افتتح الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أعمال مؤتمر "أصدقاء سوريا" في العاصمة التونسية، بتأكيده أن الشعوب العربية لا تقبل تواصل المجازر اليومية في المدن السورية، ومشيرا إلى أن الموقف يقتضي اتخاذ خطوات عملية لمواجهة الأزمة السورية، مقترحاً حلاً مماثلاً للنموذج اليمني بمنح الأسد وأسرته حصانة. وقال: "هدفنا الأسمى تجنيب الشعب السوري مخاطر النزاع الأهلي، لذا نطالب نظام الأسد بوقف المجازر ضد المدنيين". وأوضح المرزوقي بأن النظام السوري نظام قمعي فاسد فقد كل شرعيته باستهداف مواطنيه، وأن دعم السوريين لا يكون بالتصعيد العسكري أو التدخل العسكري الخارجي. من جهته، قال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في كلمته بالمؤتمر، إن الشعب السوري "لا ينتظر بيانات بل خطوات عملية". وقال إن وتيرة القتل والتدمير في سورية بلغت ذروتها بعد الفيتو الروسي-الصيني، مؤكداً أن النظام السوري يحاول كسب الوقت والالتفاف حول المبادرة العربية. كما ودعا حمد بن جاسم المعارضة السورية للتوحد، منوها إلى أن النظام السوري يحاول كسب الوقت والالتفاف حول المبادرة العربية. ومن جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الحكومة السورية رفضت التخلي عن الخيار الأمني والعسكري، وأوضح أن المبادرة العربية تهدف ل"حماية سورية من التحول لساحة للتجاذبات الإقليمية". وأكد العربي على أن المؤتمر يجب أن يأخذ خطوات عملية لوقف سفك الدماء في سوري، كما وطالب بإفساح المجال أمام منظمات الإغاثة لدخول سورية. وأشار إلى أن الجامعة العربية على تواصل مع المجلس الوطني السوري وبقية أطراف المعارضة. كما وأكد تمسكه بأطر الشرعية الدولية لحل الأزمة في سورية. من جهته أكد وزير الخارجية التركي داود أوغلو أن تركيا تدعم الجهود العربية لحل الأزمة في سورية، ودعا النظام السوري للتعاون بشكل كامل مع المبعوث ألأممي-العربي. وأكد أوغلو بأن بلاده لن تسمح للنظام السوري بتحويل دول الجوار لمناطق ساخنة، وأشار إلى أنه يجب اتخاذ خطوات لتشكيل صندوق لمساعدة الشعب السوري. وفي خطوة لافتة انسحب الوفد السعودي من المؤتمر لعدم فاعليته. وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل " ان السبيل للخروج من الازمة السورية هو نقل السلطة طوعا وكرها والتركيز على المساعدات الانسانية لا يكفي". واضاف "لا يمكن لبلادي ان تشارك في أي عمل لا يؤدي لحماية الشعب السوري". وطلبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من المجتمع الدولي حظر سفر المسؤولين السوريين وتجميد اموالهم، قائلة ان " الاسد سيدفع ثمنا باهظا لانتهاكه حقوق الشعب السوري". من جهة ثانية، أعلن المجلس الوطني السوري أن مؤتمر "أصدقاء سوريا" المقبل، سيتم عقده في إسطنبول في تركيا بعد ثلاثة أسابيع، وذكر المجلس المعارض في بيان مقتضب أن "مؤتمر أصدقاء سورية يعقد اجتماعه المقبل بعد ثلاثة أسابيع في إسطنبول". الى ذلك، تظاهر عشرات الالاف من السوريين في مناطق عدة من سوريا في ما اطلق عليه ناشطون معارضون اسم "سننتفض لاجلك بابا عمرو" تضامنا مع هذا الحي في مدينة حمص الذي يشهد قصفا للقوات النظامية منذ ثلاثة اسابيع. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان "عشرات الالاف من السوريين تظاهروا اليوم في مناطق عدة في سوريا في تظاهرات يترواح عدد المشاركين فيها بين العشرات والمئات والالاف" بحسب الانتشار الامني فيها. ففي مدينة حلب التي كانت تعد حتى وقت قصير بمنأى عن الاحتجاجات، افاد المرصد بخروج تظاهرات في احياء عدة من المدينة. وافاد ناشطون في تنسيقية التآخي التي "تضم ناشطين عربا واكرادا ومسيحيين" في مدينة حلب في اتصال مع فرانس برس ان قوات الامن السورية تحاصر حي المرجة، متحدثين عن اطلاق قوات الامن الرصاص لتفريق متظاهرين في حيي الكلاسة والسكري في المدينة. واضاف الناشطون ان تظاهرة خرجت في حي المشهد في حلب، واجهتها قوات الامن بالغازات المسيلة للدموع في ظل انتشار القناصة على اسطح المباني، فيما تحدث المرصد عن انتشار قوات الامن في المدينة الجامعة التي شهدت في الايام الماضية تظاهرات حاشدة. وفي ريف حلب "انطلقت تظاهرة حاشدة في مدينة جرابلس الواقعة على الحدود السورية التركية كما خرجت تظاهرات في بلدات ارشاف وحيان وابين سمعان"، بحسب المرصد. وذكر المرصد ان تظاهرات حاشدة تضم الالاف خرجت في مدينة تل رفعت والقرى المجاورة لها في ريف حلب. وفي محافظة درعا مهد الحركة الاحتجاجية اطلقت قوات الامن النار لتفريق تظاهرة في بلدة عدوان، وخرجت تظاهرات في "عدة بلدات وقرى بريف درعا بالرغم من التواجد الامني والعسكري" وفقا للمرصد الذي اشار الى سماع اصوات اطلاق الرصاص في بلدة الحارة تزامنا مع اقتحام اليات عسكرية للبلدة. وفي محافظة ادلب خرجت تظاهرات حاشدة من معظم مساجد معرة النعمان تنادي باسقط النظام وتدعو لفك الحصار عن بابا عمرو والمدن المحاصرة، ورفضا للاستفتاء على الدستور، بحسب المرصد. واضاف المرصد في بيان "خرجت تظاهرات في بلدات وقرى وعرين ومصرين وسرمين والمسطومة وتفتناز وقميناس والنيرب وبنش وكفر جالس وعين شيب وفيلون وحزانو" الواقعة في ريف ادلب. وفي اللاذقية وبانياس على الساحل السوري، حال الانتشار الامني الكثيف دون خروج تظاهرات في عدد من الاحياء، بحسب المرصد. وفي محافظة دير الزور افاد المرصد بخروج تظاهرات في احياء عدة من المدينة، كما خرجت تظاهرات في عدة مدن وبلدات في المحافظة. وواجه الامن التظاهرات بالقصف والرصاص وقتل 51 قتيلا على الاقل حسب الهيئة العامة للثورة السورية.