيين وهو المسمى الذي أطلقه إعلام النظام عليكم بالتضحيات الكبيرة التي قدمتموها خلال حروبكم مع النظام في الحروب الست وعرف الكثيرون حقيقة ما جرى بصعده أكثر خلال ثورة شباب التغيير فكيف يتأتى لكم أن تكونوا في ذات الصف مؤخراً مع النظام حسبما يقال من تقارب كبير واتفاقاتٍ سرية أو صفقات عقدتموها مع نجل الرئيس أو الأمن القومي , هل هذا صحيح ؟ هذا غير وارد نهائياً ويندرج في إطار التحرك الإعلامي المنظم لاستهدافنا وهو إدعاء وحملة مفتعلة تقودها أطراف حاقدة من اجل تشويه صورتنا الناصعة ومواقفنا البيضاء المشرقة ضد النظام المجرم خلال السنوات السابقة فهو كذب وافتراء وسخافة لأن مواقفنا من النظام المجرم وتاريخ صراعنا معه واضحة فلم نكن يوماً ما أداة من أدواته ولا عون من أعوانه على الشعب بل هو من استهدفنا قبل غيرنا وشن علينا حروب ظالمة وسمح بالتدخل الأجنبي والإقليمي لإبادتنا وحرض علينا عبر وسائله المختلفة وسخر كافة طاقته واستخدم كل أدواته من جيش وإعلام وفتاوى وخيرات الشعب لاستهدافنا والنيل منا. س: عفواً .. لكن هذا ما يروج ويتم تناوله عبر وسائل الإعلام المختلفة ؟ هناك من يتحرك في هذا الظرف الحرج الذي يمر به النظام الفاسد والعميل وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة على أيدي المستضعفين الأحرار ليلقي بالشائعات السخيفة هنا وهناك غير مدرك أن مثل هذا الهراء المتناقض لا يقبله عاقل ولا يصدقه. إنني أتساءل لماذا في هذا التوقيت بالذات رأيتم أننا نتقارب مع النظام؟ فهل الضحية يمكن أن تدافع عن الجلاد أو يتقترب منه؟ وهل نحن حريصون على بقاء النظام الظالم لتاريخه المشرق معنا؟ أو لما قدمه من خدمات جليلة إلينا؟ هل فتح لنا الجامعات ؟ أو مكننا من الوزارات ؟ هل سلم لنا المفاصل الهامة لحكم البلاد؟ هل اهتم بالتنمية والتعليم والصحة والطرقات والخدمات في مناطقنا ؟ أم أن الواقع والتاريخ يشهد بعكس هذا كله ؟ ألم يكن نصيبنا من هذا النظام المجرم هو الحرب والقتل والتدمير والحرمان والإقصاء والإلغاء والاستهداف ؟ ثم ألم يستعين بالخارج لمساعدته في القضاء علينا ؟. س: هذا في حال تم تداول مثل هذه المعلومات من إعلام النظام . لكن بماذا تستطيع تفسير أن يأتي هذا الحديث من وسائل إعلام حزب الإصلاح كالصحف والمواقع الإلكترونيه التابعة لهم , وهم معكم في ذات الصف المطالب بالتغيير ورحيل النظام ؟ إن كل من يشن مثل هذه الشائعات علينا في هذا الظرف ليس مسئولاً ولا معنياً بنجاح الثورة الشعبية ولا مهتماً بتحقيق أهدافها بل هو يتجاهل التاريخ والمواقف المشرفة لهذه الأمة التي جعلت من مبادئها الرفض لأي مستكبر مجرم أياً كان وتحركت وحقق الله لها ذلك ولم تنحني يوماً لمن أراد أن يركعها في الداخل أو في الخارج وجسدت تلك المبادئ في واقعها حتى ظهرت هذه التجربة الناجحة في مناطقها التي يعيش فيها الناس بمختلف توجهاتهم ومناطقهم بأمان وشعور بالكرامة بل إن مواقفنا ساعدت في إشعال الثورة وإسقاط النظام المجرم وكان لنا الدور البارز في تشجيع الشعب في الخروج على الظالم المستكبر وهي جزء من ثقافتنا عبر التاريخ ووقوفنا مع الشعب في مختلف الميادين وفي مقدمة المطالبين بإسقاط النظام . بل إن حرصنا الدائم والقوي على نجاح الثورة تؤكده مواقفنا من الذين كانوا مشاركين بشكل أساسي وفاعل في العدوان علينا لكي لا يستفيد هذا النظام الظالم لوأد الثورة وحرصاً منا على فتح صفحة جديدة مع كل من يقف مع الشعب المظلوم لإنجاح ثورته مهما كانت سوابقه تجاهنا ومن بداية الثورة كانت مواقفنا الدائمة ولا زالت مع مكونات الثورة ونحرص بشكل مستمر على التواصل معهم وهذا يؤكد تمسكنا بأهداف الثورة وسعينا الحثيث لإنجاحها وتفويت الفرصة على هذا النظام الذي يحاول الاستفادة من أي خلافات داخل مكونات الثورة وكنا ولا زلنا مستمرين منذ أن بدأت الثورة في الخروج الدائم للتظاهر والتحرك الفاعل في مختلف الساحات بل وأوقفنا أي حوارات وتفاهمات سياسية ولم نتعاطى مع أي مبادرة تهدف لإنقاذ وإخراج النظام من مأزقه والالتفاف على ثورة الشعب وهذا يبدد كل تلك الأكاذيب والشائعات الجوفاء ومنهجنا الثقافي الذي نؤمن به يحتم علينا رفض الظالمين واتخاذ المواقف القوية تجاههم مهما كلفنا ذلك من تضحيات وقد أثبتنا ذلك خلال العدوان الظالم علينا .